يقول خبراء عسكريون ان صفوف قادة الجيش السوري تزخر بالعلويين الموالين للرئيس السوري بشار الأسد مما قلل أي احتمال لظهور ضغط عسكري عليه اذا تنامت الاحتجاجات.
وبخلاف جيشي تونس ومصر اللذين رفضا التصدي للاحتجاجات السلمية التي أدت لسقوط رئيسي البلدين فان مصير كثير من كبار الضباط في الجيش السوري مرتبط بمصير الاسد.
وعلى الرغم من أن بعض الضباط من الاغلبية السنية جرت ترقيتهم الى مراتب رفيعة فان تأثير السنة قد ضعف. وبالاضافة الى ذلك يسيطر ماهر شقيق الرئيس السوري على وحدات رئيسية في الجيش فيها عدد كبير من الجنود العلويين.
|
|
|
|
|
|
|
الجيش السوري.. ماذا يملك الاسد؟
يبلغ إجمالي عدد أفراد القوات المسلحة السورية 295 ألفا تدعمهم مدفعية ثقيلة ودبابات وطائرات حربية وقوة بحرية صغيرة. وتوجد أيضا قوات احتياط قوامها 314 ألفا. وفي خطوة لوقف المعارضة الشهر الماضي قلل الاسد مدة الخدمة العسكرية الى 18 شهرا بدلا من 21 شهرا.
* القوات البرية:
العدد: 220 ألف بمن فيهم المجندون. يسيطر ماهر شقيق الرئيس بشار الاسد على الحرس الرئاسي والحرس الجمهوري والفرقة الرابعة المدرعة وهي وحدات تشكل مع المخابرات جوهر أمن الدولة. ويسيطر العلويون أيضا على جهاز المخابرات.
في سوريا 4950 دبابة قتالية رئيسية و590 مركبة استطلاع وما يصل الى 2450 مركبة مشاة قتالية مدرعة و1500 ناقلة جنود مدرعة و3440 قطعة مدفعية وما يصل الى 500 مدفع مورتر وصواريخ أرض جو لا يقل عددها عن 4100 صاروخ.
* قوات الامن:
العدد.. 108 الاف تتوزع على 8000 من القوات التابعة لوزارة الداخلية و100 ألف ميليشيا عمالية أو الجيش الشعبي (حزب البعث).
* قوات البحرية:
العدد: 5000. والقواعد موجودة في اللاذقية وطرطوس ومينا البيضا.
* القوات الجوية:
العدد: 100 ألف منهم 30 ألف جندي احتياطي.
الطائرات العسكرية: 555 طائرة ميج منها أكثر من 150 مقاتلة وأكثر من 300 طائرة مقاتلة لأغراض الغارات البرية و48 طائرة استطلاع و22 طائرة نقل ثقيلة.
الهليكوبتر: 36 هليكوبتر هجومية و100 هليكوبتر للاستطلاع والنقل و20 هليكوبتر للنقل.
|
|
|
|
|
وقال و. أندرو تريل الاستاذ الجامعي الباحث في شؤون الامن القومي في الكلية الحربية التابعة للجيش الاميركي 'ان الحاق الهزيمة بنظام متشبث بزمام الامور لهذه الدرجة يتطلب قوة غير طبيعية من البشر. هذه ليست تونس.'
وقال تريل من ثكنات كارليس في بنسلفانيا 'النظام حرص على تعيين موالين علويين في كل المواقع المهمة بداخل الجيش بحيث يتمكن النظام من هزيمة أي مساع للاطاحة به. بعض الضباط السنة ارتفعوا الى مراتب رفيعة للغاية ولكن ليست لديهم صلاحيات تذكر لقيادة القوات.'
وينتمي بشار ووالده حافظ الاسد اللذان حكما سوريا على مدى 41 عاما الى جبال العلويين المطلة على البحر المتوسط وهي معقل لهذه الطائفة التي ترتبط بالشيعية.
