30-04-2011 04:00 PM
كل الاردن -
يستعد الناشطون المعارضون في سوريا السبت لتشييع عشرات من القتلى الذين قضوا الجمعة فيما قرر الاميركيون والاوروبيون فرض عقوبات على النظام السوري الذي يواجه منذ عشرة اسابيع انتفاضة شعبية غير مسبوقة.
وقتل ستة اشخاص على الاقل السبت في قصف للجيش واطلاق نار من قناصة في مدينة درعا معقل حركة الاحتجاج على النظام السوري التي تشتهد نقصا في الماء والغذاء والدواء منذ تدخل قوات الامن الاثنين، بحسب ناشط سوري.
ويحاصر الجنود المدينة التي تبعد مئة كلم جنوب دمشق ويمنعون الدخول او الخروج منها بينما تتعرض لقصف مدفعية ثقيلة منذ صباح السبت على ما اضاف الناشط استنادا الى شهود.
واوضح ان قناصة متمركزين على السطوح يطلقون الرصاص على كل من يغامر بالخروج الى الشارع.
واضاف 'سقط ستة قتلى' مؤكدا 'انهم قتلوا في قصف بدأ فجرا على المنازل او برصاص قناصة'.
وقال احد الشهود ان 'المدينة محاصرة وينقصها الماء والغذاء والدواء'.
وتحدث الناشط ايضا عن 'انشقاق' بعض عناصر الجيش لكن لم يتسن التاكد من هذا الخبر من مصدر مستقل، واضاف ان 'بعضهم يرفض الامتثال لاوامر اطلاق الرصاص وانضموا الى السكان واختبأوا في منازلهم'.
وتحت شعار 'اسبوع فك الحصار' ترحم 'شباب الثورة السورية 2011' في صفحته من فيسبوك على ارواح الشهداء الذين سقطوا في 'جمعة الغضب' ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط 62 قتيلا مدنيا الجمعة، 33 منهم في مدينة درعا (جنوب) مهد حركة الاحتجاج ومحافظة حمص (وسط) و25 في الرستن واثنان في حمص. وفي شمال غرب البلاد قتل شخصان في اللاذقية وضواحيها.
من جانبها افادت 'لجنة شهداء 15 آذار' القريبة من المعارضين عن مقتل 582 شخصا منذ بداية حركة الاحتجاج. واوضحت ان 56 قتيلا سقط الجمعة منهم 32 في محافظة درعا و24 في الرستن (180 كلم شمال دمشق) قرب حمص.
من جهته، قال متحدث عسكري ومسؤول في وزارة الداخلية ان ثمانية جنود قتلوا الجمعة اضافة الى شرطي في هجمات شنتها 'مجموعات ارهابية' في درعا وحمص.
ويُدفن القتلى السبت في الساعة 16:30 (13:30 تغ) كما افاد ناشطون على فيسبوك.
واكد الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي ان 'دمكم انار لنا طريق الحرية. نعاهدكم ان نحمل الراية التي بذلتم لاجلها دماءكم ونواصل المشوار. نعاهدكم ان دمكم الطاهر لن يذهب هباء'.
واضافوا ان 'الشهداء هم الخالدون. اما القتلة المجرمون فسيذهبون الى مزابل التاريخ بعد ان يحاكمهم الشعب ويقتص منهم'.
وتابع النداء ان 'الحرية قادمة لا محالة. هذا الشعب بذل دماءه وفلذات اكباده وزهرة ابنائه لاجل الحرية وسينال الحرية قريبا قريبا. ستزهر دماءكم الزكية يا شهداءنا الابرار'.
ووعد الناشطون بتظاهرات جديدة خلال 'اسبوع فك الحصار' لا سيما الاحد في درعا والاثنين في ضواحي دمشق والثلاثاء في بانياس وجبلة (شمال غرب) والاربعاء في حمص وتلبيسه (وسط) وتلكلخ عند الحدود مع لبنان.
وينوي المتظاهرون الخميس تنظيم 'اعتصامات ليلية' في كافة المدن بينما تحاصر قوات الامن درعا ودوما (15 كلم شمال دمشق) منذ بداية الاسبوع.
وتحدى عشرات الاف المتظاهرين الجمعة قرار منع التظاهر وخرجوا الى شوارع عدة مدن مرددين 'حرية' وداعين الى 'سقوط النظام'.
وظهر في اشرطة فيديو صورها المتظاهرون وبثت على يوتيوب كيف كان متظاهرون يفرون في مدخل درعا خوفا من رصاص كثيف.
كذلك، طالبت سبع منظمات للدفاع عن حقوق الانسان السبت في بيان بالافراج عن حازم نهار (43 عاما) وهو طبيب يتراس حزب العمال الثوري اعتقل الخميس.
وقالت المنظمات ان 'هذا الاعتقال اضافة الى اعتقالات كثيرة اخرى تهدد الحرية والسلامة الفردية للاشخاص ونطالب بالافراج الفوري عنهم'.
وقررت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الجمعة فرض عقوبات على سوريا.
وتستهدف هذه العقوبات التي فرضها الرئيس باراك اوباما بسبب 'انتهاكات حقوق الانسان في سوريا'، ماهر الاسد المسؤول في الجيش السوري اضافة الى رئيس جهاز الاستخبارات علي مملوك وعاطف نجيب رئيس الاستخبارات السابق في محافظة درعا (جنوب).
بدورها، حضت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الرئيس السوري على ان يوقف اعمال العنف 'فورا'.
وينوي الاتحاد الاوروبي فرض حظر على الاسلحة واعداد عقوبات اخرى بحق النظام السوري ردا على القمع الدامي للمتظاهرين، وفق مصادر دبلوماسية في بروكسل.
من جهته، صوت مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة على قرار يطلب الاسراع في ارسال بعثة الى سوريا بهدف التحقيق حول انتهاكات حقوق الانسان.
في المقابل اعتبرت روسيا السبت ان تبني مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان قرارا يطلب ارسال مهمة تحقيق لسوريا حيث يطال قمع السلطات منذ اسابيع متظاهرين، على وجه السرعة، امرا 'غير مقبول'.
واكدت روسيا التي صوتت الجمعة في جنيف ضد القرار انه 'من غير المقبول استخدام اليات الامم المتحدة الهادفة لاحترام حقوق الانسان في العالم لتحقيق اهداف آنية وللتدخل في الشؤون الداخلية لبلدان ذات سيادة'.
(ميدل ايست)