09-05-2011 07:15 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
لغايات إقناع أهالي عجلون بجدوى إقامة الكلية العسكرية وسط غابات "برقش" جرى ويجري الترويج لفكرة تقول أن هذه الغابات تحولت إلى "قطيعة رزق" بالنسبة للسكان لأنه كلما يطرح مشروع يقال: لا تلمسوا "الشجرات", ثم بمنتهى البساطة يتم الوصول الى استنتاج يصاغ بلغة شعبية يقول: "اقطعوا هالشجرات وأريحونا منها, واتركونا نعيش".
الفكرة تنطوي على قدر كبير من الابتزاز من خلال تصوير رفض المشروع وكأنه معاداة للتنمية, إن صاحب القرار هنا يحيل التقصير التنموي في المنطقة إلى الناس أي إلى الضحية, ولكن لا أحد يسأل نفسه عن سر الإصرار على تقطيع الغابات كلما تعلق الأمر بالتنمية في عجلون. ألا يمكن أن تكون هناك تنمية في عجلون "بجانب الشجرات"?
بالطبع لا لوم على السكان, ومن غير المنطقي أن نشترط عليهم الانتباه إلى البعد البيئي أو الجمالي أو التراثي التاريخي, وليس مطلوباً من المواطن العجلوني أن يتحمل مسؤولية تدني نسبة مساحة الغابات إلى المساحة الإجمالية للبلد التي تقل عن النسبة الدولية, ولا أن ينتبه إلى أن العالم يحتفل بعام 2011 باعتباره العام الدولي للغابات. إن ذلك لا يجيب على الاحتياجات اليومية للناس ومعاناتهم, حيث تنافس عجلون على المواقع المتقدمة في المحافظات الأكثر فقراً.
غير أن أهل عجلون ينبغي أن يحرصوا على أن لا يتم التدليس عليهم بشكل مزدوج, فكل المشاريع المطروحة وسط الغابات لا أهداف تنموية حقيقية لها, وهذا ما تقوله المشاريع عن نفسها.
لا يجوز ابتزاز أهل عجلون بطريقة: أعطونا غابة نعطيكم مشروعاً. لقد حافظ أهل عجلون تاريخياً على الغابات, وهم يستحقون المكافأة على ذلك وليس الابتزاز.
ahmadabukhalil@hotmail.com
العرب اليوم