03-04-2011 07:13 AM
كل الاردن -
فهد الخيطان
جدول الاعمال يعكس نظرة تقليدية للقطاع ويصادر حقه في التفكير الحر والمستقل .
لم تغادر الحكومة والجهات الرسمية العقلية القديمة في التفكير, وما زالت تتصرف بالاساليب السابقة نفسها وكأن شيئا لم يتغير في بلادنا ومن حولنا في العالم العربي.
كنا نعتقد ان ثورات الشباب في تونس ومصر واليمن ستغير نظرة المؤسسة الرسمية لهذا القطاع, وان دور هذا الجيل في المجتمع في طريقه للتبدل, واول خطوة في الاتجاه الصحيح هي افساح المجال امام الشباب ليقودوا انفسهم ويعبروا عن آرائهم بحرية, ورفع الوصاية الرسمية عن اطرهم المختلفة, واعادة الاعتبار لحقهم في العمل السياسي والنقابي الحر, من دون تدخل او تعسف أمني او سياسي. لكن للجهات الرسمية على ما يبدو رأي آخر بدليل المؤتمر الوطني الاول للشباب الذي افتتحه رئيس الوزراء بالامس.
فهمنا من جهات رسمية ان هناك نية لعقد مؤتمر للشباب, بادر الى طرح فكرته الملك عبدالله الثاني, بهدف منح الشباب من مختلف الاتجاهات المشاركة في الحياة العامة والانخراط في عملية الاصلاح الشامل. وتحقيق هذا الهدف النبيل كان يتطلب اطلاق آلية ذاتية لقطاعات الشباب تتمثل فيها الاطياف كافة تقرر شكل ومضمون المؤتمر بعيدا عن اي مظلة او وصاية رسمية. غير ان الجهات الرسمية أبت ذلك وقررت اختطاف الفكرة فكان مؤتمر الامس نسخة مكررة لمؤتمرات "الطلائع" في الانظمة الشمولية, وقريبة الى حد كبير من تجربة "شباب كلنا الاردن" الفاشلة.
لا نعرف كيف تم حشد ألفي شاب للمؤتمر وبأي طريقة تم اختيارهم, واي شكل من اشكال التمثيل تم اعتماده. الحركات الناشطة في قضايا الشباب والجامعات مثل حركة »ذبحتونا« لا تعلم شيئا عن المؤتمر, واكد منسق الحركة الدكتور فاخر دعاس لكاتب المقال انه لم يعرف عن المؤتمر ولم تجر دعوة ممثلي الحركة في الجامعات. واذا كانت "ذبحتونا" خارج حسابات المنظمين, فمن الطبيعي ان لا نفكر بطرح السؤال حول عدم دعوة "شباب 24 آذار" وغيرها من المجموعات الشبابية التي يعج بها الشارع وصفحات "الفيس بوك".
جدول اعمال المؤتمر يعكس النظرة التقليدية والضيقة للمؤسسة الرسمية تجاه الشباب, فهم - اي الشباب - مجرد جمهور يستمع لخطابات المسؤولين, وحصتهم من المؤتمر ساعة واحدة للحوار المفتوح, اما الجلسات المتبقية فهي للمسؤولين ويرأسها جميعا امين عام المجلس الاعلى للشباب.
في اعتقادي ان الفكرة الملكية لم تُختطف فقط بل جرى اغتيالها بالامس.
البديل لهذه الطريقة البائسة في تنظيم المؤتمرات هو تشكيل هيئة تحضيرية موسعة من مختلف الاوساط الشبابية تتولى الإعداد للمؤتمر, ويقتصر دور الجهات الرسمية على تقديم التسهيلات اللوجستية اللازمة لعقده, ويترك للهيئة حق اختيار قضايا النقاش والمدعوين للحديث في الجلسات واعداد الوثائق التي تصدر عن المؤتمر وقبل ذلك ادارة حوار وطني صريح وشفاف. بهذه الطريقة فقط يشعر جيل الشباب انهم قوة للتغيير في المجتمع لا مجرد احتياط بشري يُستدعى للتطبيل والتزمير في الشوارع, وبأنهم شركاء في صنع السياسات وبناء المستقبل.
هذا الذي يجري للشباب ينتمي في مجمله الى ثقافة الماضي, وأَعجب لقدرة المؤسسات الرسمية على مواصلة هذا النهج من دون ادنى احساس بهموم الشباب وقضاياهم في المجتمع, ومن دون اكتراث بالعالم الذي يتغير من حولنا.
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم