03-04-2011 07:10 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
ماذا تفعل الأحزاب إذا لم تقف وراء التحركات الشعبية وغيرها من نشاطات تعتبر جزءاً من تعريف الحزب والعمل الحزبي?
غير أن الأمر في الأردن ولكي نفهمه جيداً, يحتاج لأكثر من ذلك, فسؤال "مين وراها?", يعد من الأسئلة الرئيسية في العمل السياسي, ولا يقتصر طرحه على الحكومات وحدها, فالأحزاب ذاتها قد تطرحه منفردة فيما بينها في حالة النشاطات غير الخاضعة للتنسيق والاتفاق, وقد تطرحه مجتمعة بخصوص النشاطات التي تكون خارج سياق الصيغة الرسمية للعمل الحزبي. لقد سبق مثلاً أن طرحته الأحزاب والنقابات تجاه حركة المعلمين في حادثة ينبغي أن تشكل درساً.
إن الإجابة على سؤال "مين وراها?" هذا, سوف يحدد طبيعة موقف طارح السؤال, فهو هنا لا يسأل عن "محتواها" بل فقط عمّن "وراها".
لكن الغريب في حالة كون الحكومة هي مَنْ تطرح السؤال كما هو الحال في آخر مرة, أن الطرف المتلقي للسؤال يستسلم للمنطق الحكومي ويتعامل مع الوقوف "وراها" كما لو أنه تهمة حقيقية, ويسعى إلى الإثبات أنه لم يكن "وراها", مع أن منطق العمل الحزبي والسياسي يتيح له أن يعلن بوضوح أنه "وراها" فعلاً, ببساطة لأن مهمة الأحزاب أن تحرك وتحرض وتنظم وتجمّع لكي تضغط وتساوم وتناور وتحرج وتتحدى وتتصدى وتمسك من اليد التي تؤلم.. وغير ذلك من مفردات العمل السياسي.
إن غير المقبول أخلاقياً أن تتبرأ جهة من عمل ما بعد أن يجري اتهامها بأنها تقف وراءه, ثم تسعى إلى الاستفادة الإعلامية أو التنظيمية منه. ففي العمل السياسي قد تجوز المناورة, بل قد تجوز الانتهازية مع الخصوم, لكنها لا تجوز مطلقاً مع الجمهور والأنصار والأصدقاء... والله من وراء القصد.0
ahmadabukhalil@hotmail.com
العرب اليوم