أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024
شريط الاخبار
أحزاب ومنظمات ومتظاهرون مغاربة يستنكرون تصريحات ماكرون في برلمانهم عن المقاومة الفلسطينية العمل: لا صحة لعدم تشغيل أردنيين بمول تجاري في الكرك محافظة: الأردن أول دولة عربية رائدة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية نقابة الصحفيين تقرر إجراء الانتخابات في نيسان اتلاف مخدرات ضبطت في 58 قضية - صور طاقم حكام عُماني لمباراة الحسين إربد والوحدات ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 43163 شهيدا حسان يثني على دور المحافظين ويؤكد أهمية الدور التنموي لهم وإدامة التواصل مع المواطنين الأردن يدين مصادقة الكنيست على قانون يمنع فتح ممثليات دبلوماسية لفلسطين في القدس (153) مليون دينار صافي أرباح (البوتاس العربية) لنهاية الربع الثالث من العام الجاري رغم التحديات العالمية الخرابشة: نتطلع لأن نكون مركزاً لإنتاج الطاقة الخضراء سلطة وادي الأردن تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي ضبط مركبة تسير بتهور على الصحراوي بدء تقديم طلبات الاستفادة من البعثات والمنح والقروض الداخلية رئيس وأعضاء مجلس الأعيان يؤدون اليمين الدستورية
بحث
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024


كلنا شركاء في تحقيق الامن لوطننا الغالي

بقلم : الدكتور عبدالناصر جابر الزيود
06-03-2016 08:00 AM

إن نِعَمُ الله على الناس كثيرة وكثيرة جدا،وآلاؤُه ومنافعه لا تُعَدُّ ولا تُحصى،ما غابتْ نعمةٌ إلا ظهَر غيرُها،ولا فُقِدَتْ منةٌ إلا أنْعَم الله على الناس مثلَها،أو خيرًا منها.ومن نعم الله الكثيرة التي أنعمها على عباده نعمةٌ والله لا يهنأ العيشُ بدونها،ولا يقَرُّ قرارٌ عند فَقْدها،إنها النِّعْمَةُ التي يبحث عنها الكثيرُ،ويخطب ودَّها الصغيرُ والكبير.هي نعمة لا أجَلّ منها ولا أعظم نعمة إلا نِعْمة الإسلام،نعمة لا يعرف قيمتها إلا من فقدها.هذه النعمة إنَّها نعمة الأَمْن والأمان،والسلامة والاستقرار في الأوطان.
وإنَّ أول أمرٍ طلَبَهُ سيدنا وابينا إبراهيم عليه السلام من ربِّه هو أن يجعلَ هذا البلَد آمنًا.(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ). وفي آية أخرى قدَّم إبراهيم عليه السلام في ندائه لرَبِّه نعْمَةَ الأمن على نعْمة العَيْش والرِّزْق اي الشراب والطعام؛فقال:(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).
والسؤال المهم: ما هو السبب الذي من اجله قدم سيدنا إبراهيم في دعائه وطلبه من ربه أن ينعم عليهم بالأمن والامان قبل أن يدعوه بان يرزقهم من الثمرات أي الطعام والشراب وجواب هذا السؤال بسيط:لان سيدنا إبراهيم عليه السلام كان يعلم أنَّ استقرار المجتمع المسلم الذي يهنأ فيه بالطعام والشراب،ويكون نهاره معاشًا،ونومه سباتًا،وليله لباسًا،لا يُمكن أن يتَحَقَّق إلا تحت ظِلِّ الأمن والأمان.فكم منَ الناس نَزْع الله الأمن والأمان من بلادهم؛فعاش أهلُ هذه البلدان في خوفٍ وذُعْرٍ،وفي قلَقٍ واضطراب،لا يَهْنَؤُون بطعام،ولا يَتَلَذَّذُون بشراب،ولا ينعمون بنَوْمٍ، الكل ينتظر حتْفَه بين لحظةٍ وأخرى. نسأل الله العفو والعافية.
لذلك فإن مكانة الأمن في المجتمعات الانسانية كبيرة،ولذلك كان نبيُّنا صلى الله عليه وسلم إذا دَخَلَ شهرٌ جديد،ورأى هلاله،سأل الله أن يجعلَه شهر أمن وأمان قائلاً اللهُمَّ أهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان،والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تُحب وترضى. وفي الحديث الآخر يُذَكِّر صلى الله عليه وسلم الناس بهذه النِّعمة؛فيقول: مَنْ أصبح منكم آمناً في سِرْبه،معافًى في جسَده، عنده قُوت يومِه،فكأنَّما حِيزَتْ له الدُّنيا بحذافيرها.
