أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 24 كانون الأول/ديسمبر 2024
شريط الاخبار
وقف الصيد في خليج العقبة 4 أشهر تركيا .. مقتل 12 شخصا بانفجار في أحد المصانع 53.30 دينارا سعر غرام الذهب محليا الجمارك تضبط 233 كف حشيش في مركبة خاصة التعليم العالي تدعو الطلبة الخريجين لمراجعة البنك لاستلام ردياتهم ومخصصاتهم المالية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة المنطقة الحرة الأردنية السورية: مستعدون لتمديد ساعات العمل في حال تطلبت الأوضاع ذلك شواغر ومدعوون للمقابلة في مؤسسات رسمية - أسماء إصابتان بحوادث تصادم وضبط مركبة تسير بتهور على الصحراوي الأردن يرسل مخبزاً متنقلاً بطاقة إنتاجية مرتفعة إلى غزة انخفاض تدريجي على الحرارة واجواء مغبرة نهاية الاسبوع وفيات الثلاثاء 24-12-2024 رئيس الوزراء يضيء شجرة عيد الميلاد المجيد في موقع أم الجمال الأثري المُدرَج على لائحة التراث العالمي الصفدي يطلع وزراء خارجية عرب على محادثاته مع الشرع الأونروا: 14500 طفل ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
بحث
الثلاثاء , 24 كانون الأول/ديسمبر 2024


وجهة نظر «نخبوية» أم جرائم أخلاقية؟!

28-04-2011 07:05 AM
كل الاردن -


 حسين الرواشدة

ليست الأنظمة السياسية – وحدها – من يتحمل مسؤولية هذا الخراب الذي ايقظ الشعوب العربية فاندفعت «للثورة» عليه، وانما تتحمله – ايضاً. هذه النخب الثقافية الفاسدة التي أوهمتنا بأنها تناضل من أجلنا، وتمانع من اجل استقلالنا، فاذا بها – بعد ان انكشف الطابق – تسبح عكس التيار، وتغرد خارج سرب «التغيير» وتتحمس التشويه مقاصد الثورات واهدافها، وتدافع – بلا خجل – عن «أولياء» النعمة، وسدنة الانظمة الذين يقتلون شعوبهم بلا رأفة ولا رحمة.

صحيح ان هؤلاء افراز طبيعي لزواج السلطة من «الثقافة» ومن «الاعلام»، وصحيح انهم ضحايا لمرحلة طويلة من «التدجين» الذي ادخل المثقفين الى «بيت» طاعة السلطة، وأغراهم – بالمال والخطوة والشهرة – على «مبايعة» الانظمة والتماهي مع عسفها وبؤسها، لكن الصحيح ايضاً ان هؤلاء يتحملون مسؤولية خيارهم، فهم شركاء في «الجريمة»: جريمة خيانة الضمير العام، وجريمة التدليس على وعي الناس، وجريمة الاستهتار بعقول الجمهور، وهي جرائم أصبحت مكشوفة، لا على صعيد ميليشيات الثقافة والاعلام التي تديرها الانظمة وترعاها، وانما ايضا على صعيد ميليشيات النضال والممانعة التي ظلت تهتف «للمقاومة»، وتبشر بعصور الحرية والتحرر، فما ان خرجت الشعوب تقاوم «انظمتها» وتطالب بحريتها حتى انكشف ولاء هؤلاء ونضالهم المغشوش، الذي كان أصلاً من اجل بقاء الزعماء، وباشارة من أصابعهم ايضاً.

في عصر «الثورات» والمحاكمات الذي صنعته الشعوب العربية لا يجوز ان نستثني «جنود» الانظمة من المثقفين والاعلاميين الذين «باعونا» في مزادات النضال من المحاسبة والمحاكمة، وإذا كان شعار المرحلة هو «الاسقاط»: اسقاط الانظمة التي قمعت الناس برصاص السلطة والمال، فان «اسقاط» هؤلاء المثقفين الذين قمعوا جماهيرنا برصاص الكلمة المغشوشة والمواقف المضللة واجب ايضاً، وهم بالتأكيد سقطوا وفقدوا احترامنا لهم واعجابهم، لكونهم لما يحاكموا بعد، ولم يحاسبوا على جرائم التزوير التي ارتكبوها أسوة بغيرم من رجال السلطة والبزنس.

من يصمت اليوم او يتحايل في صناعة «المواقف» الباردة تجاه ما يحدث من قمع للشعوب العربية من قبل انظمتها «لا يهم من تكون هذه الانظمة» هو في الحقيقة جزء من هذه الشبكة «النخبوية» التي وقعت في مصيدة «خدمة» الانظمة، فالنخبوي الجيد، والمثقف الحقيقي، لا يمكن ان يتذرع «بالممانعة» او الصمود او المواجهة لتبرير القمع او للوقوف ضد ارادة الناس المطالبين «بالحرية» (الحرية فقط)، او للاصطفاف مع «الظلم» بذريعة «الاعتزاز بالمواقف القومية»، وأية مواقف هذه إذا كانت على حساب كرامة الشعوب وحريتها وتطلعاتها المشروعة.

الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان هي المنطق الذي يفترض ان يحتكم له المثقف الحقيقي حين يريد ان يفهم او حين يصدر احكامه ومواقفه، والانحياز لمطالب الناس المشروعة ودمائهم التي سالت في الشوارع هو الموقف الصحيح الذي يفترض ان يشهره المثقف الحقيقي حين تلتبس عليه المواقف او المصالح، اما إذا اختار السباحة عكس «ارادة» الشعوب ونضالها وثوراتها السلمية فهو عندئذٍ لا يعبر عن وجهة نظر، وانما يمارس «جريمة» اخلاقية لا تختلف ابداً عن تلك الجرائم التي يحاكم عليها «السياسيون» الآن في أكثر من بلد، وبسببها يقفون وراء القضبان.
الدستور

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-04-2011 11:28 PM

لم استغرب الطرح المسؤول لطالما بحثت لاكثر من مرة في محتوى الكتابات -الدولة النموذج وهي هدفنا في النهاية وهل نحن قادرون على صناعة هذا النموذج -نعم أخي لقد سقط الرهان على الاحزاب العقائدية ، وعلى الجماعات ، والملل ، والنحل ، والزعامات الكاريزمية ، وعلى الثروة النفطية ، وعلى الاخلاقيات الاستهلاكية! نعم لقد سقط الرهان على الدولة (العقائدية) كما كان قد سقط الرهان على الوحدة الاندماجية...كما سيسقط الرهان ،..لا محالة... على الدولة الفوضوية !!!--ولم يبق اخي حسين سوى رهان واحد فقط .. على الدولة الديمقراطية القائمة على العقيدة الدستورية وقد نسيناها لصالح (لو ) التاريخية--اخي حسين الرواشدة المميز سلم قلمك لانك فسرت وتركت لنا الحرية في معرفة (أن الثقافة جزء ماهية الحياة -فلا حياة بشرية بلا ثقافة-وان وجدت فهي العدمية

2) تعليق بواسطة :
29-04-2011 08:34 PM

الوعي قبل الخبز والكلمة في البدء , متاح لك يا اخ حسين اجراء بسيط لتتصفح اي صحيفة عربية من صحف الحكومات ولتكن دراسة للعناوين المتفائلة التي تحدثت عن المنجزات والمعجزات التي قدمتها الحكومات لشعوبها عبر الخمسين سنة الماضية اين هي يا اخ حسين اليست سوى ادارة امم متحدة لمعسكر لاجئين فاذا توفر الماء نقص الطحين واذا توافرا نقص الامن , بالله عليك كيف لو ان الدول العربية كلها اهملت العسكرة والامن واهتمت بالاقتصاد والتعليم والصحة فقط واهملت المطبلين واخذت برأي من شتموها "على ذمتها" منذ خمسين سنه ,كيف ترى الامر , هل كنا سنصل الى هذه النتائج !!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012