15-05-2011 08:21 AM
كل الاردن -
فهد الخيطان
انجاز حزمة الاصلاحات السياسية والدستورية لا يعني شيئا اذا لم يترافق مع خطوات فعلية
يعتقد مسؤولون وبرلمانيون بارزون ان التوافق على حزمة الاصلاحات السياسية والدستورية خلال شهرين لا يبرر حل البرلمان واجراء انتخابات نيابية مبكرة.
ويغلّف هؤلاء موقفهم باعتبارات دستورية ترى في حل البرلمان مرتين خلال اقل من عامين امرا مناقضا لروح الدستور.
من الناحية الشكلية يبدو رأيا منطقيا ووجيها, لكن عند التدقيق في المبررات يتبين ان دوافع سياسية ومصالح شخصية تقف خلفها.
يمكن للدولة ان تتجاوز الطعون الشعبية بشرعية مجلس النواب ومطالب قوى معارضة بحله فقد حُل مجلس النواب السابق لهذه الأسباب ولا يمكن ان تكون سببا للحل مرة ثانية وبهذه السرعة. ومجلس النواب قادر اذا شاء ان يرمم شعبيته ويستمر للسنوات الثلاث المقبلة اذا كانت المشكلة هي شعبية المجلس.
الحل والانتخابات المبكرة هما ممر اجباري لاعتبارات اخرى تتعلق بالمناخ السائد في العالم العربي وبمصداقية الدولة امام شعبها.
وبالنسبة للرأي العام الاردني لا يكفي القول اننا اعددنا قانونا عصريا للانتخاب ودستورا متطورا يحاكي متطلبات الحكم العصري, فالرأي العام لن يقتنع الا اذا وجد خطوات فعلية وشارك فيها. وبخلاف ذلك سيظن ان مخرجات »الحوار الوطني« و»مراجعة الدستور« ستلقى مصير لجان اصلاح سابقة ظلت مركونة على الأرفف الى يومنا هذا.
الاكتفاء بالاصلاحات على الورق يعني اننا نتوقف في منتصف الطريق. كان ممكنا في السابق ان نناور ونراوغ في مسألة الاصلاحات, لأن الظروف الاقليمية المحيطة لم تترك هامشا لمثل هذه المناورات.
وستلاحظون انه بمجرد الانتهاء من قانوني الانتخاب والاحزاب وتعديلات الدستور - بصرف النظر عن مدى التوافق حولهما - ستبدأ الاصوات ترتفع بالشارع مطالبة بسرعة التنفيذ, وازاء هذه الحال لا تستطيع الدولة ان تماطل كثيرا والا ستدخل من جديد في مواجهة مع الشارع.
وما دام المشهد العربي من حولنا يتحرك ويموج بالانتفاضات والثورات لا يمكن للدولة ان تتوقف عن الحركة لأنها إن توقفت تَحرّك الناس على الفور.
ينبغي تجنب الوصول الى هذه اللحظة, والسير بسرعة في عملية التغيير حتى النهاية.
ان البيئة السياسية في البلاد ناضجة تماما ويجب التقاط اللحظة التاريخية لانجاز الخطوة الاولى في عملية الاصلاح السياسي وتوظيف حالة النهوض الوطني في الشارع لفرز مجلس نواب اكثر تمثيلا للشعب وافساح المجال امام ولادة قوى حزبية جديدة.
الاردنيون يريدون التغيير الآن لا الانتظار ثلاث سنوات.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم