18-05-2011 08:15 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
من المفترض بحكم نتائج المصالحة الفلسطينية أن لا يبقى إسماعيل هنية في منصبه كرئيس للوزراء وأن لا يبقى زملاؤه كذلك, وهذا يعني أننا سنودع رجال حكم من طراز خاص أطاحوا بصورة رجل الحكم التقليدية.
حتى لو وافقنا على تسميته "رئيس الحكومة المقالة", فإننا جميعاً نعرف أن هذه الحكومة اتخذت وهي مُقالة (وربما لأنها مقالة) قرارات ذات مستوى مصيري في تاريخ الشعب الفلسطيني, لقد اتخذت قرار الصمود والمواجهة ليس فقط مع العدو, بل مع كل ما أحاط بها جغرافياً وسياسياً, لنتذكر المواقف العربية والعالمية ومواقف الطرف الفلسطيني الرسمي خلال الحصار وخلال الحرب وبعد الحرب.
في كل تلك المراحل, وبعد اتخاذه لأي من القرارات الصعبة كان اسماعيل هنية مواظباً على صورته كمواطن فلسطيني لم يُغرِه اللقب ولا الهيئة ولا سطوع الاسم, لقد رأيناه في أول عهده في الحكومة عندما منعته سلطات العدو من العودة جالساً على رصيف الشارع منتظراً السماح بالدخول بذات الهيئة التي يتخذها المواطنون, ثم رأيناه مرات عديدة بعد النصر الكبير متعبداً في المسجد وجالساً في بيوت فقراء غزة تكاد لا تفرقه عنهم, ولم يكن بحاجة إلى أن يمثل دور المسؤول القريب من الشعب, لقد كان كذلك بلا عناء.
عندما تولى رجال حماس مناصبهم ضحك زملاؤهم من خبراء السلطة قائلين إنهم "جْداد على الصنعة", ولكننا سرعان ما رأيناهم يقودون مجتمعهم الصغير ويطورون تجربتهم في ظروف ولا أصعب, ويخوضون تجربة فريدة في تحفيز الطاقات الشعبية الكامنة في البناء والعلم والتعلم, بل قدموا من بين صفوفهم أول وزير شهيد هو سعيد صيام رحمه الله.
اليوم ومع أن مشهد المصالحة ومجرياتها لغاية الآن لا تليق بصمود غزة وتماسك فقراء غزة وبفرادة تجربتها, وقد تكون حماس الرسمية ضحت, أو قد تضحي, بجوهر هذه التجربة الفريدة في مجمل تاريخ الصراع مع العدو, وقد يكون كل ذلك جرى وسط ضغوط أو بتغيير مواقف وغير ذلك مما خبره الشعب الفلسطيني في تاريخ... ولكن وبعيداً عن تعقيدات الموقف بمستواه السياسي المعقد, دعونا نحيي اسماعيل هنية وإخوانه.
ahmadabukhalil@hotmail.com