09-04-2011 09:05 AM
كل الاردن -
أحمد أبو خليل
في عالم السياسة, من الصحي أن يكون العلم الوطني رمزاً لكل الأطراف الموالية منها والمعارضة, لأن العلم رمز وطني. وفيما يتصل بالعلم الوطني الأردني فإن للتعامل معه قصة معقدة كما هو حال كثير من الرموز. فلزمن طويل ظلت أطراف كثيرة من المعارضة تعتبره علماً للسلطة, وهذه حالة شاذة, لكن الأكثر شذوذا من ذلك أن تعتبره السلطة ذاتها علمها الخاص وتنظر بشك إلى رفع المعارضة له, وهو ما يعزز الموقف الشاذ الأول, أي تثاقل المعارضة من رفعه.
قبل حوالي أربع سنوات, شنت وزارة الداخلية حملة كانت في التطبيق تعني 'إجبار' المعارضة من أحزاب ونقابات وهيئات تسيطر عليها المعارضة على رفع العلم الوطني, واضطرت إلى تحريك دوريات تراقب ذلك. الوضع كان محزناً من طرفيه, إذ ظهرت الحكومة وكأنها 'تُخضِع' خصومها مستخدمة العلم كأداة, وبالمقابل قامت المعارضة بالاستجابة للطلب وكأنها 'ترضخ' لخصمها.
في مجمل المشهد بطرفيه, يمكن أن نلمس إساءة مكشوفة أو مضمرة لهذا الرمز الوطني, وتذكرون قبل أكثر من سنتين عندما أحيل شاب إلى المحكمة وجرى توقيفه لعدة أشهر بتهمة الإساءة للعلم الأردني, ثم برأته المحكمة تماماً من التهمة, ولكن بالمقابل لم يسأل أحد الجهة التي وجهت الاتهام التي بالنتيجة تكون قد أساءت للعلم عن طريق استخدامه لتلفيق تهمة.
اليوم هناك استخدام كثيف للعلم, ليس فقط من خلال السيارات التي تتجول في الشوارع, فقد رأيت العديد من بسطات الخضار وعربات البيع في الشوارع ترفع العلم, وقد استخدمت المثال من بسطات وعربات الخضار رغم أني أعتبر العاملين عليها فئة محترمة تحصل رزقها من عملها وعرق جبينها, ويليق بها فعلاً أن ترفع العلم في الزمن والمناسبة المناسبين, وأنا بالمناسبة متخصص في دراسة هذه الفئات منذ زمن طويل, لكن موقع العلم ليس بسطة خضار ولا سيارة نقل ولا سقف منزل ولا معرش بطيخ ولا فاردة عرس... الخ.
إن الشعوب تقدس رموزها لأنها تحمل أدق الاشارات عن ثقافتها, وهناك مدرسة علمية اجتماعية كبرى تدرس الحضارات والثقافات من خلال الرموز.
أيها الأردنيون, تعالوا ننتبه إلى الظاهرة لعلنا نتوصل إلى طريقة 'نحشم' بها علمنا الوطني.
(العرب اليوم)