أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 24 كانون الأول/ديسمبر 2024
شريط الاخبار
بحث
الثلاثاء , 24 كانون الأول/ديسمبر 2024


إخوان "ما بعد الثورة"

07-04-2011 09:36 AM
كل الاردن -


محمد ابو رمان

رغم أنّ جماعة الإخوان المسلمين في مصر كانت فاعلاً أساسياً ولعبت دوراً كبيراً في إنجاح الثورة المصرية، ورغم - كذلك- أنّها من أكبر "الرابحين" من التخلص من النظام السابق، وتأسيس نظام أكثر ديمقراطية وانفتاحاً، إلاّ أنّ الجماعة تواجه اليوم أسئلة وتحديات أكثر تعقيداً والتباساً من المرحلة السابقة.
التحدّي الجديد للإخوان يتمثّل في التعامل مع مرحلة "ما بعد الثورة"، وما تقتضيه من إعادة النظر في برنامج الجماعة واستراتيجيات عملها، والعلاقات التنظيمية الداخلية، وطبيعة الحزب الجديد الذي تنوي تأسيسه، وفيما إذا كان يلبي طموح الشباب الإخواني الذي أخذ، بدوره، جرعةً كبيرة من حيثيات الثورة ثقافياً وسياسياً.
المعلومات الأولية تفيد أنّ عدداً من أعضاء الإخوان استقالوا من الجماعة، فيما نفى د. عبدالمنعم أبو الفتوح للمرة الثانية على التوالي استقالته من الإخوان، بالرغم من الجدل الدائر حول تفكيره بالإشراف على تأسيس حزب جديد يحمل اسم النهضة، بعد أن أوكل المكتب التنفيذي لسعيد كتاتني تأسيس حزب العدالة والحرية، الذي سيمثّل الذراع السياسية للإخوان في مرحلة الانفتاح الديمقراطي.
سبق الجدالات الحالية الطبيعية، نتيجة التحولات الكبرى المحيطة بالجماعة، نشاطٌ فاعل للجيل الشبابي الجديد، بخاصة على الشبكة العنكبوتية، وكذلك للأخوات المسلمات، وهو ما يتوقع أن ينعكس بصورة أكبر على الحوارات الإخوانية الداخلية الجارية والمتوقعة.
في السنوات السابقة كان التحدي أمام الإخوان وجودياً، يرتبط بالبقاء على قيد الحياة والمقاومة، والقدرة على الصبر والثبات، بعد أن باءت كل محاولاتها لاختراق الجدران الأمنية بالفشل، وتعرّضت لحملات اعتقال كبرى، وصودرت أموالها، وكانت دوماً تحت المطرقة الأمنية والسياسية.
أمّا اليوم، فإنّ التحديات اختلفت جذرياً ولم يعد القلق وجودياً، بل أصبح التحدي مرتبطاً بالقدرة على تطوير الأهداف والاستراتيجيات والتكيف مع المتغيرات الجديدة. فهي مرحلة وإن كانت تبدو أسهل إلاّ أنّها أكثر تعقيداً وخطورة على تماسك الجماعة وجماهيريتها.
اليوم، الإخوان لن يبقوا في إطار المعارضة المبدئية، فسيدخلون الحياة السياسية من أوسع أبوابها، وسينتقلون إلى مواجهة الاستحقاقات الواقعية، وسيشتبكون مع شارع مختلف أكثر تسييساً، ولديه نزوع كبير للمشاركة في المرحلة السياسية الجديدة، وتيارات سياسية أخرى تتشكل، وكل هذا يفرض مراجعة جذرية لفكر الجماعة وبنيتها الداخلية وخطابها الإصلاحي.
خلال الأعوام السابقة طوّر الإخوان موقفهم من الديمقراطية والتعددية، وأعلنوا في مبادرتهم الإصلاحية قبولهم بمبدأ تداول السلطة، وبقواعد اللعبة السياسية وبمخرجات قانون الانتخاب بصورة نهائية، ومثّل ذلك قفزة كبيرة في الفكر السياسي للجماعة.
كانت الجماعة، سابقاً، مترددة في موقفها من الديمقراطية بين القبول بها كصيغة نهائية لنظام الحكم، بما يعنيه ذلك من التخلي عن النموذج المثالي للدولة الإسلامية في أدبيات الجماعة وأغلب الحركات الإسلامية، وبين القبول بالديمقراطية مؤقتاً مع ما يثيره ذلك من مخاوف أطراف سياسية أخرى من "نوايا الجماعة" في الانقلاب على صندوق الانتخاب بعد الحصول على الأغلبية السياسية على قاعدة "صوت لمرة واحدة في الحياة".
"إخوان ما بعد الثورة" على أعتاب واقع مغاير تماماً في سماته وحيثياته للمرحلة السابقة التي تكرّست من خلالها الصيغة الحالية لاستراتيجيات الجماعة وأدواتها، ما يجعل من المراجعة الهيكلية والبنيوية بمثابة شرط أساس لطبيعة مختلفة من تحدي البقاء والتكيف.
الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-04-2011 10:32 AM

أهم خطوة بحياتك انك طلعت على كتاف الاخوان وصرت تتكسب من نقدهم وانتو فاهمين

2) تعليق بواسطة :
08-04-2011 04:32 PM

باختصار شديد هم هكذا على الدوام ومنذ ثورة 23 يوليو . وأقصد انهم يجتمعون وينسّقون ويرتّبون ويتفاهمون , ويعطون الإنطباع بحبهم للصالح العام ولا ينظرون للمصالح الشخصية ولا يمانعون في تسلق اقصر كتف أو اعلى كتف , وعندما يحين موعد اقتسام الغنائم تبدأ المشاكل والإنشقاقت بحثاً وطمعاُ بالقطعة الأكبر من الكعكة !! وارجعوالتاريخهم

3) تعليق بواسطة :
08-04-2011 09:00 PM

يركبون على اكتاف الثورة يدعون لها في النصر فقط وبعدين يركبوها

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012