05-05-2011 01:38 PM
كل الاردن -
تظاهر مئات السوريين في حي الميدان وسط العاصمة دمشق بعد صلاة الجمعة للمطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، فيما قال نشطاء حقوقيون أن خمسة قتلى سقطوا برصاص قوات الأمن في حمص .
وخرج المئات في منطقة الميدان وسط دمشق في تظاهرتين من جامع الحسن وجامع منجك.
وهتف المتظاهرون مطالبين بالحرية والديمقراطية، كما هتفوا قائلين: 'عالجنة رايحين، شهداء بالملايين'.
وعرضت قناة 'الجزيرة' لقطات حية لمتظاهرين وسط دمشق يركضون وهم يرددون 'الشعب يريد اسقاط النظام'.
وذكرت تقارير اخبارية ان الأمن السوري اعتقل الناشط المعارض رياض سيف خلال تظاهره في حي الميدان وسط دمشق ، ونقلت 'رويترز' عن الابنة جمانة سيف انه تم اقتياد والدها الى حافلة مع محتجين اخرين أثناء مظاهرة بالقرب من جامع الحسن.
وقال شاهد عيان لـ 'رويترز' ان الأمن السوري اطلق النار على متظاهرين في بلدة التل قرب دمشق، مما تسبب في وقوع مصابين ، وقال شاهد آخر انه رأي ثلاث دبابات قرب حي برزة في دمشق .
وفي مدينة بانياس الساحلية ، عرضت 'الجزيرة' صورا مأخوذة عبر الاقمار الصناعية تظهر خروج الالاف في مدينة بانياس للتظاهر ضد النظام السوري ومرددين عبارات 'ارحل.. ارحل' ، في اشارة الى الرئيس بشار الأسد، فيما خرج المتظاهرون الأكراد في القامشلي شرق سوريا للمطالبة بإسقاط النظام.
ويأتي تلك التظاهرات بعد دعوات المعارضة إلى تظاهرات جديدة الجمعة في أنحاء البلاد تحت عنوان 'جمعة التحدي'، للمطالبة بالحرية وإسقاط النظام.
انتشار الدبابات
الى ذلك ، ذكرت وكالة 'رويترز' للانباء أن قوات الامن السورية انتشرت في وسط سوريا وفي حمص ومناطق ساحلية قبل صلاة الجمعة .
وتمركزت دبابات في مواقع بالقرب من حمص والرستن وبانياس خلال اليومين الماضيين. وانتشرت القوات السورية أيضا في ضواحي اربين وسقبا ودوما في دمشق وفي بلدة طل شمالي العاصمة.
وقال الجيش السوري إنه يتابع خروجه من درعا في الجنوب، مؤكدا القاء القبض على 600 شخص منذ دخوله المنطقة في 25 ابريل/ نيسان الماضي.
وقال اللواء رياض حداد مدير الادارة السياسية في الجيش السوري انه بدأ الانسحاب التدريجي من درعا ، مشيرا الى ما اسماه ارتياح الاهالي بعد التخلص من القناصة الذين يطلقون النار على الناس من الأسطح.
وقالت السلطات السورية أمس الخميس ان الجيش بدأ في الانسحاب من درعا لكن سكانا قالوا ان المدينة مازالت تحت الحصار.
واتهمت جماعة معنية بحقوق الإنسان في سورية الحكومة بارتكاب مجازر على مدى 10 أيام في مدينة درعا جنوبي البلاد.
وقال مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان في بيان صادر الخميس إنه يتم استخدام القناصة وكذلك المدافع المضادة للطائرات ضد المدنيين العزل.
وأوضح المركز أن 'القناصة يتمركزون على أسطح المنازل ويستهدفون أي شخص يمر أمامهم'.
ونقل المركز عن شاهد عيان قوله 'إن الجثث تظل في الشوارع لمدة 24 ساعة ثم تختفي'.
وقال إن 244 جثة قد تم نقلها إلى مستشفى تشرين العسكري في العاصمة دمشق على مدى يومين، العديد منهم من الأطفال، نقلا عن مصدر طبي في المستشفى.
وقال المصدر إنه تم استقبال 81 جثة لجنود وضباط، معظمهم مصاب بطلقات من الخلف.
