27-03-2011 09:36 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
كما هي العادة اشتد الطلب في اليومين الماضيين على مفهوم "الأحداث المؤسفة". إنه مفهوم يمكّن قائله من التمويه على موقفه الحقيقي والظهور بمظهر العقلاني والمتفهم والوقور والمستوعب وصاحب الصدر الواسع. إن مستخدم هذا المفهوم يتمكن من توجيه كلامه للجميع بغض النظر عن مواقفهم. فهو يدين الأحداث المؤسفة بالمطلق, ولك أن تختار ما هو المؤسف منها بحسب الرغبة والذوق.
دعونا نعدد بعض الأحداث التي جرت: هناك اعتصام يضم شباباً يهتفون ويرفعون الشعارات والأعلام الوطنية, وهناك شباب آخرون وقفوا مقابلهم رفعوا شعارات وهتفوا بشعارات على شكل شتائم وقذفوا الكثير من الحجارة, والى جانب هؤلاء كان هناك أكثر من جهاز أمن, أحدها كان متواجداً طوال الوقت وقد شاهد كل شيء, وليته يقول لنا ما هو المؤسف فيما شاهد, وقد طالت بعض أفراده بعض الحجارة المقذوفة, وسمع الشكر حيناً والنقد حيناً آخر. وأخيراً هناك جهاز أمن هاجم الموجودين وفرقهم, وبالنتيجة كان هناك وفاة وجروح واعتقالات, وفي ختام المشهد أقيم احتفال في المكان رافقه حمل على الأكتاف وبعض الدبكات التي أعدت على عجل.
يمكن إضافة بعض الأحداث كتفاصيل, ولكن ما هو المؤسف من هذه الأحداث جميعها? في الواقع إن المعتصمين لا يعتبرون ما قاموا به أمراً مؤسفاً, وهم كغيرهم من شباب الأمة العربية يقولون أنهم محبون لوطنهم, وهم حتى لا يعتبرون جروحهم أموراً مؤسفة, بل ينظرون اليها كتضحيات مقدسة. وبالمقابل هل المؤسف هو الموت والجرح والاعتقال والاصطدام? لكن مشهد الاحتفال لم يكن يوحي بأن هناك أسفاً.
مستخدمو مفهوم "الأحداث المؤسفة" يعتقدون أنهم يأخذون المجتمع "على قد عقله", ولكن الحدث المؤسف فعلاً أنهم لا يعرفون درجة النضوج التي وصلها عقل هذا المجتمع.0
ahmadabukhalil@hotmail.com