أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 24 كانون الأول/ديسمبر 2024
الثلاثاء , 24 كانون الأول/ديسمبر 2024


نحن والخليج: أسئلة المستقبل!

12-05-2011 06:57 AM
كل الاردن -

محمد ابو رمان

لا جدال حقيقيا بأنّ ترحيب مجلس التعاون الخليجي بانضمام الأردن إليه يمثل اختراقاً استراتيجياً للدبلوماسية الأردنية، ويدفع بنسبة كبيرة من الرأي العام المحلي إلى رفع "سقف التوقعات" من هذه الخطوة، وتحديداً في مجال حل المعضلات الاقتصادية الوطنية، وفي مقدمتها توفير فرص عمل لفئات متنوعة في الجوار الخليجي والدعم المتوقع لمواجهة الأزمة المالية.
إلاّ أنّ المسألة لم تحسم تماماً بعد. فالترحيب هو بادرة "حسن نية"، لكن لا توجد إلى الآن تصورات على الطاولة حول "صيغة" هذا الانضمام، فالإعلان الأولي خلق تساؤلات حول المدى الزمني، وفيما إذا كانت عضوية مساوية وموازية تماماً لباقي دول مجلس التعاون، بما فيها حرية الانتقال والعمل وباقي الامتيازات الكبيرة للمواطنين، أم أنّنا سندخل في عملية من مراحل متعددة وسنوات طويلة.
مهما كانت "الصيغة" المطروحة، فإنّنا أمام "منافع اقتصادية" متوقعة، ستساهم غالباً في دعم الاقتصاد الوطني. لكن هنالك في المقابل على الكفّة الأخرى من المعادلة، هواجس سياسية واجتماعية-ثقافية، تترتب على انخراط الأردن بصورة أكبر في المنظومة الخليجية.
سياسياً، هنالك خشية أن يؤثّر هذا الانضمام على مشروع الإصلاح السياسي في البلاد، من زوايا مختلفة، يتعلق أولها بمخرجات العملية الديمقراطية ومن زاوية ثانية، فإنّ أحد الشروط الرئيسة التي خلقت مناخ الترحيب الخليجي بالأردن يكمن في البيئة الأمنية الإقليمية الجديدة في المنطقة، مع الثورات الديمقراطية العربية، وهو ما يدفع إلى "القلق" من عودة القوة للمتغير الأمني في السياسة الخارجية، ومنحه ذرائع جديدة (أو إعادة إنتاج مبرراته) في اللعبة الداخلية.
ومن زاوية ثالثة، وبرغم أنّ الدبلوماسية الأردنية استطاعت أن تكرّس لأول مرة معادلة جديدة مع دول الخليج تقوم على تبادل الأمن والمصالح، وهو تطوّر جيد يضع الدور الإقليمي الأردني في موقع القوة وليس الضعف، إلاّ أنّ "الدور الأمني" لن يكون بالضرورة محل توافق سياسي داخلي ولا رضى شعبي، وهو ما يخلق قلقاً من اصطدامه بالرأي العام لاحقاً في حالات متعددة.
اجتماعياً وثقافياً، فإنّ هنالك اشتباكاً أكبر سيكون بين "الثقافة الشامية" لشريحة واسعة من سكان المملكة مع الثقافة الخليجية، وهو ما يطرح تساؤلات فيما إذا كان الأردن قادراً على تسويق وتقوية نموذجه الثقافي-الاجتماعي، أم أنّه سيرتبك ثقافياً واجتماعياً أمام النموذج الخليجي.
في الإطار نفسه، فإنّ الدخول إلى المنظومة الخليجية سيؤدي إلى تقارب أكبر بين المجتمع الأردني والمجتمعات الشقيقة التي تمتلك إمكانات مالية أكبر، تنعكس على الأنماط الاستهلاكية، والفجوة المتسعة التي تعاني منها البلاد، أصلاً، بين الطبقتين الغنية والفقيرة.
هذه التحرّزات والتساؤلات لا تقلل أو تحدّ من أهمية الخطوة الجديدة، ومدى المنافع التي يمكن أن تترتب للأردن عليها، لكن المطلوب في الوقت نفسه أن تكون لدينا رؤية وطنية- حضارية/ ثقافية لما يمكن أن ينتج عن هذا التزاوج مع الخليج من إيجابيات وتحديات وأسئلة متعددة الأبعاد!

الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-05-2011 08:02 AM

قراءات في انضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي:
1- الأردن ارض المحشر والمنشر وارض الرباط ... ولها أطول حدود مشتركة مع إسرائيل ... ومن ناحية عقائدية ستصبح دول مجلس التعاون الخليجي كلها ارض رباط وحشد ...
2- إن الإستراتيجية الخليجية الجديدة في التعامل مع الأحداث العالمية المستجدة وما يحدث من تغيرات تعصف في المنطقة دفعت القادة الخليجين إلى أسلوب جديد وحديث في التعامل مع الأحداث وهو أسلوب (أفضل الدفاع الهجوم ) ... واعتقد كذلك أن الأيام ستثبت نجاعة هذه السياسة...
3- يتطلب إنشاء أي مشروع أو شراكة عوامل عدة أهمها رأس المال وبيئة استثمارية مناسبة وقوى بشرية مؤهلة ... وسيكون انضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي أن شاء الله الرديف والمعين إلى هذا المجلس وسيزيده نجاحا ...
4- الوطن العربي جميعا وليس فقط دول الخليج بحاجة إلى اتحاد أو تعاون وتوحيد للصفوف في ظل هذه التكتلات الدولية المتلاحقة ... وما نجاح الاتحاد الأوروبي إلا دليل على نجاعة مثل هذه التكتلات ...

