وقال خليفة العويدي المتطوع في الهلال الأحمر
التونسي قرب معبر «الذهيبة» في أقصى الجنوب التونسي، في اتصال هاتفي مع «يونايتد برس أنترناشونال»، إن المعارضة الليبية المسلحة شنت صباح اليوم هجوماً معاكساً على مواقع القوات الموالية للزعيم الليبي المتمركزة عند المعبر الحدودي «وازن».
وأضاف إن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة، دارت في محيط هذا المعبر المحاذي للتراب التونسي، ما دفع عدداً من أفراد القوات الموالية للعقيد القذافي إلى انسحاب في عمق الأراضي التونسية.
وأشار العويدي إلى نحو 14 سيارة رباعية الدفع، على متنها عدد من أفراد القوات الموالية للقذافي، عبرت التراب التونسي، ودخلت إلى بلدة «الذهيبة» الواقعة على بعد نحو 850 كيلومتراً جنوبي تونس العاصمة، ما أثار حالة من الرعب لدى السكان التونسيين، والليبيين الذين كانوا قد فروا من المعارك في غرب ليبيا.
وقال المصدر إن أفراد الجيش التونسي الذين أعلنوا حالة الاستنفار العام منذ معارك أمس، اعترضوا هذه السيارات، وجردوا ركابها من أسلحتهم، كما شنوا حملة تمشيط بحثاً عن بقية أفراد القوات الليبية الذين توغلوا داخل التراب التونسي.
وأكد أن قذائف صاروخية عدة سقطت في محيط بلدة «الذهيبة» التونسية، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى في صفوف السكان التونسيين، الذين وجّهوا نداءات استغاثة للجيش التونسي والحرس الوطني (الدرك) للتدخل لحمايتهم.
في هذا الوقت، نقلت وكالة الأنباء التونسية عن مصادر عسكرية وأمنية قولها إن معبر «وازن» أصبح تحت سيطرة المعارضة المسلحة، لكنها أشارت في المقابل إلى استمرار تبادل القصف المدفعي والصاروخي بين الجانبين.
في هذه الأثناء، دوت انفجارات عنيفة صباح اليوم في محيط مطار مصراتة الذي يبعد كيلومترين عن المدينة المتمردة في غرب ليبيا.
ومنذ دحر قوات القذافي الاثنين الماضي من مدينة مصراتة الكبيرة غرب البلاد (200 كيلومتر شرق طرابلس)، تتواصل المعارك في ضواحي المدينة، حيث يعزز الثوار تقدمهم في وجه جيش النظام الليبي.
وقال طبيب ليبي إن قصف قوات القذافي لمدينة مصراتة أدى أمس الى مقتل 12 شخصاً.
وأكد الهلال الأحمر أن أعمال عنف في مصراتة أدت الى مقتل نحو 1500 شخص من السكان والثوار منذ شهرين.
من جهة أخرى، قال النائب العام المحلي، طارق الواش، في مؤتمر صحافي، إن قوات القذافي احتجزت أكثر من 500 شخص في مصراتة حين كانت تحتل المدينة، موضحاً أن مصيرهم لا يزال مجهولاً.
من جهة أخرى، حذرت الأمم المتحدة من أن ليبيا ستعاني أزمة غذاء كبرى خلال شهرين ما لم تتخذ إجراءات مشددة لزيادة مخزون الغذاء في البلاد.
وقال مسؤول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في برنامج الغذاء العالمي، دلاي بلغاسامي، في مؤتمر صحافي بجنيف، إن ليبيا غير قادرة على استيراد ما يكفي من الغذاء بسبب الاضطرابات التي تشهدها المصارف والمرافئ جراء القتال بين القوات الموالية للعقيد معمر القذافي والمناهضين له.
وأضاف بلغاسامي إن التقويم الذي توصل إليه مع فريقه يشير إلى أن سكان ليبيا «سيكونون عرضة لأزمة غذاء كبرى خلال 45 إلى 60 يوماً ما لم تتخذ إجراءات فورية لزيادة تدفق السلع التجارية».
الى ذلك، أعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، أن قوات القذافي «تتزود بالفياغرا كي يتمكن الجنود من القيام بأعمال اغتصاب»، حسبما نقل عنها دبلوماسي كان حاضراً.
ولم تكشف السفيرة عن المصادر لشرح هذه الاتهامات. لكن دبلوماسياً آخر قال إنها أدلت بهذا التعليق خلال نقاش مع سفير آخر في مجال التأكيد أن «التحالف يواجه خصماً يقوم بأعمال ذميمة».
(يو بي آي، أ ف ب)