04-04-2011 02:29 PM
كل الاردن -
قتل 15 محتجا على الاقل واصيب عشرات اخرون بجروح بعد ان اطلق الجيش وقوات الامن اليمنية النار لتفريق متظاهرين في مدينة تعز جنوب صنعاء، حسبما افاد مدير المستشفى الميداني للمعتصمين المطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح.
وقال الدكتور صادق الشجاع ان '15 شخصا على الاقل قتلوا بالرصاص الحي كما اصيب العشرات ايضا باصابات مختلفة'.
واكد الشجاع ان 'الحالة سيئة جدا مع استمرار قوات الامن والجيش باطلاق النار' لتفريق المتظاهرين الذي خرجوا في 'يوم غضب' بعشرات الالاف في المدينة التي تشهد مواجهات دامية لليوم الثاني على التوالي.
وكانت حصيلة سابقة اشارت الى سقوط عشرة قتلى.
وذكر شهود عيان ان تعز تشهد توترا كبيرا بعد ان انطلقت تظاهرات من عدة نقاط في المدينة نحو مبنى المحافظة، فيما اطلقت قوات الامن والجيش النيران على المتظاهرين لتفريقهم.
وافاد شهود ان المتظاهرين تمكنوا من دخول باحة مبنى المحافظة حيث اطلق النار عليهم ايضا مدنيون مناصرون للمحافظ وللنظام.
وكانت المدينة شهدت الاحد تحركات ضخمة مطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح ومواجهات مع قوى الامن اسفرت عن قتيل ومئات المصابين في صفوف المحتجين.
وذكرت مصادر محلية ان السلطات اعتقلت حوالى 30 شخصا على خلفية الاحداث في المدينة امس الاحد.
الى ذلك، اكدت مصادر طبية ان 13 شخصا اصيبوا بالرصاص في الحديدة (غرب) فيما اصيب 400 شخص بحالات اختناق جراء تنشق الغازات المسيلة للدموع و30 شخصا بجروح ناجمة عن الحجارة والهراوات.
وذكر شهود عيان ومصادر محلية ان مواجهات قوية سجلت في الحديدة خلال ليل الاحد الاثنين بعد ان سار عشرات الالاف من المتظاهرين باتجاه القصر الجمهوري في المدينة الساحلية للمطالبة برحيل صالح.
من جهتها، افادت صحيفة نيويورك تايمز الاحد نقلا عن مسؤولين اميركيين ويمنيين ان الحكومة الاميركية في طور سحب دعمها للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وتسهيل رحيله.
واشارت الصحيفة الاميركية الى ان واشنطن دعمت منذ زمن طويل صالح الموجود في الحكم منذ العام 1978، مضيفة ان ادارة الرئيس باراك اوباما 'تجنبت انتقاده علنا'.
الا ان الصحيفة اوردت ان مسؤولين اميركيين ابلغوا حلفاءهم اليمنيين ان هذا الموقف الاميركي غير قابل للاستمرار بالنظر الى الاحتجاجات الشعبية الكبيرة التي يواجهها وأن على الرئيس اليمني مغادرة السلطة.
ولفتت نيويورك تايمز الى ان هذا الامر لا يؤدي في المقابل الى اعادة النظر في موقف واشنطن من العمليات الاميركية لمكافحة الارهاب في اليمن.
وقال مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه للصحيفة ان المواجهة المستمرة بين صالح ومعارضيه 'كان لها اثر سلبي مباشر على الامن في سائر انحاء اليمن'.
وبحسب برقيات دبلوماسية سرية كشفها موقع ويكيليكس مؤخرا، فإن مسألة خلافة الرئيس اليمني مطروحة منذ العام 2005 في الولايات المتحدة.
وسقوط حليف واشنطن سيمثل بحسب وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس 'مشكلة حقيقية'.
لكن دول مجلس التعاون الخليجي اتفقت خلال اجتماع وزاري ليل الاحد-الاثنين في الرياض على اجراء 'اتصالات' مع الحكومة والمعارضة في اليمن لحل الازمة الداخلية المحتدمة منذ اكثر من شهر.
وتحدثت الولايات المتحدة علنا عن قلقها بشأن من سيخلف صالح الذي تعتبره حليفا ساعد في احتواء جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتمركز في اليمن.
وقال صالح انه سيكون مستعدا للتنحي في غضون عام بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية وان اي رحيل مفاجئ قد يسبب فوضى.
وقتل نحو 82 شخصا في احتجاجات مناهضة للحكومة باليمن.
وقالت نيويورك تايمز ان ادارة الرئيس باراك أوباما كانت تساند صالح ولكنها بدأت في تغيير موقفها بشأن الزعيم اليمني خلال الايام السبعة الماضية.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين ابلغوا حلفاء وبعض الصحفيين انهم يرون الآن ان استمرار صالح في السلطة امر لا يمكن الدفاع عنه وانهم يعتقدون انه عليه التنحي.
ونقل عن مسؤول يمني قوله ان المفاوضات مع صالح بشأن شروط رحيله المحتمل بدأت قبل ما يزيد قليلا عن اسبوع بعد ان قتل مسلحون مرتبطون بالحكومة اكثر من 50 محتجا خلال تجمع في 18 مارس/اذار.
وقال المسؤول للصحيفة ان 'الأميركيين يدفعون من اجل نقل السلطة منذ بداية' المفاوضات التي ما زالت جارية.
وقال ائتلاف المعارضة السبت ان خطة للمعارضة تتضمن قيام النائب الذي سيقوم بدور الرئيس الانتقالي باعادة هيكلة الجيش والشرطة.
وجرت المحادثات بشكل متقطع خلال الاسبوعين الماضيين احيانا في وجود السفير الأميركي. وتقول مصادر ان صالح يريد ان يضمن عدم محاكمته هو وافراد عائلته بشأن دعاوى الفساد التي اثارتها المعارضة.
وجاء في البيان الختامي للاجتماع الوزاري الخليجي الطارئ ان دول مجلس التعاون الست وهي السعودية والبحرين والامارات وسلطنة عمان وقطر والكويت 'اتفقت على اجراء اتصالات مع الحكومة والمعارضة اليمنية من خلال أفكار لتجاوز الوضع الراهن'.
واعربت دول مجلس التعاون عن 'بالغ القلق لتدهور الحالة الامنية وحالة الانقسام في اليمن الشقيق بما يضر بمصالح مواطنيه ومكتسباتهم الاقتصادية والحضارية'.
ويواجه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح منذ نهاية كانون الثاني/يناير حركة احتجاج شعبية تطالب بتنحيه اشتدت بعد مقتل 52 متظاهرا في 18 اذار/مارس برصاص نسبته المعارضة الى انصاره.
ودعا مجلس التعاون 'الاطراف المعنية في اليمن الى تغليب المصلحة الوطنية والمسارعة بالعودة الى طاولة الحوار الوطني من اجل التوافق على الاهداف الوطنية والاصلاحات المطلوبة، وصولا الى اتفاق شامل يعيد السلم الاجتماعي العام ويحقق للشعب اليمني ما يتطلع اليه من اصلاح وحياة آمنة ومستقرة وكريمة'.
واكد المجلس 'احترامه لارادة وخيارات الشعب اليمني بما يحفظ وحدة اليمن الشقيق ويصون استقراره وامنه ومكتسباته الوطنية'.
وفي ختام الاجتماع قال وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان للصحافيين ردا على سؤال حول ماهية الطرق التي ستستخدم لاجراء الاتصالات مع الاطراف اليمنية المعارضة والحكومة 'سنحتفظ بالطرق وسيعلن عنها في وقتها حرصا على انجاح الخطط'.