فهذا والله حديث عظيم،يخاطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته،ويخبرهم بأن الإنسان يملك الدنيا بما فيها،إذا تحققت له ثلاثة أمور:الأمن في وطنه، والمعافاة في جسده،وتأمين لقمة عيشه.فمن تحققت له هذه الأمور الثلاثة فكأنما ملك الدنيا كلها.
ومن أعظم النعم التي انعم الله علينا بها في بلدنا هذه هي نعمة الأمن والأمان، نعمة يغفل عنها وعن شكرها كثير من الناس،نعمة افتقدتها كثير من الأوطان والبلدان من حولنا فحصل فيها ما حصل،فوالله إن أشهى المأكولات،وأطيبَ الثمرات،لا تُستساغ مع ذهابِ الأمن ونزولِ الخوف والهلع،لإن الديار التي يفقد فيها الأمن صحراءٌ قاحلة،وإن كانت ذاتِ جناتٍ ونعيم وافر،وإن البلاد التي تنعم بالأمن تهدأ فيها النفوس،وتطمئن فيها القلوب وإن كانت قاحلةً جرداء.ففي رحاب الأمن،يأمنُ الناس على أموالهم ومحارمهم وأعراضهم،وفي ظلال الأمن،يعبدون ربهم ويقيمون شريعته ويدعون إلى سبيله،وفي رحابِ الأمن وظلِه تعم الطمأنينةُ النفوس،ويسودها الهدوء،وترفرف عليها السعادة، وتؤدي الواجبات باطمئنان،من غير خوفِ هضمٍ ولا حرمان.وتحفظ الأعراض،وينتشر الخيرُ. وإذا ضعف الأمْنُ واختَلَّ،تبَدَّلَ الحال،ولَمْ يهنأ أحدٌ براحة بال،فتختل المعايِشُ،وتُهْجَر الديار،وتُفارَق الأوطان،وتُقْتَل أنفس بريئة،ويُيَتَّم أطفال، وتُرَمَّلُ نساء، ولن يدركَ ذلك إلا مَن ذاق وَيْلات الحروب،واصطلى بِنِيرانِها. ولكي نحافظ على هذه النعمة في بلادنا يتوجب علينا ان نقوم بأمور لأننا كلنا شركاء في تحقيق الامن لأردننا الغالي ومن اهم هذه الامور:عدم الاعراض عن شرع الله،فلقد أنْعَم الله على كثيرٍ من الأُمَم بنِعْمَة الأمن والأمان،لكنهم لما كَفَرُوا بنعمة الله،وأعْرَضُوا عن شرع الله؛عاقَبَهُم الله،فبَدَّلَ أمنهم خوفًا،(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ). فهذه النعمة لطالما أنعم الله بها علينا ولم نشعر بها ولم نشكر الله عليها يوماً،فإنَّ دوام النِّعَم وشُكْرها مقترنان؛فكُفْرُ النِّعمة يعرضها للزوَال،وشُكرها يطيل أمَد البقاء.فنعمةُ الأمن تُقابَل بالذكر والشكر والمعاصي والأمنُ لا يجتمِعان ،فالذنوب مُزيلةٌ للنِّعم،وبها تحُلّ النقم،وما نزل بلاءٌ إلاَّ بذنب،ولا رُفِع إلا بتوبة. والطاعةُ هي حِصن الله الأعظمُ الذي من دخله كان من الآمنين. فإن الأمن الذي نعيشه ونتفيؤ ظلاله في بلدنا،إنما هو منحة ربانية،ومنة الهية ،مربوطة بأسبابها ومقوماتها،والتي من أعظمها،الالتزام بشرع الله وتوحيده والإيمان به وتربية الأمة على طاعة الله والاستقامة على شرعه والبعد عن معصيته.
أما الامر المهم الثاني الذي من خلاله نستطيع ان نحافظ على امن بلدنا واستقرارها أن نحذر على انفسنا وابنائنا وشبابنا من خوارج العصر الحديث الضالين المضلين الذين يثيرون الفتن والبلابل بحجة أنهم ملتزمون بالدين وبشرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هم دعاة على أبواب جهنم والعياذ بالله فمن وافقهم وانتهج نهجهم وسار على دربهم كانوا سببا في إدخاله إلى جهنم، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وأرضاه قال:كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت:يا رسول الله،إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير،فهل بعد هذا الخير من شر؟.قال:نعم،قلت:وهل بعد ذلك الشر من خير؟. قال:نعم،وفيه دخن قلت:وما دخنه يا رسول الله؟.قال:قوم يهدون بغير هديي،تعرف منهم وتنكر.قلت:وهل بعد هذا الخير من شر؟.قال:نعم دعاة على أبواب جهنم،من أجابهم قذفوه فيها.قلت:يا رسول الله صفهم لنا؟.قال:هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا،قلت:فماذا تأمرني أن أدركني ذلك.قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت:فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟.قال:فاعتزل تلك الفرقة كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.