ويقول مركز دمشق إنه يرتاب بشدة بأن الجنود قد قتلوا لرفضهم إطلاق النار على مدنيين، فيما تقول الحكومة إنها اتخذت إجراءات ضد 'عناصر من جماعات إرهابية' لاستعادة الأمن والسلام والاستقرار.
ولا تسمح سورية حاليا للمراسلين الأجانب بدخول البلاد ولذا من الصعب التحقق من صحة التقارير الواردة من هناك.
عقوبات غربية
ويأتي ذلك في الوقت الذي يعقد فيه الاتحاد الاوروبي اجتماعا اليوم لبحث مسألة فرض عقوبات على سوريا.
وقال دبلوماسيون ان الاتحاد الاوروبي قد يتوصل الى اتفاق مبدئي لفرض عقوبات على مسئولين سوريين لكنهم لم يقرروا حتى الان ما اذا كانت العقوبات ستشمل الاسد.
وفي واشنطن ، جددت الخارجية الأمريكية الجمعة دعوتها للسلطات السورية لإنهاء العنف تجاه المتظاهرين، لافتة إلى أنها تواصل تقييم الوضع هناك وإن كان فرض عقوبات جديدة أمر فعال فستتم دراسته.
وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر 'سنواصل الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد للكف عن تصرفه العنيف.. وندعو سوريا لإنهاء هذه الأفعال ضد المدنيين الأبرياء الذين يعبرون ببساطة عن تطلعاتهم لمستقبل ديمقراطي'.
وتحدث عن العقوبات، وقال 'لا أظن أننا أقفلنا الباب أو قلنا مرة أن لا خيار آخر موجود على الطاولة. أظن أننا سنواصل تقييم الوضع ونحن نتحرك قدماً... وإن كانت (العقوبات) مفيدة سننظر في ذلك'.
التظاهر السلمي
ومن جهة أخرى، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن التعليمات التنفيذية لقانون التظاهر السلمي ستصدر في اليومين القادمين.
وجاء ذلك خلال لقاء الأسد، الخميس، مجموعة من الشباب والشابات الذين يمثلون مختلف أطياف الشعب السوري وهو اللقاء الاول الذي يعقده مع الشباب منذ بداية الازمة التي الاحتجاجات منذ منتصف شهر مارس/ اذار الماضي.
ونقل موقع محطة أخبار سورية الالكتروني الخاص عن احد المشاركين في الوفد ان الأسد طلب من الوفد الحديث بشفافية حيث لا يوجد خطوط حمراء أو مواضيع محّرمة لا يمكن الحديث عنها ،موضحاً أن اللقاء أخذ طابع الحوار المفتوح وتطرق إلى هموم الشباب ومشاكلهم ورؤيتهم للأوضاع وكيفية العمل للتطوير والتحديث ومكافحة الفساد.
وتابع إن 'الجميع اتفقوا على أن هناك نوعين من المتظاهرين، الأول كانت مطالبه محقة وتمت تلبيتها والثاني حاول استغلال الأول لتحقيق أهدافه وعمل على تأزيم الأمور بالإضافة لبعض الأخطاء التي ارتكبت من قبل بعض المسؤولين وبعض عناصر الأمن التي أهانت بعض المواطنين في تعاملها'.
وقال الأسد 'إن أي خطأ ارتكب من قبل بعض عناصر الأمن هو خطأ فردي يعبر عن أخلاق من قام به ومستوى تعليمه'. مؤكداً أن 'هناك خطة لرفع المستوى العلمي والمعرفي لعناصر الأمن'.
وأكد الوفد على 'ضرورة المحاسبة العلنية للمسؤولين وعدم الاكتفاء بإعفائهم من مهامهم'.
وقال الأسد إن 'الأوضاع ستعود إلى ما كنت عليه تدريجياً حيث بدأ الجيش بالانسحاب من بعض المناطق بعد أن أنهى مهامه في إعادة الأمان،' مشيراً إلى أن 'الأزمة حالياً بدأت تأخذ طابع التدخل الدولي بعد أن فشلت في مرحلتها الأولى والثانية في تحقيق غايتها في زعزعة الاستقرار وإصابتنا من الداخل'.
وتابع 'رغم هذا ننظر للأزمة من جانب إيجابي وقد كشفت لنا بعض العيوب والخلل وسنقوم بالمعالجة'.
وكان الأسد بدأ منتصف الشهر الماضي لقاءات مع ممثلين ووجهاء العشائر في المحافظات السورية كما التقى الاسبوع الماضي بعض رجال الاعمال من مدينة دمشق.
وانتقد أغلب الوفد السياسة التي ينتهجها الإعلام الرسمي والخاص في نقل ما يجري على الأرض، مشيرين إلى أن المعركة الحالية هي إعلامية ويجب أن يقوم إعلامنا الوطني بإيصال الحقيقة كما هي لإعادة الثقة التي افتقدها، وهو ما اتفق معه الأسد مبيناً أن 'على إعلامنا أن يتعلم من أخطائه وعلينا أن نتيح له الفرصة لإثبات ذلك'.
وأشار إلى أن 'الجانب الاقتصادي أخذ حيزاً واسعاً من النقاش حيث تم الاتفاق على أن السياسة الاقتصادية التي اتبعت في عهد الحكومة السابقة أدت إلى استياء شعبي من مختلف الشرائح والطبقات'.
وأكد أن كل من 'التقاه حتى من الصناعيين والاقتصاديين لم يكن راضياً عن هذه السياسة وخاصة فيما يتعلق بزيادة أسعار المازوت ' وأضاف' سنصدر في الأسبوع القادم مرسوماً لتخفيضها للمزارعين والصناعيين ريثما يتم تأمين مصادر مالية نستطيع من خلالها إيصال الدعم لكل المواطنين'.
ولفت الأسد إلى أن السياسة الاقتصادية في الفترة الأخيرة ركزت على قطاع الأعمال وهو قطاع احتكاري، مبيناً أن المرحلة القادمة ستشهد تشريعات تنظيم توزيع الثروة بشكل أكثر عدالة.
وجرى الحديث عن قانون الأحزاب وضرورة أن يصاغ هذا القانون بطريقة عصرية وبشكل يمنع الأحزاب الدينية أو العرقية ذات اللون الواحد، وبينما رأى أغلب أعضاء الوفد ضرورة أن يتم تفعيل دور حزب البعث وإعادة هيكلته ليلائم المرحلة القادمة، طالب البعض بأن يلغى حزب البعث لتأمين فرص منافسة متساوية لباقي الأحزاب.
وتطرق الشباب في حوارهم مع الأسد إلى ضرورة أن يكون شيوخ المساجد من خريجي كلية الشريعة، بالإضافة إلى الاهتمام بحصص التربية الدينية في المدارس للتعريف بالدين الصحيح والتوعية من أجل الابتعاد عن الطائفية ، وزيادة النشاطات الحوارية في الجامعات، كما أشاروا إلى ضرورة تأمين فرص العمل ومشاريع السكن الشبابي والتي ستساهم في معالجة مشاكل اجتماعية كثيرة أهمها مشكلة العنوسة وتأخر سن الزواج.
وطلب الوفد من الأسد النظر بعقوبة بعض الطلاب الذين اعتصموا في كلية الطب بجامعة دمشق وتم اتخاذ قرار بفصلهم من الجامعة ووعد الرئيس بمعالجة المشكلة.
وفي نهاية اللقاء طلب الرئيس الأسد من وفد الشباب استمرار التواصل وإرسال أية أفكار أو ملاحظات إلى مكتبه في القصر الجمهوري.
وتجدر الاشارة الى أنه بينما يقول نشطاء في مجال حقوق الانسان ان الجيش وقوت الامن ومسلحين موالين للاسد قتلوا 560 مدنيا على الاقل في المظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي تفجرت قبل سبعة أسابيع. وقالوا ان الالاف اعتقلوا وتعرضوا للضرب بينهم شيوخ ونساء وأطفال.
وتلقي السلطات السورية باللائمة على جماعات ارهابية مسلحة في أعمال العنف التي قالت انها أسفرت عن مقتل مدنيين وأفراد في قوات الامن.وقال الاسد ان المحتجين جزء من مؤامرة أجنبية لاثارة فتنة طائفية في سوريا.
يذكر ان حافظ الاسد والد الرئيس السوري قد استخدم نفس المفردات عندما قمع احتجاجات لاسلاميين وعلمانيين على حكمه في الثمانينيات وبلغ العنف ذروته في مدينة حماة التي سقط فيها 30 ألف قتيل.