أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 24 كانون الأول/ديسمبر 2024
الثلاثاء , 24 كانون الأول/ديسمبر 2024


لأنهم سرقوا اعمار شعوبهم قامت «القيامة»

02-05-2011 07:11 AM
كل الاردن -


 حسين الرواشدة

 
اسوأ جريمة ارتكبتها بعض الانظمة العربية ضد شعوبها هي «سرقة» اعمارهم، ولو قدّر لأحدنا ان يسأل لماذا خرجت هذه الشعوب فجأة، وأصرّت على «خلع» انظمتها واسترداد الشرعية منهم ولم تصغ لأصوات «الحكماء» الهرمين، ولم تلتفت لحسابات السياسة ومساراتها القادمة لكانت الاجابة على الفور: لان هذه الشعوب تريد ان تدافع عن «اعمارها» القصيرة، ولا تريد ان تذهب هدرا كما ذهبت اعمار «الآباء» والاجداد التي سرقتها عصابات السياسة والمال والنفوذ.

اذن، انتبهت الشعوب «لا سيما الشباب الذين يشكلون اغلبيتها» الى ما تبقى من «العمر» القصير، فاستيقظت لاستدراك قطاره، او قطع الطريق على سرّاقه وكانت تلك لحظة فارقة توقف فيها الزمن بشكل مفاجىء وخرج فيها الناس من تحت عباءة «الخوف» وحسابات الامن والقمع ورغبة الصبر انتظارا للفرج، لما اوشك العمر ان ينتهي دون ان يأتي الفرج كان لا بد من «ولادته» وقد حصل، صحيح ان الاسباب الموضوعية «للقيامة» موجودة واكثر من ان تُحصى، وصحيح ان «فقه» الثورة قد يخضع للعلوم وللاصول ولمنطق البشر احيانا، وان «التمرد» فطرة بشرية تولد مع الانسان، لكن الصحيح –ايضا- ان وراء ما حدث «اسرار» ولطائف لا يمكن فهمها الا في سياق معرفة «القانون» الاكبر الذي يحكم هذا الكون، ويضبط فيه حركة التغيير والاستبدال والهلاك والولادات الجديدة التي تخرج من رحم «الارض» متى اتصلت مع السماء.

سؤال لماذا قامت «الثورة» وامتدت في بلداننا العربية امتداد النار في الهشيم ما زال معلقا برسم انتهاء المشهد، ثمة اشارات الى «حماس» الشباب الذي اطلقوا شرارتها، وملاحظات حول انطلاق معظمها من «الاطراف» لا العواصم، وكلام طويل حول «التربة» التي تهيأت لها في ظل عقود من «القهر» والظلم، وتساؤلات حول «دور» الاجنبي وفزاعات «المؤامرة» بأنواعها وحول صعود نجم «المواطن» البطل لا الحزب ولا النخبة ولا التنظيم وحول «رسائل» زلزالها الذي انطلق مبكرا ومخاضاتها التي لم ينتبه اليها احد، وثمة اسئلة من نوع: هل الفقراء وحدهم من يثور ام ان للاغنياء نصيبهم في الثورة؟ هل الثورة «حالة» نفسية محضة ام انها منتج لظروف طبيعية معقدة ومتداخلة وبالتالي فهي افراز لها؟ هل يمكن «اجهاض» الثورة او تأجيلها او معالجتها ام انها ولادة خارج التغطيات السياسية والاقتصادية وغيرها؟ واخيرا هل ثمة علاقة بين ما يحدث على «الارض» من ثورات وبين ما يرتب في «السماء» من بواعث وتدبيرات.

في بلداننا العربية –الآن- ثمة من يبحث عن اجابات، اية اجابات، حول هذه الاسئلة، وثمة من يحاول ان يبدع في تقديم حلول ومعالجات استباقية لتحصين حدوده من امكانية عبور هذا الضيف غير المرغوب فيه، وثمة من لا يزال مقتنعا «بوهم» الخصوصيات وبركة الاستثناءات ومطمئنا الى «عقم» المجتمعات لولادة «الثوار» وثمة اخرون «على قلق» في لعبة الصراع مع الزمن.. لكن الحقيقة ان احدا منا لم يفهم بعد بما يكفي لماذا وكيف «قامت» القيامة.. ولا الى اين نسير ما بعد هذه القيامة؟.
الدستور

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-05-2011 09:35 PM

اشكرك أخي فالثورة لا تحكم بقانون ونحن نعيش حالة ما قبل الدولة-لكن ان الله هو الحكم للمستحدثات من الامور

