09-05-2011 12:26 PM
كل الاردن -
أكد دبلوماسي غربي صحة المعلومات حول قيام طهران بمساعدة السلطات السورية في قمع المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، في وقت 'تتباكى' على المحتجين الشيعة في البحرين.
ووسّع دبلوماسي غربي بارز في دمشق تأكيدات المسؤولين الأميركيين، بأن إيران تقدم المشورة لحكومة الرئيس بشار الأسد حول كيفية سحق المعارضة.
وذكرت صحيفة 'الغارديان' في تقرير كتبه سيمون تيسدال وفريق مراسليها في دمشق 'أن الدبلوماسي الغربي الذي لم تكشف عن هويته أشار إلى زيادة كبيرة منذ بداية الاحتجاجات في منتصف آذار/ مارس الماضي في عدد الموظفين الإيرانيين في سوريا، حيث تكثفت الأسبوع الماضي الاعتقالات الجماعية في مداهمات على المنازل مماثلة لتلك التي ساعدت على سحق إيران للثورة الخضراء عام 2009.
وكان محللون متخصصون في الشأنين السوري والايراني قد أجمعوا على تصاعد القلق الايراني مع تفاقم الاحتجاجات في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد، بصفته 'الحليف الأهم' في المنطقة.
ونقلت صحيفة 'ذي ناشونال' التي تصدر في أبوظبي باللغة الانكليزية عن المحللين قولهم 'ان العصب الايراني بدأ يرتعد من خسارة الحليف السوري'.
ويرى المحللون ان 'تقزم' الدور الايراني في المنطقة سيصبح ملموساً عندما تغرق سوريا بالفوضى أو يتم استبدال رئيسها بآخر يقترب من عمقه العربي على حساب التوسع الايراني.
وكشف المحللون التناقض الايراني وازدواجية التعامل عندما اندفعت باقصى ما يمكن لدعم الاحتجاجات في البحرين، فيما صمتت أمام تصاعدها في سوريا.
وقال الدبلوماسي الغربي لصحيفة الغارديان 'إن طهران رفعت مستوى الدعم التقني ودعم العناصر من قبل الحرس الثوري الإيراني لتعزيز قدرة سوريا على التعامل مع المتظاهرين، جراء قلق النظام الإيراني من فقدان حليفه الأكثر أهمية في العالم العربي وقناته الهامة لتمرير الأسلحة إلى حزب الله في لبنان'.
ونقلت الصحيفة 'مزاعم' دبلوماسيين ونشطاء عن الدعم الإيراني للنظام السوري يتضمن المساعدة في مراقبة الاتصالات عبر الانترنت مثل سكاي بي المستخدم على نطاق واسع من قبل شبكة الناشطين، وطرق السيطرة على الحشود، وتوفير المعدات مثل الهراوات وخوذات شرطة مكافحة الشغب.
ونفت سوريا أن تكون سعت أو أنها تتلقى المساعدة من إيران لإخماد الاحتجاجات، فيما شددت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان على الدور الرئيسي الذي تلعبه سوريا في معارضة إسرائيل والولايات المتحدة، وحثت القوى المعارضة في البلاد على القبول بحل وسط بشأن الإصلاح السياسي.
ورغم قلقهم مما يجري في سوريا، إلا أن الإيرانيين يراهنون على أن استثمارهم في الحركات الإسلامية العربية، وخصوصا حركة الأخوان المسلمين بكل فروعها، يمكن أن يملأ أي فراغ تخلفه سوريا.
ويعتقدون أن تقاربهم المتسارع مع مصر من خلال الأخوان وحزب العمل الإسلامي وغيرهما من الحركات الأصغر والكتاب المتعاونين مع الخط الإيراني في الصحافة المصرية سيمهد لهم رقعة أوسع من النفوذ.
واعتبر الموقع الإلكتروني الخاص بمركز 'ستراتفور للاستخبارات العالمية' أن الاضطرابات الحاصلة في البحرين هي مركز صراع أشمل له أهمية استراتيجية أكبر من الأحداث في ليبيا أو أي مكان آخر في شمال إفريقي. وكتب المدير التنفيذي في مركز 'ستراتفور'، جورج فريدمان، أن البحرين هي النقطة المحورية في الصراع القائم بين المملكة العربية السعودية وإيران للسيطرة على الساحل الغربي من الخليج العربي، مضيفاً أن هدف طهران يقضي بالتحول إلى القوة المهيمنة في الخليج.
ووصف الدكتور تريتا بارسي الاحتجاجات في سوريا بالضربة القاسية للمصالح الايرانية الاستراتيجية.
ووصف باريسي الخبير الاميركي بالعلاقات الإيرانية الأميركية، ومؤلف كتاب 'الحلف الغادر، التعاملات السرية بين إيران واسرائيل والولايات المتحدة' الامر برقعة الشطرنج.
وقال 'اذا نظرتم الى رقعة الشطرنج كاملة فأن العديد من التطورات في المنطقة تمثل صورة ايجابية لصالح ايران، لكن اذا وقع (الاسد) من على الرقعة فإن الصورة تتغير بشكل كبير بالنسبة لطهران'.
