13-04-2011 09:22 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
يعيد العرب من خلال ثوراتهم وانتفاضاتهم الجارية حالياً صياغة العلاقة التقليدية بين ناطور العنب والراغبين بأكله. ويبدو أن السؤال الشهير القائل: "هل تريد أكل العنب أم مقاتلة الناطور?", الذي يواجه به عادة الراغبون بأكل العنب, لم يعد كافياً كحجة ترفع في وجوه الجيل الجديد من العرب عشاق العنب.
جميع الحكومات والأنظمة العربية الآن تبدي الكثير من الاستعداد لتلبية رغبات الشعوب التي تواصل احتجاجها. ومباشرة خرج ويخرج من يقول للناس: إنكم أخيراً ستأكلون الذي سمح لكم به الناطور, فلماذا تصرون على مقاتلته?
في الواقع إن الناطور لا يسمح عادة للراغبين بأكل العنب بتحقيق رغبتهم إلا عندما يظهر هؤلاء استعدادهم الحقيقي للمقاتلة, حينها فقط يتبين أن قوة الناطور وسطوته ما هي إلا وهْم تشكل في ذهن الراغبين بأكل العنب, وأن تلك الشجاعة لما تصمد أمام أول إبداء الاستعداد للمقاتلة.
لقد توصل العرب أخيراً إلى النتيجة التي توصلت إليها شعوب أخرى كثيرة غيرهم, وهي أن أكل العنب حق طبيعي لهم وليس مِنّة من الناطور الذي ظل لزمن طويل يستمتع بتحكمه بالراغبين بممارسة حقهم في أكل العنب. بل تبين أن أغلب النواطير هم في الواقع لصوص عنب. ومن الطبيعي الآن أن تأبى على الناس كرامتهم أن يكتفوا بأكل العنب من دون أن يحاسبوا الناطور. إنهم إذا قبلوا بذلك فسيكتشفون أن طعم العنب فيه كثير من نكهات الذل.
ahmadabukhalil@hotmail.com
العرب اليوم