كل الاردن - خاص - امر جلالة الملك عبدالله الثاني الحكومة بدراسة اصدار عفو عام عن المحكوميين من ابناء محافظة معان، وامر الحكومة ببناء مستشفى عسكري معلنا تبرعه بـ 15 مليون دينار لتأسيس المستشفى.

وطلب من الحكومة بزيادة الاهتمام بالقطاع الخاص للاستثمار في المحافظة.

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني اعتزازه بأن يكون اليوم بين الأهل والعزوة من أبناء محافظة معان التي كانت وما زالت، رمز الأصالة والوفاء، والتي ارتبط اسمها بالجد المؤسس وطلائع جيش الثورة العربية الكبرى ورسالتها في تحرير الأمة ووحدتها، والتي ستظل على الدوام منارة في تاريخ الأمة. ووجه جلالته الحكومة لتنفيذ الاحتياجات والمطالب الأساسية للمحافظة في المجالات الصحية والتعليمية، وفي أسرع وقت ممكن، معلنا جلالته عن تقديم 15 مليون دينار للبدء في إنشاء مستشفى عسكري في محافظة معان لخدمة أبنائها وتوفير أفضل الرعاية الصحية لهم. وشدد جلالته خلال زيارة قام بها اليوم إلى المحافظة التي خرج أبناؤها بالآلاف لاستقبال جلالته والترحيب به بين أهله وربعه، ولقائه شيوخ ووجهاء وأبناء المحافظة أن 'معان لينا وحقها علينا'، وستكون تنميتها في مقدمة الأولويات.

  وفيما يلي نص كلمة جلالة الملك:

 بسم الله الرحمن الرحيم الإخوة الأعزاء، الله يعطيكم العافية أنا سعيد أن أكون اليوم بين الأهل والعزوة من أبناء محافظة معان... معان التي كانت وما زالت، رمز الأصالة والوفاء، وبداية تاريخ الدولة الأردنية... معان التي ارتبط اسمها بالجد المؤسس وطلائع جيش الثورة العربية الكبرى ورسالتها في تحرير الأمة ووحدتها، والتي ستظل على الدوام منارة في تاريخ الأمة. في هذه الأيام، ونحن نحتفل بمرور تسعين عاما على بناء دولتنا، يستذكر النشامى والنشميات الأردنيون بالفخر والاعتزاز، مسيرة الآباء والأجداد التي انطلقت من هذه المحافظة الغالية، لتؤسس لدولة الحرية والعدالة والمساواة... الدولة التي يعتز الجميع بالانتماء إليها. أنا أعرف ظروف هذه المحافظة واحتياجاتها، وأعرف مدى حاجتها للرعاية والاهتمام... 'ومعان لينا وحقها علينا'، ولذلك ستكون تنميتها في مقدمة أولوياتنا. وقد وجهت الحكومة لتنفيذ مطالبكم الأساسية في المجالات الصحية والتعليمية، وبمستوى متميز، ودراسة احتياجاتكم الأخرى، وتلبيتها في أسرع وقت ممكن.. وبالنسبة للمستشفى العسكري أنا جاهز ان أقدم 15 مليون دينار. كما وجهت الحكومة للعمل على تنفيذ مشاريع تنموية في هذه المحافظة، للمساهمة في التخفيف من البطالة بين الشباب، ومحاربة الفقر وتحسين الوضع الاقتصادي لأهلها. وقد تم توجيه الشركات والقطاع الخاص لتعزيز مشاركتها الإيجابية في عملية التنمية، وزيادة مساهمتها في الحد من مشاكل الفقر والبطالة، وتحمّل مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمعات المحلية. وبالنسبة لمطالب الأهل في معان حول العفو عن بعض الموقوفين من أبناء هذه المدينة، فهي تحت الدراسة والنظر في ظروف هؤلاء الشباب، وغيرهم من الموقوفين والمحكومين من كل المحافظات، وإن شاء الله خير. ومن معان... معان الوفاء والأصالة والشهامة، أؤكد للجميع أننا نسير بخطى ثابتة في مسيرتنا الإصلاحية السياسية والاقتصادية الشاملة، التي تلبي طموحاتكم في التغيير الإيجابي المستند إلى توافق الأردنيين وإجماعهم، لما فيه الخير لوطننا العزيز. وفي نفس الوقت، سنعمل على التصدي لكل من يحاول العبث بأمن الوطن أو استقراره. ثقتي بكم وبالمستقبل كبيرة، واعتزازي بكم ليس له حدود، وإن شاء الله، سنحافظ على ما حققناه من إنجازات، ونبني عليها من خلال العمل بروح الفريق الواحد. وبهمة الأردنيين جميعا سنتمكن من تجاوز التحديات، ومواصلة مسيرة البناء والإنجاز. بارك الله فيكم جميعا... والله يعطيكم العافية.

