تصاعدت الاحتجاجات في مدينة حمص السورية الى قتال بين المحتجين والقوات الأمنية راح ضحيتها عددا من قوات الأمن حسب التقارير الحكومية وعددا من المحتجين حسب ناشطين على الانترنت.

واعلن مصدر رسمي مقتل ثلاثة ضباط في الجيش السوري احدهم مع عدد من افراد عائلته بيد 'مجموعات مجرمة مسلحة' في حمص التي شهدت تظاهرات احتجاجية اسفرت بحسب ناشطين حقوقيين عن مقتل احد عشر متظاهرا الاحد برصاص قوات الامن السورية.

واعلنت وكالة الانباء الرسمية (سانا) خبر مقتل ضابط وافراد من عائلته والتمثيل بجثثهم بالاضافة الى مقتل ضابطين اخرين مساء الاثنين ونشرته الصحف السورية الثلاثاء.

وذكرت المصادر ان 'مجموعات المجرمين المسلحة التي تقطع الطرق وتزرع الرعب والفوضى فاجأت العميد عبدو خضر التلاوي وولديه وابن شقيقه (...) قتلت الاطفال وحاميهم بدم بارد'.

واضافت ان 'غريزة الغاب لديهم لم تكتف باطلاق النار على الابرياء بل لجأوا الى تقطيع الاوصال وتشويه الاوجه'.

كما اعلنت مقتل ضابطين آخرين هما 'العقيد معين محلا والرائد اياد حرفوش' اللذان 'استشهدا في منطقة الزهراء بحمص برصاص المجموعات الاجرامية المسلحة'.

واكدت 'ندرك ان من يستهدف امن الوطن لابد ان يستهدف اولا امن حماته الصادقين'.

ونشرت وكالة الابناء السورية صور التلاوي في البزة العسكرية بينما نشرت الصحف السورية صور جثث القتلى الآخرين.

وذكرت صفحات معارضة سورية على الإنترنت انه جرى في مدينة حمص السورية الإثنين تشييع 7 أشخاص قتلوا في احتجاجات بالمدينة أمس، وتخلل التشييع هتافات تطالب بإسقاط النظام، فيما بدأ اعتصام كبير في إحدى ساحات المدينة.

وذكرت صفحات 'شبكة شام' و'حركة شباب 17 نيسان للتغيير الديمقراطي في سوريا' و'الثورة السورية 2011 ضد بشار الأسد' ان 'الآلاف' شيعوا بعد صلاة الظهر في الجامع الكبير في حمص، 7 أشخاص قتلوا الأحد في احتجاجات في المدينة.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على هذه الصفحات هتافات تخللت التشييع ضد النظام والرئيس بشار الأسد وتطالب بإسقاطه.

وبثت هذه الصفحات فيديو لخطبة للشيخ محمود الدالاتي قال فيه ان من قتلوا في حمص أمس 'لم يكونوا ملثمين وليسوا عصابات إجرامية. انهم أبناء الوطن'، مضيفاً ان على وسائل الإعلام 'المغرضة أن تتوقف عن هذا الكذب'.

واعتبر الدالاتي ان 'المجرم هو من أطلق النار وأعطى الأوامر لإطلاق النار'، مشيراً إلى أنه قال للرئيس الأسد وللمسؤولين أن من أطلق النار هم 'الشبّيحة'.

وهتف الشيخ 'حرية، سلمية، نفديك يا شهيد'.

وذكرت الصفحات ان ساحة 'الساعة الجديدة' في حمص تشهد الآن توافداً للمحتجين من المدينة والقرى المحيطة تحضيراً للاعتصام وأن خيماً بدأت تنصب هناك.

وهتف المعتصمون 'الشعب يريد إسقاط النظام' و'كاذب كاذب الإعلام السوري كاذب' و'سلمية سلمية إسلام ومسيحية' و'اللي بيقتل شعبو خائن'.

وقال أحد المعتصمين في أحد مقاطع الفيديو 'نريد أن نعرف من وراء هذا القتل ومحاسبته وإعدامه'، وصاح شخص آخر 'يا شباب، لا للتخريب لا للسباب هذه أرضنا وعزنا ووطننا'.

وكانت وسائل الإعلام الرسمية السورية قالت إن ثمانية أشخاص قتلوا مساء الأحد في مدينة حمص برصاص 'عصابات مسلحة'، فيما تحدثت مواقع المعارضة عن مقتل 14 متظاهرا خلال مواجهات في المدينة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية 'سانا' إن شرطياً قتل وجرح 11 آخرون بإطلاق الرصاص عليهم من قبل مجموعة مسلحة، في بلدة تلبيسة قرب حمص.

وتشهد سوريا منذ آذار/مارس الماضي، موجة احتجاجات تطالب بإصلاحات سياسية واجتماعية انطلقت من مدينة درعا الجنوبية وامتدت إلى مختلف المحافظات سقط خلالها مئات القتلى والجرحى واعتقل المئات فيما أعلنت السلطات الرسمية أن 'عصابات مسلحة' تهاجم المواطنين والجيش وقوات الأمن التي سقط عدد من عناصرها بين قتيل وجريح.

وكانت وزارة الداخلية السورية اتهمت 'مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية' لا سيما في مدينتي حمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) 'بقتل عناصر الجيش والشرطة والمدنيين والتمثيل باجسادهم'.

وقالت ان هذه المجموعات تقوم 'بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واطلاق النار لترويع الاهالي وقطع الطرقات العامة والدولية'.

واضافت ان هذه الاعمال هي 'تمرد مسلح تقوم به مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية ولا سيما في مدينتي حمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) حيث دعا بعضهم علنا إلى التمرد المسلح تحت شعار الجهاد مطالبين باقامة إمارات سلفية'.

واكدت الوزارة انها 'لن تتساهل مع النشاطات الارهابية لهذه المجموعات المسلحة التي تعبث بامن الوطن وتنشر الارهاب والرعب بين المواطنين'.

كما اكدت انها 'ستعمل بكل حزم لفرض استتباب الامن والاستقرار على كافة ارجاء الوطن وملاحقة الارهابيين اينما وجدوا لتقديمهم للعدالة وانهاء اي شكل من اشكال التمرد المسلح'.

وفرقت قوات الامن السورية بالقوة اعتصاما شارك فيه الاف الاشخاص في حمص بوسط سوريا للمطالبة بسقوط النظام، على ما افاد ناشطون حقوقيون الثلاثاء مشيرين الى اطلاق نار 'كثيف'.

(ميدل ايست)