28-03-2011 09:56 PM
كل الاردن -
فتحت قوات الامن السورية النار في الهواء لتفريق مئات المتظاهرين في مدينة درعا جنوبي البلاد كانوا يحتجون على الاضطرابات الأخيرة
وكان المتظاهرون قد تجمعوا في الساحة الرئيسية في المدينة التي شهدت انتشارا كثيفا لرجال الامن وهم يهتفون 'نريد الحرية والكرامة' و'لا لقانون الطوارئ'، الا انهم تفرقوا عندما شرعت قوات الامن في اطلاق النار الذي استمر لعدة دقائق.
ولكن المتظاهرين سرعان ما عادوا للتجمع عندما توقف اطلاق النيران. ولم يتضح ما اذا كان اطلاق النار قد اسفر عن سقوط ضحايا.
كما انتشرت قوات الجيش السوري في مدينة اللاذقية التي شهدت في اليومين الماضيين احتجاجات واعمال عنف راح ضحيتها 12 قتيلا على الاقل.
الشرع يعلن
وفي وقت لاحق من يوم الاثنين، أعلن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن الرئيس بشار الأسد سيلقي كلمة هامة خلال اليومين القادمين.
ولم يحدد الشرع موعد الكلمة، ولكنه اضاف انها سوف تطمئن كل أبناء الشعب السوري حسب تعبيره.
وكان ظهور الشرع اليوم امام كاميرات المصورين بعد استقبال وفد صيني وحسب اوساط اعلامية سورية نفيا غير مباشر لما اشيع عن تعرضه لمحاولة هددت حياته منذ ايام.
ومن المتوقع ان يعلن الرئيس الاسد في كلمته رفع حالة الطوارئ السارية المفعول في البلاد لنصف قرن تقريبا.
وتقول مراسلة بي بي سي في دمشق إن العديد من السوريين يأملون في ان تضع الكلمة حدا للتوتر الحالي.
مجلس الشعب
وكان مجلس الشعب السوري قد طالب في وقت سابق الرئيس بشار الاسد بشرح مفصل للاصلاحات التي وعد باجرائها ردا على موجة الاحتجاجات والتظاهرات التي اجتاحت البلاد في الايام الاخيرة.
أردوغان: نصحت الأسد بالاستجابة لمطالب شعبه
قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إنه اتصل بالرئيس السوري بشار الأسد مرتين خلال الأيام القليلة الماضية ونصحه بالاستجابة لمطالب شعبه. وتوقع أردوغان أن يعلن الرئيس السوري بنفسه خطة للإصلاح اليوم أو غدا.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن النائب في المجلس محمد حبش قوله 'إن النواب طالبوا ليلة الاحد بأن يوضح الرئيس الاجراءات الجديدة التي اعلنت عنها السلطات، وحثوه على شرح طبيعة هذه الاجراءات في كلمة يلقيها امام مجلس الشعب.'
كما وقف اعضاء مجلس الشعب دقيقة واحدة حدادا على القتلى الذين سقطوا في اعمال العنف التي شابت التظاهرات.
وكانت مدن سورية عديدة قد شهدت تظاهرات واحتجاجات في الاسبوع الماضي شابها عنف ادى الى سقوط ضحايا في ست مدن على الاقل قدرت منظمات حقوق الانسان عددهم بحوالي 130. وكانت الاحتجاجات قد اندلعت في مدينة درعا الجنوبية.
وتتهم الحكومة السورية 'متشددين اسلاميين' على رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي المقيم في قطر والذي يتمتع بشعبية كبيرة بالتحريض على أعمال العنف.
وقالت مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان، إن القرضاوي حرض السنة على التمرد على الحكومة السورية من خلال خطبة الجمعة.
وكان القرضاوي أشاد 'بالثورة السورية' منتقدا النظام السوري.
وأضافت شعبان أن كلام القرضاوي مسؤول عن اندلاع الاضطرابات في اللاذقية وأن 'المدينة لم تشهد أي اضطرابات قبل خطبة الجمعة'.
وتابعت خلال لقائها مع الصحفيين أن 'كلمات القرضاوي مثلت دعوة واضحة ومباشرة للنزاع الطائفي'.
موقف تركيا
وقال رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان يوم الاثنين إن السلطات السورية تعكف على اجراء اصلاحات سياسية مهمة منها رفع حالة الطوارئ والقيود المفروضة على الاحزاب السياسية.
وقال اردوغان إنه تحدث مرتين الى الرئيس السوري في الايام الثلاثة الماضية، ونصحه 'بالاستجابة الى مطالب الناس باسلوب اصلاحي وايجابي.'
واكد رئيس الحكومة التركية، الذي كان يتحدث للصحفيين في مطار انقره قبل توجهه الى بغداد، ان الرئيس الاسد 'لم يرد بلا' على طلباته.
آراء متناقضة
ويقول المحللون إن الآراء تتضارب داخل القيادة السورية حول السبيل الافضل لمعالجة الازمة، فبينما يفضل تيار قمع المحتجين يدعو آخر الى الحوار معهم.
وقال جهاد مقدسي، الناطق باسم السفارة السورية في لندن لبي بي سي إنالسلطات السورية تحقق حاليا في اسباب اندلاع اعمال العنف اثناء الاحتجاجات الاخيرة.
وقال مقدسي إن الرئيس الاسد قد تدخل لوضع حد 'للفوضى' التي شهدتها اللاذقية، حيث كان البعض يخربون ممتلكات الدولة ويحرقون السيارات.
واضاف الناطق ان الاصلاحات التي وعد بها الرئيس الاسد الشعب السوري تشمل المزيد من حرية التعبير و'جو ديمقراطي' ارحب.
وفي لندن ايضا، نشر المرصد السوري لحقوق الانسان قائمة تشتمل على اسماء 41 شخصا يقول إنهم اعتقلوا يوم الجمعة في العاصمة دمشق ومدن حمص ودير الزور وغيرها.
وكانت منظمة العفو الدولية قد نشرت هي الاخرى قائمة ضمت اسماء 93 معتقلا القت السلطات السورية القبض عليهم.
وفي غضون ذلك، قالت وكالة رويترز للانباء إن اثنين من مراسليها في سورية فقدوا مؤخرا.
(بي بي سي)