21-04-2011 08:00 AM
كل الاردن -
قال مكتب الرئاسة الفرنسية في بيان، إن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، تعهد لرئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض، مصطفى عبد الجليل، بأن تكثف فرنسا الضربات الجوية على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي.
وبعد محادثات في قصر الإليزيه مع الرئيس الفرنسي اليوم، قال عبد الجليل، إنه وجه الدعوة إلى ساركوزي لزيارة مدينة بنغازي الليبية التي تسيطر عليها المعارضة في شرق البلاد.
وأضاف أيضاً أن المعارضة تعهدت بمحاولة إرساء الديموقراطية في ليبيا، بحيث يجري اختيار الرئيس من طريق الانتخابات لا على ظهر دبابة.
وكان رئيس الحكومة الفرنسية، فرانسوا فيون، قد قال إن فرنسا «ستكثف» ضرباتها الجوية في ليبيا لحماية المدنيين من «القصف العنيف الذي تتعرض له العديد من المدن في ليبيا على أيدي القوات الموالية للقذافي».
في هذه الأثناء، أعلنت الحكومة الفرنسية، أن عدداً قليلاً من الضباط الفرنسيين سيقومون بمهمة لدى المجلس الوطني الانتقالي الليبي. وذلك غداة إعلان مماثل من بريطانيا شريكتها في الحلف ضد ليبيا.
وقالت مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستين فاج إنه «في إطار تعاوننا الثنائي مع سلطات المجلس الوطني الانتقالي أرسلت فرنسا إلى مبعوثنا الخاص في بنغازي عدداً صغيراً من ضباط الاتصال يقومون بمهمة اتصال لدى المجلس الوطني الانتقالي».
وبحسب المتحدث باسم الحكومة فرانسوا باروان، إن عددهم أقل من 10. وكانت لندن قد أعلنت أمس إرسال 20 مستشاراً عسكرياً إلى بنغازي في مهمة مماثلة.
وتعقيباً على ذلك، حذّر وزير الخارجية الليبي، عبد العاطي العبيدي، بريطانيا من أن إرسال فريق عسكري إلى بنغازي لتقديم المشورة لقوات المعارضة سيطيل القتال ويؤثر على فرص السلام في ليبيا.
وقال العبيدي لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إننا «نعتقد أن أي وجود عسكري هو خطوة إلى الوراء، ونحن على يقين أنه إذا توقف قصف طائرات منظمة حلف شمالي الأطلسي سيكون هناك وقف حقيقي لإطلاق النار وإمكان فتح حوار بين كل الليبيين بشأن ما يريدونه، مثل الديموقراطية والإصلاح السياسي والدستور والانتخابات، لكن هذا لا يمكن القيام به مع ما يجري الآن». وقال العبيدي: «الانتخابات ستغطي كل قضية يثيرها الليبيون، و يمكن وضع أي شيء على طاولة الحوار، بما في ذلك مستقبل العقيد معمر القذافي».
واقترح اعتماد وقف لإطلاق النار تليه فترة انتقالية مدتها ستة أشهر للإعداد للانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، وعلى النحو الذي اقترحته خطة خريطة الطريق للاتحاد الأفريقي. وفيما أضاف العبيدي أن الدول التي زارها «كانت داعمة لوقف إطلاق النار المقترح وأبدت استعدادها للمساعدة في الجهود الإنسانية»، أشار إلى أن بريطانيا وفرنسا وإيطاليا «لم تكن مفيدة».
في هذا الوقت، أعربت الصحف البريطانية عن مخاوفها من تورط بريطانيا في النزاع في ليبيا ومواجهة «فيتنام جديدة» بعد قرار لندن إرسال مستشارين عسكريين لدعم الثوار الليبيين.
وكتبت صحيفة «غارديان» أنّ «علينا أن نذكّر بأن القرار الدولي 1973 لا يجيز للدول بتقديم الدعم للثوار والدفاع عن المجموعات المسلحة أو طرد القذافي»، مضيفة: «كذلك لا يجيز غزو قوات للبلاد كما حصل في العراق. لكن في الواقع هذا ما يحصل تماماً. وعلينا ألّا نخدع أنفسنا؛ لأن هذه العملية أُطلقت».
بدورها، قالت صحيفة «تايمز» إن إرسال مستشارين «أثار على الفور مخاوف من تورط بريطانيا» في النزاع الليبي، مشيرة إلى أن «شبح حرب فيتنام يهيمن على النقاشات بشأن أي نوع من التدخل في ليبيا».
وعنونت صحيفة «دايلي ميل» على صفحتها الأولى «تحذير من مخاطر فيتنام جديد»، مؤكدة تصريحات أدلى بها بعض النواب.
وشددت «الدايلي تلغراف» على «المخاوف من تورط بريطانيا في نزاع مثل حرب فيتنام».
وقال النائب الليبرالي الديموقراطي، منزييس كامبل، إن «ارسال مستشارين بهدف محدود يدخل بالطبع في إطار القرار 1973، لكن هذا يجب ألا يُعَدّ مرحلة أولى لانتشار عسكري لاحق». وأضاف أن «حرب فيتنام بدأت بإرسال مستشارين عسكريين. علينا التحرك بحذر كبير».
من جهته قال النائب العمالي، ديفيد وينيك «هناك خطر التورط» في ليبيا، منتقداً «التصعيد في التورط البريطاني» هناك.
من جهة ثانية، طلب الثوار الذين يسيطرون على مدينة مصراتة المحاصرة، لأول مرة، تدخل قوات غربية برية في بلادهم لدعمهم، فيما أعلن سيف الإسلام القذافي نجل معمر القذافي، أن نظام والده سينتصر.
وقال أحد قادة الثوار في هذه المدينة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرقي طرابلس، نوري عبد الله عبد العاطي، إن الثوار يطالبون بإرسال جنود بريطانيين وفرنسيين إلى مصراتة على أساس «مبادئ إنسانية وإسلامية»، وأضاف محذّراً: «إذا لم يأتوا فسنموت». وتابع: «نحن كنا نرفض وجود أي جندي أجنبي في بلادنا، لكن الآن نحن نواجه جرائم القذافي ونطالب على أساس مبادئ إنسانية وإسلامية أن يأتي أحد ويوقف المجزرة».
ولا تزال مصراتة مسرحاً لمعارك عنيفة بين الثوار وقوات القذافي، فيما تعرضت المدينة للقصف من قوات القذافي ودارت معارك في ضاحيتها الجنوبية الشرقية أوقعت قتيلاً في صفوف الثوار، حسبما أعلن أحد المعارضين الذي أشار إلى أن عدد القتلى في صفوف قوات القذافي يقدّر بمئة.
وأضاف أن «القذافي أرسل جنوداً في نحو ثلاثين سيارة مدنية إلى جنوب شرق البلاد. ودارت معارك عنيفة جداً. وربما قتل 100 جندي ليبي»، موضحاً أن الثوار «حالفهم الحظ» وتمكنوا من مباغتة القوات النظامية.
في المقابل، قال سيف الإسلام القذافي خلال مقابلة مع تلفزيون «الليبية» الرسمي: «أنا متفائل جداً. سننتصر. الوضع يتغير كل يوم لمصلحتنا».
وبعد شهر على تدخل تحالف دولي في ليبيا في 19 آذار يبدو أن الوضع في ليبيا في طريق مسدود.
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)