01-05-2011 08:56 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
هناك إقرار حكومي رسمي بأن السياحة الداخلية تحتاج إلى "مراجعة" بعد أن تبين انها مكلفة جداً بالنسبة للمواطن الأردني.
لكن مَنْ قال ان "المراجعة" غير موجودة في السياحة الداخلية? فعلى ما أذكر, فإن أياً من الرحلات المدرسية مثلاً (وهي الشكل الأبرز للسياحة الداخلية) لم تكن تخلو من "المراجعة", لقد كان مشرف الرحلة يعلن بمجرد دخولنا إلى الباص أنه علينا أن نحتاط ونجهز ما يلزم من أكياس بلاستيكية وذلك كي لا تكون "المراجعة" على كراسي الباص, وعلى مَنْ لا يحمل كيساً أو مَن لا يستطيع التحكم بنفسه أن يجلس إلى جانب الشباك كي يتمكن من "المراجعة" خارج الباص. وفي الواقع كان بعض الزملاء بارعين في سرعة تحريك رؤوسهم خارج الشباك وإجراء ما يلزم من "مراجعة".
الذكريات تنهال على رأسي الآن, فقد كانت طقوس المراجعة تتفوق على طقوس السياحة الداخلية ذاتها, هناك شعور فريد بالارتياح بعد إتمام العملية, ونظرات متضامنة من الرفاق, أما الأصدقاء الأكثر قرباً فيساهمون في إزالة الآثار غير المستحبة ويصدون نظرات الخصوم, غير أن المناسبة قد تكون فرصة للقيام بمصالحات تتلو مواقف تضامن غير متوقعة في هذه اللحظة التاريخية.
السياحة الداخلية صارت فعلاً مكلفة, ولكن إذا كان لا بد من "المراجعة" الحكومية لها, فالرجاء أن يجري ذلك بعيداً عنا.0
ahmadabukhalil@hotmail.com
العرب اليوم