26-03-2011 08:33 AM
كل الاردن -
محمد أبو رمان
كما تقول العرب "شرّ البلية ما يضحك"! يقول الخبر: بأنّ السلطات الليبية اصطحبت إعلاميين يوم الخميس صباحاً إلى مستشفى في مدينة طرابلس لمشاهدة جثث متفحمة لعسكريين ومدنيين، سقطوا في قصف قوات التحالف!
جماعة القذّافي يريدون "إحراج" الغرب بصور عدد من جثث العسكريين، ويعتقدون أنّ العالم لم يرَ مئات، بل آلاف، الجثث، التي أحرقتها عصابات القذّافي خلال الأسابيع الماضية، من مدنيين وأطفال ونساء وشيوخ مسالمين!
العالم بكى من قلبه وهو يرى جرائم "العقيد"، وهو يفتك بشعبه، متبجحاً "إمّا أنا أو العذاب والمذابح"، وبلا خجل ولا عقل يصطحب رجاله الإعلاميين لمشاهدة تلك الجثث، نسأل الله الرحمة للجميع!
القذافي يخرج ويعلن في الفضاء الإعلامي العالمي أنّه لا يملك شيئاً وليست لديه ثروات هنا أو هناك، إلاّ خيمته المتواضعة! وبعد دقائق تكشف المصادر الغربية أرقاماً عن عشرات البلايين باسمه واسماء أبنائه! فهل كان يكذب على نفسه، مثلاً؟!
شخصياً، لا أتردد بأن أعترف بأنّ القذافي، ورفاقه الحكام العظام، قلبوا موازيني، فأنا بتُّ أفضّل الاستعمار على حكام على شاكلته، أوصلوا شعوبهم إلى هذا المستنقع التاريخي، وأذلّوها، وجهّلوها، وأوصلوها إلى الترحيب بالتدخل الأجنبي، لحماية الشعب من مجازر زعيمه!
في خبرٍ آخر لكن هذه المرّة في سورية؛ أنّ مظاهرات من الأهالي خرجت للمطالبة بإطلاق سراح 15 طالباً في مدرسة تلك المدينة، اعتقلتهم قوات الأمن (تصوّروا!) لأنّهم تأثروا بأحداث تونس ومصر، فكتبوا على جدار المدرسة "الشعب يريد إسقاط النظام"!
وفي درعا، تهجم قوات الأمن على مسجد فتقتل خمسة عشر من المعتصمين، بدمٍ بارد، وتبث الإذاعة السورية الخبر بأنّ "عصابة هجمت على أطباء، فقام رجال الأمن بقتل العصابة، وملاحقة آخرين"!
في دولة خليجية ثرية جداً، وزّع الحاكم بلايين الدنانير على أفراد الشعب كافة، وكأنّ الشعب يقبل الرشوة، ولإيقاف حركة التاريخ وتعطيل سنن الكون!
في رصيد حسني مبارك وعائلته وزين العابدين بن علي وعائلته ومعمر القذافي وعائلته بلايين الدنانير والاستثمارات في الغرب، بينما شعوبهم تعاني من الفقر والجوع والحرمان، والعذاب اليومي في محاولة لتأمين أساسيات الحياة وشروطها الرئيسة. تبيّن أنّ هؤلاء يمتلكون ثروات تسدّ ديون دولهم وتغلق عجز موازناتها!
نعم، إلى هذا الحدّ وصل أغلب الحكام العرب! لم يعد هنالك ما يخفي الوجه الحقيقي للنظام الرسمي العربي، ولم تعد أكاذيب الإعلام الرسمي تنطلي على طلبة مدارس في مدينة درعا السورية!
لا شعارات محاربة الإمبريالية والتصدي للمشروع الصهيوني، ولا دعوى الأمن والاستقرار، ولا أكاذيب التنمية، ولا دولة الرفاه الاجتماعي.. كلها خدع وألوان دعائية مفبركة، فنحن، فقط، أمام مجموعة من اللصوص وقطاع الطريق والفاسدين، والكذّابين، هذه هي الحقيقة الساطعة الوحيدة التي يراها المواطنون العرب كما الشمس في وسط النهار.
m.aburumman@alghad.jo
الغد