  وفي كلمته التي عرض فيها ابرز المشروعات التنموية والاقتصادية والاجتماعية في معان قال رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ان اهل معان في طليعة المؤيدين للثورة العربية الكبرى والمبايعين لقيادتها ، وقد جسد اهلها منذ ذلك الحين الثقة التي انطلقت من عمق الشخصية الأردنية ، وامنت بالعهد الهاشمي المسؤول . وأضاف ان مدينة معان، تحظى بنصيب عظيم في تاريخ الاردن القديم والحديث، لاهلها ورجالاتها سجل حافل بمراتب الشرف ومواقف واسهامات في تحقيق الانجازت الوطنية بمختلف الميادين . وعرض البخيت شرحا حول واقع المشروعات التنموية والاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بمدينة معان ، والتي تنفذها الحكومة لهذا العام، تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك. وقال رئيس الوزراء ان جلالة الملك كلفني بالبدء بدراسة انشاء مستشفى عسكري في معان ، ودراسة توزيع اراض سكنية لاهالي معان على اسس عادلة. وعن قطاع التربية والتعليم والتعليم العالي في مدينة معان المخدومة ب 33 مدرسة حكومية قال انه من المتوقع ان يتم استقبال الطلبة في مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز لدى الانتهاء من انشائها مع بداية العام الدراسي القادم 2011-2012 ، وهي احدى المكارم الملكية لاهالي مدينة معان المتواصلة والمستمرة . وتتضمن خطة الحكومة لهذا العام انشاء ثلاث مدارس جديدة في المدينة لتشمل ( مدارس حي الاشغال وخالد بن الوليد للذكور وعبد الرحمن بن عوف الاساسية المختلطة ) بكلفة اجمالية تقدر 4 ملايين دينار . وعن الدعم الذي تقدمه الحكومة لجامعة الحسين بن طلال قال البخيت انه تم خلال الأعوام الثلاث الماضية دعمها بما يقارب 38 مليون دينار. وفي قطاع الصحة أشار الى ان الحكومة وضعت خطة لتحديث وتوسعة مستشفى معان الحكومي وعلى مراحل لضمان استمرارية العمل في المستشفى دون اي إعاقة ويتم حاليا تنفيذها بمكرمة ملكية سامية وبكلفة اجمالية 1ر2 مليون دينار. كما سيتم توسعة وتحديث قسم الإسعاف والطوارئ بكلفة تقدر بحوالي 700 ألف دينار لينتهي العمل به منتصف العام الحالي . وستدرس الحكومة واقع الخدمات الصحية في محافظة معان بالتنسيق بين وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية لتقديم الخدمات الطبية المتميزة. وقال البخيت ان تنمية القطاعات الانتاجية في المحافظات تأتي ضمن اولويات عمل الحكومة، مشيرا الى ان منطقة معان التنموية تغطي أكثر من 75ر8 كم 2 في محيط مدينة معان ، إذ بلغت قيمة الاستثمارات التي تم جذبها إلى الروضة الصناعية حوالي 94 مليون دينار من خلال 25 استثمارا ستوفر عند بدئها بالإنتاج حوالي 1350 فرصة عمل، في حين يتوقع ايجاد 7 الاف فرصة عمل خلال عشرين عاما المقبلة . واوضح ان نسبة الانجاز في المرحلة الاولى من