ويعبر مسؤولون ايرانيون عن ثقتهم بالوقت الحاضر بقدرة السلطات السورية على سحق الاحتجاجات في البلاد.
وقالت فريده فرحي المتخصصة بالشؤون الايرانية في جامعة هاواي 'الايرانيون لا يكشفون عن قلقهم بوضوح حول الاوضاع في سوريا'.
واضافت فرحي 'الا ان ايران وعلى غرار الاميركيين والاسرائيليين، معنية بعدم الاستقرار في سوريا، وتتوقع حكومة نجاد أن نظام الرئيس الأسد سوف يحذو حذوها في سحق المعارضة'.
وأكدت بقولها ان ايران لن تفرط بعلاقتها مع سوريا حتى لو سقط نظام الرئيس بشار الاسد، لانها ستفعل اي شي للبقاء في تحالفها مع سوريا وحزب الله في لبنان.
وقال مائير جافيدانفار المحلل الاسرائيلي الايراني المولد 'ان ايران كشفت عن ازدواجيتها الصارخة عندما ركزت على الاحتجاجات في البلدان العربية وخصوصاً البحرين وصمتت أمام الاحتجاجات السورية'.
وأضاف جافيدانفار ان طهران تقاسمت مع دمشق دروس قمع الاحتجاجات على نظام بجاد بعد انتخابات 2009 المثيرة للجدل.
وكانت سوريا بوابة لايران لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط ونقطة اتصال حيوية لحزب الله اللبناني المدعوم من قبلها، والذي يعطي طهران وجود وكيل لها على الحدود الشمالية لاسرائيل.
سوريا وايران تدعمان أيضا حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة. وتدفع طهران المليارات من الدولارات لها عبر استثمارات في سوريا.
وقال محلل عربي يقيم في لندن 'تقوم معادلة 'الممانعة' الإيرانية على الوصفة التالية: كم كلمة عن الاستعمار وعن إسرائيل وصرخة أو اثنتان عن حقوق الشعب الفلسطيني والممانعة ثم أقتل ما تشاء من شعبك'.
وأضاف 'إذا أرادت الهجوم على نظام يتعرض إلى ضغوط شعبية فأن المعادلة تنقلب: كم كلمة عن سيطرة الاستعمار على مقدرات البلد وعن التغلغل الاسرائيلي في مفاصل الحكومة وصرخة او صرختان عن انتهاك حقوق الفلسطينيين ثم اطلق على الاحتجاج صفة ثورة التحرير من الاستكبار العالمي'.
وقال سكوت لوكاس الخبير في الشؤون الايرانية والسياسة الخارجية الأميركية في جامعة برمنغهام في انكلترا 'ان الولايات المتحدة (قلقة للغاية) أيضا عند الاطاحة بالرئيس الأسد لأنه ليس لديهم أدنى فكرة عما سيحدث من بعده'.
لكنه أكد على ان الاطاحة به (الأسد) سيكون ضربة لإيران.
وانطلق لوكاس في تحليله من سعي الولايات المتحدة للتوصل إلى تسوية واقعية في الشرق الأوسط بوجود أنظمة مستقرة، معتبرا ان نظام الرئيس بشار الأسد من بين هذه الانظمة.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية قد اتهمت ايران بمساعدة نظام الرئيس السوري بشار الاسد في قمع التظاهرات المناوئة له التي تشهدها مناطق سورية عدة.
وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر ردا على سؤال عما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال حول هذا الموضوع 'نعتقد ان هناك معلومات ذات مصداقية حول تقديم ايران مساعدة لسوريا في قمع التظاهرات' و'هذا امر مقلق فعلا'.
واضاف 'اذا كانت سوريا تطلب من ايران المساعدة فلا يمكنها الحديث جديا عن اصلاحات'.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال افادت نقلا عن مسؤولين اميركيين ان ايران بدأت بتسليم سوريا معدات لمكافحة الشغب وان شحنات ايرانية اخرى مماثلة في طريقها الى سوريا.
ونفى وزير المالية الايراني سيد شمس الدين حسيني هذه الاتهامات، لدى مشاركته في الاجتماعات الربيعية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن.
وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول الاتهامات بضلوع ايران في اعمال القمع في سوريا وفي تحريك تظاهرات المعارضة الشيعية في البحرين، اكد حسيني ان طهران 'غير قلقة اطلاقا'.
وقال 'اننا لا نتدخل في اي من هذين البلدين' مشبها الانتفاضات التي يشهدها العالم العربي بالثورة الاسلامية في ايران قبل ثلاثين عاما.
ودان البيت الابيض القمع 'المشين' للتظاهرات في سوريا وجدد دعوته للرئيس بشار الاسد الى احترام 'حقوق السوريين'.
وتجري الاضطرابات في سوريا بعدما قررت الولايات المتحدة بعد سنوات من الخلاف مع دمشق تعيين سفير مجددا في هذا البلد، مراهنة على الحوار مع نظام يثير مخاوف واشنطن بسبب ارتباطه بايران.
(ميدل ايست)