16-04-2011 09:01 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
يشكو النواب من تهميشهم عن الحوار الجاري في البلد وخاصة ذلك الحوار الذي تجريه لجنة الحوار الوطني, وقبل أيام اجتمع أغلب النواب وأعلنوا عن شكواهم تلك.
التهميش في الأردن يعني "التطنيش", لأن مجلس النواب هو هيئة أعلى من لجنة الحوار, كما أن عضو المجلس أعلى من عضو اللجنة, أي باختصار فإن للمجلس في الأصل قدرة تطنيشية عالية. لكن الأمر هنا يتعلق بالصراع على "التوجيب", وهو واحد من مجالات الصراع المهمة في البلد, ومعارك التوجيب متنوعة ومتعددة المستويات, ولا يعني حيازتك لتوجيب عالٍ في مجال رئيسي أنك بالضرورة أفضل حالاً على الدوام من حائز على توجيب فرعي, لأن الأمور في هذا الميدان تقاس في كل حالة على حدة. يضاف إلى ذلك أن التوجيب في الأردن يتخذ اتجاهين متقابلين, فهناك توجيب من أعلى وآخر من أسفل, ويبدو أن النواب شعروا أن يخسرون من رصيدهم من كلا الصنفين.
الموقف مفهوم تماماً بالنظر إلى مجموع المعايير الأردنية للعمل العام, فقد احتلت لجنة الحوار الوطني صدر الصورة لعدة أيام, فهي تجتمع فيرفض بعض أعضائها تلك العضوية ثم يستقيل بعض زملائهم منها فينتشر كلام عن إلغائها ثم تدعى للقاءات فيتوقف المستقيلون عن استقالاتهم وتعود اللجنة إلى اجتماعات تجري تحت الأضواء مع الاستعداد لقبول عودة الغائبين متى شاؤوا. ومن المصادفة أن ذلك يجري أثناء العطلة النيابية, وهو ما قسم النواب إلى قسمين من حيث تسليط الأضواء, فبعضهم أعضاء في لجنة الحوار مما أتاح الفرصة لهم للبقاء في الصورة, وقد فاقم من الشعور بالضيم أن الحوار داخل لجنة الحوار يدور حول قوانين وهي صنعة النواب الأصلية.
إن التوجيب غير مكلف ولكن غيابه يهدد بأزمات في الحياة السياسية في البلد, وربما يحتاج النواب إلى من يطمئنهم أنها "ملحوقة".
ahmadabukhalil@hotmail.com
العرب اليوم