2) تعليق بواسطة :
12-05-2011 09:08 AM

هل هو دور الديبلوماسية الاردنية استاذ محمد؟!!!!!!!!! ام الواقع الجديد الذي جعل حكومات الخليج مرتعبة من المستقبل انت تعلم ان دول الخليج كانت ترفض حتى مشاركة منتخبنا الوطني بدورات الخليج وتعلم ان هناك ديبلوماسين اردنين اكفاء كانوا في الخدمة وفشلوا في الوصول الى هذا التقارب...مقالك استاذ محمد اغفل الارادة الغربية في هذا التوجه الجديد لدول الخليج وغاب عنه ايضا ترتيبات الحل النهائي للقضية الفلسطينية على الطريقة الغربية والتي تقف عقبة اللاجئين كاكبر عقبة في طريق الحل....واتمنى على ابناء وطني ان لا يبالغوا في الاماني والاحلام الوردية فطالما تعلقنا باوهام من سلطة وادي الاردن الى وادي عرباواتفاقيتها الى المناطق الصناعية المؤهلة الى رمال العقبة التي ارادوا ان ينثروها ذهبا فباعوا رمالها وزاد الفقراء فقرا .....
تقبل تحياتي

3) تعليق بواسطة :
12-05-2011 10:09 AM

خطرت على بالي فكرة وأنا أقرأ سطور هذا المقال وخصوصاً الدور الأمني الأردني، فهل يمكنني الربط بين الدعوة لحصر أعداد الذكور المؤهلين لخدمة العلم وإنضمام الأردن للمنظومة الخليجية؟
الرجاء المشاركة

وسلامتكم

4) تعليق بواسطة :
12-05-2011 11:20 AM

نرحب بانظمام اخوتنا بالاردن لدول مجلس التعاون الخليجي والمملكه العربية السعودية هي اكبر داعم للاردن من قديم الزمان وعلى الر غم من مرور الاف السيارات والشاحنات الى الاردن الا ان الاردن لم يقم باصلاح الطريق البري بين البلدين وهو من العمري الى الزرقاء نحن نعتبر الطريق هذا من اهم طلباتنا حيث اننا نرغب بتحسينه وازدواجيته وشكرا لكاتب المقال وهذا المثل اهداءمني اليه ( كلٌ على همه سرى وانا على همي سريت )

5) تعليق بواسطة :
12-05-2011 11:09 PM

أذا كانت الدبلوماسيه الأردنيه قد حققت اختراقاَ , فماذا نقول عن الدبلوماسيه المغربيه التي فوجئت بطلب دول مجلس التعاون .ومن الواضح انها لن توافق على هذا "الأختراق " الذي حققته ايضاَ بدون طلب او معرفه .
يا سيدي , رياح التغيير وصلت الخليج , ويجب ايقافها

6) تعليق بواسطة :
13-05-2011 05:38 AM

فعلاً نحن نرحب بانضمامنا لدول الخليج ونرحب بكل تفاهم عربي ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سنتمتع بحقوق المواطن الخليجي أي هل سيحق لنا الذهاب الى أى دولة خليجية بدون تأشيرة ويحق لنا الإقامة بدون كفيل؟؟؟؟؟؟؟

7) تعليق بواسطة :
13-05-2011 02:16 PM

الأخ أبو ينال غزلان في التعليق رقم 6 عبر عما يدور في خلد الانسان البسيط، هل سنستطيع الذهاب دون فيزا و العمل دون كفيل، الخ من الأسئلة البديهية. أنا أقول للأخ أبو ينال و غيره من الاخوان، هل تعرفون الاتحاد الاوروبي؟ و هل سمعتم بانضمام بلغاريا و رومانيا اليه؟ الاتحاد الاوروبي لا يحتاج الى هاتين الدولتين و غيرهم من الدول في شرق اوروبا و لكن يستطيع الاستفادة من العمالة الرخيصة فيهما، و ركز على "فيهما"، مع العلم أن مواطني هاتين الدولتين لا يستطيعون العمل في دول غرب اوروبا دون اوراق عمل و تصاريح خاصة، زيهم زي العربي و الافريقي و غيره، بمعنى آخر، مصانع الدول الغربية فتحت لها مصانع هناك و شغلت الرومان و البلغار، كعمالة رخيصة. المشكلة في هذا النمط من الضم، في حالة الأردن مثلاً أن العمالة الأردنية متعلمة، و تحمل شهادات عليا، و هؤلاء لا يعملون في الخليج نفسه في المهن البسيطة ناهيك عن دولتهم. الخلاصة ان لا نبالغ في التفاؤل ولا نشطح بالأفكار لبعيد.

8) تعليق بواسطة :
13-05-2011 08:22 PM

تحياتي للجميع
في هذة المرحلة بالذات أنا اشك بنوايا هاذا الطرح اصلاح الاردن داخليا ابدى من أي مشروع لكن على ما يبدو ان الاصلاح في الاردن ما الة اول ولا اخر ومافية أي نتيجة احتما ان يكون هاذا الانضمام على حساب القضية الفلسطينية أو القضية الاصلاحية أ, القضية الفسادية أو القصية الثورجية ..............هنا تكمن المشكلة ودمتم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012