وروى الامام مسلم في صحيحه عن علي رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية،يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم،يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية،فإذا لقيتموهم فاقتلوهم،فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة.
نعم انهم سفهاء يكذّبون العلماء ويخوضون في مسائل الدين ونصوص الشريعة بأهوائهم الزائغة وشبهاتهم الفاسدة ويحملون الاسلام ما لم يحمله وما ليس منه بل أن الاسلام منهم برآء ، استباحوا دماء الناس والعبث بأمن البلاد والعباد بغير حق.
وان ما نشاهده على الساحة في هذه الأيام من قيام هؤلاء بالتستر تحت راية الإسلام لقتل الأبرياء والاعتداء على الحرمات والتعرض لأمن الناس وممتلكاتهم والعبث بأمن العباد والبلاد لهو شر، الإسلام براء منه بل هو إرهاب بكل ما تحمل الكلمة من معنى. فأمثال هؤلاء سيكونون سببا في هلاك انفسهم وهلاك من اتبعهم واستطاعوا أن يسيطروا على عقله وفكره. يحرضون الناس على إثارة الفتن والعبث بأمن العباد والبلاد تحت اسم وراية الإسلام. فاحذروا كل الحذر على أنفسكم وأبنائكم من تأثير أمثال هؤلاء فيكم فيكونون سببا في هلاككم وهلاك بلادكم وانتم لا تشعرون فهم كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاة لكنهم دعاة من نوع أخر هم دعاة على أبواب جهنم والعياذ بالله.
لذلك فإن لوحة الأمن الجميلة التي نعيشها،نرسمها نحن بأيدينا وكلنا شركاء في رسمها،ونصنعها بأنفسنا بعد توفيق ربنا حينما نستقيم على ديننا. لوحة الأمن نصنعها حينما نتعامل مع الواقع بميزان الشرع والعقل بعيداً عن الأهواء والعواطف والرغبات الشخصية. لوحة الأمن، نصنعها حينما نحفظ حدود الله ونشكر نعم الله. لوحة الأمن نصنعها عندما نبتعد عن الشائعات وإثارة الفتن والبلابل في بلادنا من اجل الحصول على مكاسب شخصية دون النظر لمصلحة بلادنا وأهلونا . فحِفظُ الأمن في بلادنا والمحافظة على النعمة التي انعم الله بها علينا أمر لازم بل هو فريضة شرعية تتوجب على الجميع،والجميع شركاء فيها.
وليعلم خوارج العصر الحديث أن العبث بمقدرات الأردن واستقراره واقتصاده لا يعيد أرضا محتلة،بل يضر بالأردن وبالمواطن الأردني الذي ضحى وقدم لامته العربية والاسلامية ما لم يقدمه أي مواطن آخر في العالمين الإسلامي والعربي .
وليعلم هؤلاء أيضا أن الأردن ومواطنيه سيبقى عصيا عليهم ، صامدا في وجوههم ، شوكة في حلوقهم ، وذلك بفضل الله أولا ، ومن ثم بفضل تعاضد أبناء الأردن مع بعضهم البعض شعبا وحكومة وقيادة ، بإذن الله تعالى . فاللهم احفظ لنا أردننا وأبقه عصيا على من يتسترون بالإسلام لبث سمومهم وأحقادهم وعنصريتهم على اختلاف جنسياتهم مهما كانت ،وعلى اختلاف عقائدهم الزائغة والباطلة ، فهؤلاء ليسوا بالرجال ولا بأنصاف الرجال حتى ، بل هم خفافيش ظلام سيقضى عليهم إن عاجلا أو آجلا بإذن الله تعالى ، وذلك على أيدي رجال عاهدوا الله ان يكونوا حراسا للأردن ليلا ونهارا يبذلون في سبيل حمايته واستقراره الغالي والنفيس ، حفظ الله الاردن وحفظ مليكه وحفظ له رجالا اوفياء نذروا انفسهم لخدمته والذود عن ترابه الطاهر .
ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يحفظ علينا امننا واستقرارنا في بلادنا وبلاد المسلمين اجمعين وان يجنبنا الفتن والفواحش ما ظهر منها وما بطن .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012