المجتمع السكني بلغت 96 بالمئة، ومن المتوقع أن يستوعب المجتمع السكني عند اكتمال مراحله ، حوالي 15 ألف نسمة من خلال 4350 وحدة سكنية إضافة إلى البيئة الحيوية وحدائق عامة ومتنزهات لخدمة رجال الأعمال والعاملين والطلاب في المدينة. وقال ان الحكومة تعمل على مشروع اعادة تأهيل وتوسعة طريق معان / المنطقة الصناعية (منطقة معان التنموية) بقيمة اجمالية تبلغ 5ر10 مليون دينار قيد التنفيذ وسيتم استكماله خلال عام 2012. كما ستعمل الحكومة على دراسة المنطقة وتقديم الدعم اللازم للبنية التحتية في اطار منظومة حوافز من تشريعات وسياسات اقتصادية لاستقطاب الاستثمار الى المحافظات بما يؤدي الى زيادة فرص العمل والتنمية الفعلية . وضمن حرص الحكومة على حماية وتمكين الطبقات الفقيرة قال البخيت ان الحكومة تقدم ومن خلال صندوق المعونة الوطنية خدمات لما مجموعة 1881 أسرة في المحافظة بكلفة إجمالية تبلغ 9ر1 مليون دينار سنوياً. كما بلغت قيمة المشروعات الإنتاجية وصناديق الائتمان ومشروعات الأسر المنتجة ما قيمته 500 ألف دينار تستفيد منها أكثر من 200 أسرة. واشار الى انه تم إنشاء ما مجموعة 122 مسكنا للأسر العفيفة ضمن المكرمة الملكية في محافظة معان بكلفة إجمالية بلغت مليون دينار . وفي قطاع الشباب قال انه تم تخصيص مبلغ 250 الف دينار لبناء سور لمجمع الاميرة هيا الرياضي والبدء قريبا بصيانة الصالة المحاذية للمجمع، كما وضعت الحكومة في أولوياتها إنشاء بيت شباب نموذجي، وصالة متعددة الأغراض، ومسبح اولمبي تشكل نواةً لمدينة رياضية متكاملة في محافظة معان بكلفة إجمالية تقدر بـ 7ر2 مليون دينار. وبين البخيت ان مدينة معان تحظى بتتويجها مدينة للثقافة الاردنية هذا العام ، وهو ما يكرس المكانة التاريخية والوجدانية لمعان في تاريخ الدولة وعمق الحضارة العربية والاسلامية ،وتعمل الحكومة على استكمال انشاء مركز معان الثقافي وتوفير جميع متطلبات انجاح هذه التظاهرة الثقافية استنادا الى توجيهات جلالة الملك بضرورة وصول المنتج الثقافي الى جميع شرائح المجتمع في مناطق المملكة كافة. وأعلن ان الحكومة ستخصيص مليون دينار سنويا ولمدة 3 سنوات لتنفيذ برنامج تمكين المناطق الأقل دخلا والأكثر حاجة في محافظة معان ، وتخصيص مليون دينار لتقديم قروض ميسرة لإنشاء مشروعات إنتاجية مدرة للدخل إضافة إلى 2 مليون دينار ستخصص لتنفيذ برامج تدريب وتمويل مشاريع إنتاجية في منطقة معان التنموية . وبناء على توجيهات جلالة الملك قال رئيس الوزراء ان شركة الفوسفات ستقدم وانطلاقا من مسؤوليتها المجتمعية مليوني دينار على مدار عامين لتنفيذ مشروعات صحية وتعليمية وشبابية اضافة الى تدريب وتأهيل 200 شاب من محافظة معان على مدار عامين ليتم تعينهم في شركة الفوسفات ، وستعمل على تقديم 10 منح دراسية للأوائل في المحافظة.

