12-05-2011 06:53 AM
كل الاردن -
فهد الخيطان
الكركي زار دمشق سرا والتقى الاسد في مسعى لدعم استعادة الاستقرار .
يعرف الاردن حدود دوره الاقليمي, لكن صانع القرار يدرك ايضا أن التحديات التي تفرزها الاوضاع السائدة في العالم العربي يمكن "ترجمتها" وتوظيفها لممارسة دور جديد.
"لا نريد ان نأخذ دور مصر" لكن الشقيقة الكبرى تمر في مرحلة انتقالية, والدول الاخرى الفاعلة تعيش حالة اضطراب تحد من قدرتها على المناورة والتحرك. ولهذه الاعتبارات فان الدور الاردني سيتعاظم في المرحلة المقبلة.
انشغل الملك عبدالله الثاني طوال الثلاثة اشهر الماضية باعادة ترتيب البيت الداخلي, تعامل بمرونة عالية مع مطالب الاصلاح, وعَبَرَ حالة الاشتباك السياسي والميداني مع الشارع بأقل خسائر ممكنة مقارنة مع دول عربية اخرى تُسفَك فيها دماء الناس بالشوارع.
ورغم قلقه الشديد من الوضع الاقتصادي الا انه مطمئن للغاية على حالة الاستقرار الداخلي بعد التوافق على حزمة الاصلاحات السياسية والدستورية.
يشعر الملك اليوم ان عليه ان يخصص جزءا من وقته وجهده للتطورات الاقليمية من حولنا, واستقراء المواقف الدولية حيال ملفات المنطقة. القضية الفلسطينية, سورية والاوضاع في ليبيا واليمن" اضافة للعلاقات مع دول الخليج وسبل تعزيزها خاصة بعد قرار مجلس التعاون الخليجي الموافقة على انضمام الاردن.
خلال ايام سيكون الملك في واشنطن للقاء الرئيس الامريكي باراك أوباما واركان الادارة والكونغرس في زيارة هي الاولى منذ اندلاع اول ثورة شعبية في العالم العربي. وعلى اجندة الزيارة ثلاثة موضوعات رئيسية:- الموقف الامريكي من مستقبل عملية السلام بعد المصالحة الفلسطينية, ويسعى جلالته للتعرف على افكار أوباما بخصوص الخطة التي ينوي اعلانها لتنشيط عملية المفاوضات بالتزامن مع زيارة نتنياهو الى امريكا. الموضوع الثاني يتعلق بالمساعدات الامريكية للاردن والفرص المتاحة لزيادتها في ضوء العجز المتنامي في الموازنة الاردنية.
اما ثالث القضايا فهو الموقف من الاحداث في سورية ومحاولة فهم موقف الادارة الامريكية من التطورات الجارية فيها.
الاوضاع في سورية تحظى باهتمام كبير من جانب الملك ويتولى متابعتها شخصيا عبر اتصالات مباشرة مع الرئيس الاسد ولا يتردد الاردن عن تقديم المشورة والنصح لمساعدة سورية لتتجاوز أزمتها واستعادة الاستقرار الداخلي.
وتؤكد المصادر المطلعة ان خطوط الاتصال مفتوحة بين عمان ودمشق, فقبل ايام وبينما كانت الاوساط الاعلامية والسياسية تتساءل عن سبب غياب رئيس الديوان الملكي د. خالد الكركي عن المناسبات الملكية اتضح انه كان في زيارة سرية الى دمشق التقى خلالها الاسد ومسؤولين كبارا في النظام بناء على رغبة سورية للتعرف على التجربة الاردنية في مجال الاصلاح وامكانية الاستفادة منها.
بالعودة الى زيارة امريكا سيسعى الملك خلال لقائه قيادات الكونغرس الى تفنيد الآراء المعارضة لاتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس واقناعهم بأن المصالحة الفلسطينية لا تتعارض مع عملية السلام المنشودة.
ولن تغيب التطورات الجارية في ليبيا عن اجندة الزيارة. والجدير ذكره هنا ان الاردن من اكثر الدول العربية تفاعلا مع التطورات هناك. لا بل ان هذا الملف كان مدخلا رئيسيا لاعادة بناء العلاقات الاردنية القطرية وفتح "صفحة جديدة" مع الدوحة وتجاوز حالة "سوء الفهم" التي هيمنت على العلاقة بين البلدين.
التعاون الاردني القطري لمساعدة الاشقاء الليبيين يجري على قدم وساق يعدُّ امتحاناً لنوايا الطرفين في التأسيس لعلاقة جديدة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر.
زيارة الملك لامريكا ستوفر فرصة لاستطلاع التوجهات الجديدة للسياسة الامريكية تجاه المنطقة والتغييرات الكبيرة التي تشهدها, وفي وجهها الآخر هي اعتراف امريكي بان الاردن تجاوز حالة عدم الاستقرار.
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم