قال النشط في مجال حقوق الانسان عمار القربي ان 21 محتجا سوريا على الاقل قتلوا الجمعة واغلبهم في مدينة حمص بوسط البلاد.
واضاف القربي الذي يرأس المنظمة السورية لحقوق الانسان متحدثا لرويترز عبر الهاتف من مصر 'تأكد مقتل ستة في حماة و15 في حمص حتى الان.'
وقال ايضا ان سكانا في مدينة بانياس الساحلية يخشون احتمال تعرض المدينة لاقتحام من جانب الجيش الذي نشر على مسافة اربعة كيلومترات.
واعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان ضابطا في الجيش واربعة عناصر من الشرطة قتلوا الجمعة في حمص في وسط سوريا على ايدي مجموعة مسلحة.
وافادت الوكالة عن 'استشهاد ضابط من الجيش وأربعة من عناصر الشرطة برصاص مجموعة إجرامية مسلحة بحمص، وقامت يد الاجرام بالتمثيل بأجسادهم'.
وانطلقت احتجاجات في مناطق مختلفة من سوريا في 'جمعة التحدي'، كما أسماها المتظاهرون، هتف خلالها الالاف بالحرية في الشرق الذي تقطنه غالبية كردية بينما طالب عشرات في دمشق بالاطاحة بالرئيس بشار الاسد.
وقال شهود عيان ان قوات الامن فتحت النار أيضا على محتجين في بلدة التل التي تقع الى الشمال من العاصمة مباشرة مما أسفر عن اصابة متظاهرين.
وقال الناشط وسام طريف ان احتجاجات وقعت أيضا في بلدة جاسم الجنوبية وفي بانياس الساحلية وعامودا بالشرق. وذكر شاهد أن نحو الفين من سكان ضاحية سقبا في شرق دمشق خرجوا في مسيرات بشوارعها الرئيسية مطالبين بالافراج عن مئات من أقاربهم الذين اعتقلتهم قوات الامن في الايام القليلة الماضية.
وهتف المتظاهرون الذين أمكن سماع أصواتهم عبر الهاتف 'الشعب يريد اسقاط النظام'.
وقال الشاهد ان بعض المتظاهرين كانوا يحاولون السير نحو وسط دمشق على بعد ستة كيلومترات لكن قوات الامن أغلقت كل الطرق التي تؤدي من الضواحي الى العاصمة.
ومن ناحية أخرى قالت جمانة ابنة المعارض السوري رياض سيف ان قوات الامن السورية اعتقلت أباها أثناء مظاهرة في حي الميدان بالعاصمة دمشق.
ويقول نشطاء في مجال حقوق الانسان ان الجيش وقوت الامن ومسلحين موالين للاسد قتلوا 560 مدنيا على الاقل في المظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي بدأت في مارس اذار. وقالوا ان الالاف اعتقلوا وتعرضوا للضرب بينهم شيوخ ونساء وأطفال.
ويعطي المسؤولون عددا أقل بكثير للقتلى ويقولون ان نصفهم من الجنود وأفراد الشرطة ويلقون باللائمة في العنف على 'جماعات ارهابية مسلحة'.
وكانت الولايات المتحدة التي انضمت الى مسعى أوروبي لتحسين العلاقات مع الاسد في عهد ادارة الرئيس باراك أوباما قد وصفت الهجوم على درعا بأنه ' همجي'.
وأمر الاسد الاسبوع الماضي بدخول الجيش مدينة درعا حيث بدأت الاحتجاجات التي كانت مطالبها تقتصر في بداية الامر على مزيد من الحرية وانهاء الفساد لكنها تسعى حاليا للاطاحة بالرئيس.
وأطلقت فرقة يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري نيران القذائف ونيران الاسلحة الالية على البلدة القديمة في درعا يوم السبت. وقالت السلطات السورية يوم الخميس ان الجيش بدأ في الانسحاب من درعا لكن سكانا قالوا ان المدينة مازالت تحت الحصار.
وقام عاملون في مجال المساعدات بتوصيل أول شحنة امدادات من مواد الاغاثة الطارئة الى درعا يوم الخميس واشتملت على مياه للشرب وطعام واسعافات أولية. ولم تتوفر لديهم معلومات فورية حول عدد القتلى والجرحى في المدينة.
واستشهدت منظمة هيومان رايتس ووتش بأرقام أوردتها جماعات حقوقية سورية قائلة ان 350 شخصا قتلوا في درعا. وحثت المنظمة السلطات السورية يوم الجمعة على 'رفع الحصار' عن المدينة ووقف ما وصفته بأنه حملة اعتقالات تعسفية على مستوى البلاد.
وقالت سارة لي ويتسون مديرة الشرق الاوسط في المنظمة 'تظن السلطات السورية أن بامكانها الخروج من الازمة بالضرب والقتل... لكن مع كل اعتقال غير قانوني ومع مقتل كل محتج فانها تتسبب في أزمة أكبر'.
وقال دبلوماسيون ان الاتحاد الاوروبي قد يتوصل اليوم الى اتفاق مبدئي لفرض عقوبات على مسؤولين سوريين لكنهم لم يقرروا حتى الان ما اذا كانت العقوبات ستشمل الاسد.
وقال الاسد ان المحتجين جزء من مؤامرة أجنبية لاثارة فتنة طائفية في سوريا.
وكان والده الرئيس الراحل حافظ الاسد قد استخدم نفس المفردات عندما قمع احتجاجات لاسلاميين وعلمانيين على حكمه في الثمانينيات وبلغ العنف ذروته في مدينة حماة التي سقط فيها 30 ألف قتيل