2) تعليق بواسطة :
03-05-2011 12:23 AM

انتصار ثورة ميدان التحرير المظفر انتصار للشعوب المكبلة بقيود الظلم والاستبداد وانتفاض على الحكم الديكتاتوري الجاثم على إرادة الشعوب العربية ونحذر من الالتفاف على الثورة من خيوط الاغتيال لإرادتهم في التغيير بأن تحاك خيوط الغدر للثوار وميدانهم المقدس ولجم روح الحرية في ضمير الأمة العربية نعم اغتيال الكرامة في أشخاص تغتال بالأوطان ..
في الأمس كانت الأنظمة العربية تتسابق في دعم الثورة التونسية واحترام إرادة الشعب , أما في ميدان التحرير لا يدعمون بل التزموا الصمت إعلامياً داعمين لمن حاول إسقاط الثورة من خلف الكواليس.. خرجت الشعوب عن صمت أنظمتها مؤازرة انتصاراً للميدان وعليها الآن أن تنزع تكميم الأفواه الممارس على أنظمتها من أمريكا وعملائها المتاجرين بالأوطان والشعوب وتنتصر للكرامة والحرية..
لقد اهتدت الشعوب وخرجت من نفقهم , فالثورة تولد دون أب.. هي كلمة الله في الشعوب.. فساعة الثورة قادمة لا نعرف أين مرساها , فثوانيها الشعوب ودقائقها الصمود والساعات هي التي تحسم المصير , إنها قدرة الله في صنع القدر , فما تحمله الساعات لا يفهمه البشر .

3) تعليق بواسطة :
03-05-2011 12:27 AM

دولاب الأوطان يدور كقصة طويلة.. رحى تدور يراها المستبد واقفة ولا يدري بأن هناك يداً تمسك بها , إنها ثوانيها وستمضي دقائقها فليس لها إلا أن ترفع شعاراتها الوطنية لتهزم القوى المنهزمة واتهامات الأجندة الخارجية والأيادي الخفية , وهل المسيرات المليونية تحركها الأجندة الخارجية أم خيانة لأوطانهم.. ألم تحركهم أحلام الحرية التي اغتالوها يوماً على أبواب سور قلاعهم قلاع القهر والظلم.. ألم يحركهم عطش العدالة وانعدام المستقبل المنتهي عند أقدام بطشهم..
الخوف من التغيير هو خوف من النور لمن اعتاد العيش في العتمة , يمكن وقف هذه الرحى وساعة القدر والثورة إن كان إصلاحاً حقيقياً ولا يكون إلا من الدستور العادل الذي ينصف الجميع ويبدد الخوف , فللشعب أن يستنشق هواء الحرية ويكون شريكاً في وطنه لا أن يكون سجيناً به.. دستور يحقق دولة مدنية ديمقراطية يكون فيها الشعب مصدر السلطات , دولة القانون والمؤسسات بدل العنف والظلم والهمجية والفردية.

4) تعليق بواسطة :
03-05-2011 04:35 AM

انت تقول لقد سرق من الموطن العربي عمره نعم عمره في ظل حكام فاسدين كل واحد تتحدث الزمره المحيطه به ان شعبه غير وتتحدث عن الخصوصيه 0 نعم نحن لاوطن لنا نحن عبيد للبنك الدولي اي تحرر وستقلال وكل زعيم مغلق على شعبه مثل الغنم يقتل الناس كل صباح وانا لااقول شعبه نحن لسنا شعوب لهم تصور يجب ان تحب الزعيم غصب عنك وانت تعلم انه لايساوي قرش مصدي كل الشعوب التي تعيش مع العرب منذ الاف السنين ورجت تتحدث عن اصلها وتطلب الاستقلال عنا وفي ارضنا تكرهنا تقول لماذا هذا الذل والهوان والضعف والتمسك بحياه لاطعم ولا لون ولا مستقبل لها 0ياعرب عرب الهوان

5) تعليق بواسطة :
03-05-2011 06:42 PM

اخي حسين الرواشدة : جميل ان ارى صورتك منذ ان تخرجنا من الجامعة واود أن اضيف تعليقا بأنه للاسف في وطننا العربي الثورات يصنعها ويفجرها الأحرار ويستولي عليها ويغتصبها الأوباش القذرون ولذلك فقطار الزمان لم يمر علينا بعد حتى يفوتنا ولا اعتقد بأنه سيمر علينا الا اذى اختفت الشعوب الأخرى ولا يبقى سوانا على وجه الكرة الأرضية لأننا لايمكن ان نصون ثورانتا ولا حتى انفسنا الا اذا كنا نملك ارادتنا مادام هناك شعوب اخرى متفوقة علينا وتملي علينا ونحن الفاسدون بل والموغلون بالفساد الأخلاقي والسياسي والاقتصادي والروحي . سرسك الأطرم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012