30-04-2011 08:01 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
يبدو أنه يجري التجهيز لكي تصبح الحدود مع سوريا واحدة من القصص والملفات الإخبارية الكبيرة في الأيام المقبلة, في هذه الأثناء يجري العبث بالمشاعر الشعبية على جانبي الحدود.
الرمثا مدينتي والى حد كبير أعرفها وأعرف أهلها وأعرف مشاعرهم المتضامنة تجاه درعا, ولكن الأخبار الأخيرة القادمة من الرمثا تستحق الوقوف والتأمل.
حدثني صديق عن أنه أمضى اليومين الماضيين وهو يتنقل بين المواقع التي تذكرها الأخبار: عائلات سورية نازحة إلى قريتي عمراوة والذنيبة شمال الرمثا, فيتحرك صديقي إلى هناك, لأن الأمر لا يحتاج منه سوى لدقائق, ليكتشف أن الخبر مجرد كلام. ثم يأتي خبر آخر عن سيارات إسعاف في الرمثا تنقل جرحى سوريين, فيسرع صديقي إلى المستشفى, ثم يأتي خبر آخر عن لجان شعبية تتشكل وخيام تقام.. وهكذا.
لكن صديقي حدثني عن استعداد الناس للاستضافة والإغاثة إذا كانت مطلوبة. لاحظوا أن مشاعر الناس النبيلة تتحول إلى أخبار كاذبة, وهناك في الواقع كم هائل من الاشاعات يلف المنطقة والسكان.
الناس في الرمثا والقرى القريبة (الذنيبة وعمراوة والشجرة والطرة) يحتفظون بعلاقات عميقة طويلة الأمد مع جيرانهم وأقربائهم في القرى السورية, وهم فعلاً يتعاطفون ويتضامنون معهم, ولكن هناك ما يثير الاستغراب فيما يرد من أخبار تحت عنوان التضامن.
بالمناسبة, أغلب أصدقائي هم من محترفي التظاهر والاحتجاج والمعارضة, لكنهم يجدون أنفسهم حيرى هذه الأيام, ليس لأنهم لا يتضامنون مع الشعب السوري أو لأنهم لا يعترضون على القمع الذي يتعرض له, أو لأنهم يتفقون مع سياسة النظام الداخلية, أو لأنهم لا يتمنون الديمقراطية للشعب السوري, أو لأنهم لا يقدرون تضحيات هذا الشعب وشهدائه وبسالته... لكنهم لأول مرة يتفاجأون بما يمكن تسميته: "المتظاهرون الجدد".
ahmadabukhalil@hotmail.com
العرب اليوم