24-04-2011 07:03 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
تعيش القوى "الشعبية" في الأردن وغيره من الدول العربية ارتباكاً فيما يتصل بموقفها من التحركات الشعبية السورية. يعود ذلك إلى أن أغلب هذه القوى تنتمي إلى الموقف القومي من الصراع مع العدو الصهيوني وتدعم المقاومة في فلسطين ولبنان, وهي ذات المواقف التي يحملها الحكم في سوريا, ولهذا فهي اعتادت على أن تجد نفسها إلى جانبه, وما يطرح الآن عليها هو سؤال جديد.
ترى القوى السياسية المنظمة أن من حقها الانتظار والحساب الدقيق نظراً إلى أنها "تشتغل سياسة" كما يقال, ولا تشتغل بالعواطف, إلا أنه من المهم أن لا يصل الارتباك إلى درجة النيل من أخلاقيات الشعوب وهي تحدد مواقفها المتبادلة تجاه بعضها بعضا. إن من واجب الشعوب أن تتمسك بأخلاقياتها تلك دوماً, ولكن بشكل خاص في مثل الظروف الحالية.
على مدار التاريخ العربي خلال القرن الماضي كله ولغاية الآن, اشتهر الشعب السوري بأنه صاحب حس قومي عالٍ, وقد حصل ذلك مع اختلاف الأنظمة في سوريا, وسوف تكون إساءة للشعب السوري أن يقال ان الموقف القومي المشرف مرتبط بأي حكم (حالي أو سابق أو قادم), ويفترض أن ذلك يشكل مصدر فخر وابتهاج عند قادة سوريا, وبالفعل فقد ظل يُنقل عن مجرى المفاوضات مع الأمريكان أن قادة سوريا كانوا يحرصون على تذكير مفاوضيهم أن الموقف الذي يتمسكون به هو موقف الشعب أيضاً وليس موقف الحكم وحده.
هذا يعني أن بمقدور الشعوب العربية الآن أيضاً, أن تكون منسجمة مع ذاتها وأن تتخذ موقفها الطبيعي, فيما عيونها وعقلها وعواطفها مع الشعب والوطن السوري ومع مصالح الأمة بالدرجة الأولى, وعند هذه النقطة يمكن للقوى والأطراف الشعبية أن تتنوع وتتعدد في توقعاتها من الحكم في سوريا بين التفاؤل والتشاؤم, وفي الوقت ذاته تحافظ على أدائها الأخلاقي الرفيع.
دعونا نثق بحيوية أمتنا العربية وقدرتها على تجديد ذاتها وتقديم نفسها في هذا العالم بشكل يليق بها وبتاريخها. وفي هذه الحالة سوف يسجل لأي حكم ما له وما عليه وبإنصاف, وبالتوازي مع ذلك سوف تبقى الآفاق مفتوحة أمام الشعوب والأوطان باعتبارها الأبقى.0
ahmadabukhalil@hotmail.com
العرب اليوم