ويواجه الأسد أكبر تهديد لحكمه في احتجاجات مستمرة منذ أكثر من أسبوعين تدعو لانهاء قانون الطوارئ وحكم الحزب الواحد. وكان رده على الاحتجاجات بمزيج من وعود الاصلاح الغامضة والقوة التي تسببت في مقتل عشرات المحتجين.
ويقول أهالي درعا معقل المحتجين السوريين ان القوات العلوية التي يقودها ماهر الشقيق الأصغر للأسد اتخذت مواقع لها حول المدينة الجنوبية.
ويقود ماهر الحرس الرئاسي والحرس الجمهوري والفرقة الرابعة المدرعة وهي وحدات تشكل مع المخابرات التي يهيمن عليها العلويون جوهر أمن الدولة.
وقال تريل وهو متخصص في الشؤون العسكرية السورية 'بعض المراقبين يعتبرون ماهر الأسد عنيفا بشكل مفرط ومتقلب المزاج. ويبدو أن الرئيس الاسد يعتبر شقيقه محل ثقة تامة.'
وعلى الرغم من أن العلاقات الاسرية تضمن ولاء الصفوة في الجيش فان الأسد لا يمكنه إغضاب الجيش بتكرار حملة القمع عام 1982 في مدينة حماة حينما أرسل والده حافظ الأسد القوات الخاصة وقوات المظليين وعناصر من حزب البعث لاخماد انتفاضة مسلحة قام بها الاخوان المسلمون.
وقاد رفعت الاسد شقيق الرئيس السابق بنفسه عملية حماة التي قتل فيها عشرات الالاف وسويت أجزاء من المدينة بالارض.
وقال عضو سابق بالجيش السوري 'سوريا 2011 ليس سوريا 1982. هناك مئات الالاف من الجنود والمجندين والجنود النظاميين الذين لم يشهدوا سوى الفساد واستغلال المناصب من جانب قادتهم العلويين.. سيكون من الخطير جدا بالنسبة لبشار أن يلعب هذه اللعبة.. الجيش لن يطلب من بشار التنحي كما كان الحال في مصر وفي تونس.. ولكنه لا يستطيع ببساطة أن يطلب من الجيش ارتكاب مذبحة أيضا.'
وأضاف أن الاسد سيكون مترددا في استخدام الحرس الجمهوري الذي يقوده ماهر في قمع الاحتجاج لان ذلك سيزيد السخط على العلويين.
وقال خبير عسكري آخر يعمل لصالح حكومة غربية ان الجيش السوري سينقسم اذا جرت محاولة لتكرار مذبحة حماة ولكن الرئيس يمكن أن يفلت بعمليات قتل على نطاق أصغر.
وأضاف 'سيعتمد الامر أيضا على الكيفية التي يجري بها عرض أعمال القتل. يوجد فرق بين اطلاق النار على محتجين مسالمين وقتل محتجين يهاجمون قوات الامن.'
وعلى الرغم من أن أهالي درعا يقولون ان وحدات ماهر الاسد اتخذت مواقع حول المدينة فقد نشرت الشرطة السرية والشرطة الخاصة وحدات للتصدي للمحتجين. وقال شهود عيان ان أكثر من 40 محتجا قتلوا في الاشتباكات.
وقال تريل ان الوحدات العلوية لن تجد غضاضة في قمع المعارضة لانهم جبلوا على عقيدة أن طائفتهم ستخسر اذا حصل السنة على السلطة.
واضاف 'يمكن القول بشكل شبه مؤكد أن جميع العلويين داخل الجيش سيقاتلون دفاعا عن النظام.'
وسُئل تريل عما اذا كان الجنود السنة يمكن ان ينقلبوا على القيادة اذا رأوا مزيدا من السنة يقتلون فقال 'ستتحرك أجنحة السلطة في سوريا بسرعة وستقمع بشكل عنيف حتى بذور التمرد داخل الجيش.'