وكان أبناء معان عاهدوا جلالة الملك على المضي قدما بتحقيق تطلعات جلالته في الاصلاح والتنمية في سبيل الارتقاء بالاردن الى الافضل. وأكدوا أن الجميع يعملون على نبذ الفرقة والخلاف بين أبناء الوطن، وحرصهم على الثوابت الوطنية وترسيخها بين ابناء الشعب الواحد. وقال الوزير الاسبق هشام الشراري ان أهل معان واثقون انهم دائما في قلوب الهاشميين، ويقدرون عاليا زيارة جلالة الملك الى مدينتهم ضمن زياراته المتكررة لابناء شعبه في شتى مواقعهم ، وهو نهج هاشمي موروث. واضاف اننا على ثقة في تخطي الصعاب بقيادة جلالة الملك رغم التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها الاردن السائر في مسيرة الاصلاح والبناء والتقدم . ونوه الشراري بمساعي جلالة الملك في جعل الاردن في مقدمة الدول، وحرصه على ادامته واحة للامن والاستقرار، وتوجهياته في رفع مستوى المعيشة لابناء شعبه الوفي. وقال العين توفيق كريشان ان معان وكما هي دوما تقف وقفة رجل واحد لتعزيز الوحدة الوطنية التي تعتبر ثابتا من ثوابت الوطن وتتصدى لكل معاول الهدم ، فنحن دعاة بناء وانجاز وعطاء. واضاف العين كريشان ان الاردن متميز دائما ولا يقبل الا ان يكون في الصدارة والريادة لاننا نملك ميزة وجود الهاشميين وحكمهم المبني على التسامح والعدل . واكد ان معان المحطة الهاشمية الاولى في بناء الدولة الاردنية ترسل رسالة محبة لكل ابناء الوطن ' فلا حب الا للوطن ولا مسيرات الا للوطن وقائد الوطن وهو اول من طالب بالاصلاح'. وقال النائب خالد الفناطسة ان ابناء معان الذين استقبلوا جدكم يؤمنون بشرعية قيادتكم ويتسلحون بفكر جلالتكم ويحرصون على وحدة وطنهم وامنه واستقراره. واضاف النائب الفناطسة في كلمة القاها باسم اهالي معان وباسم النائب الدكتور عبدالله البزايعة ان معان تؤكد على الجهد الوطني الصادق في العمل على التغيير الايجابي وتحقيق الاصلاح وفق منظومة متكاملة بمشاركة الجميع من ابناء الوطن وممثليه. وعرض مطالب واحتياجات ابناء المحافظة والتي تمثلت بانشاء مستشفى عسكري في مدينة معان، وتوفير فرص عمل لابنائها، وتوزيع الاراضي على اهالي المدينة بعدالة. وشملت المطالب توفير الدعم لجامعة الحسين بن طلال ولكلية معان الجامعية التابعة لجامعة البلقاء التطبيقة، وبناء صالة رياضية في الكلية، واقامة الميناء البري ، ودعم منطقة معان التنموية وجذب الاستثمارات اليها، وانصاف ابناء معان من ذوي الكفاءات والخبرات في الدرجات العليا في الدولة. كما شملت شطب الفوائد المترتبة على الوحدات السكنية في معان المستحقة للمؤسسة العامة للاسكان والتطوير الحضري والتي يقطنها 80 اسرة، اضافة الى مطالب بلدية معان المتعلقة في البنية التحتية وتحسين واقع المدينة. وفي كلمة قطاع الشباب قال ايمن العقايلة مخاطبا جلالته ' لقد بنيتم هذا الوطن النموذج رغم قسوة الظروف وشح الموارد حتى اصبح واحة امن واستقرار في عالم مضطرب'. وعاهد جلالة الملك ان يعملوا الى جانب شباب الوطن على استكمال مسيرة البناء والتقدم والاصلاح بخطى ثابتة ومتطلعة الى تحقيق واقع افضل. وحضر اللقاء ، رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور خالد الكركي، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر سيادة الشريف فواز زبن عبدالله، ومستشار جلالة الملك لشؤون الاعلام والاتصال أمجد العضايلة، والمستشاران في الديوان الملكي الهاشمي عامر الحديدي ويوسف العيسوي، واعيان ونواب المحافظة ، ومحافظ معان وعدد من المسؤولين.

(بترا)