أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 25 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 25 كانون الأول/ديسمبر 2024


هل يعتذرون؟ ... وهل نصفح عنهم أيضا؟

18-05-2011 08:25 AM
كل الاردن -


 حسين الرواشدة

 
ما الذي يمنع الذين «أخطأوا» بحق شعوبهم أو سرقوا «أموالهم» وأعمارهم أن يعترفوا بفعلتهم وان يعتذروا عنها ايضا؟

هذا ما يفكر به الآن الرئيس المصري «المخلوع» حسني مبارك، فقد ذكرت الأخبار أنه يعدّ خطابا ليتوجه به الى الشعب المصري ويقدم اعتذارا باسمه وباسم اسرته عما يكون قد بدر منه من اساءة لأبناء الوطن بسبب سوء تصرف ناجم عن نصيحة بعض المستشارين او معلومات خاطئة بنى عليها ما صدر عنه من قرارات.

بعض المصادر اشارت –ايضا- الى «تسوية» يجري اعدادها يتنازل بموجبها مبارك واسرته عن «الأموال» والممتلكات التي سجلت بأسمائهم لخزينة الدولة على ان يكتفوا بـ «المعاش» الذي ستحدده لهم الدولة، مقابل اصدار عفو خاص عنهم، والحفاظ على ما تبقى لهم من ذكرى لدى الشعب المصري.

لا أدري –بالطبع- اذا ما كان الشعب المصري سيقبل اعتذار رئيسه او سيعفو عنه بعد ان اصبح وراء قضبان السجن لكنني اعتقد بأن «الثورة» النظيفة التي شهدناها في مصر العزيزة بعفويتها وسلميتها ومدنيتها لا يمكن ان تحمل «نفسا» انتقاميا ولا عقلية من يريد العقاب من اجل العقاب، صحيح ان ما فعله النظام على مدى ثلاثين عاما كان «جريمة» بامتياز، وصحيح ايضا ان «الاعتذار» الذي يفكر به الرئيس جاء متأخرا وتحت «ضغط» المحاكمة التي قد تصل احكامها الى «الإعدام» لكن الصحيح –ايضا- ان قيمة «العفو» عند المقدرة ستسجل لصالح الثورة ولصالح الشعب المصري، وسيسجل لأول مرة في التاريخ العربي ان شعبا استطاع ان «يخلع» رئيسه سلميا وان يحاكمه لكنه قرر بعد ذلك ان «يعفو» عنه وأن يتركه «لعذاب» ضميره الذي ربما استيقظ بعد كل ما رأى من احداث واهوال.

لا شك بأن كثير من القراء سيختلف معي في الرأي، وانا –بالطبع- احترم ذلك واقدّره لكنني اتمنى ان نتعلم من هذا «الدرس» وان نستبقه ايضا ذلك انه بوسع اخواننا الذين اخطأوا بحقنا فتجاوزوا صلاحيات المسؤولية او «تورطوا» بقضايا فساد او تسببوا بأية اساءة لمجتمعنا ان يبدأوا على الفور بالاعتراف بأخطائهم وان يعتذروا عنها للشعب الاردني وان يردوا ما «نهبوه» من اموال او ممتلكات لخزينة الدولة وان يشهروا «توبتهم» ويتعهدوا امام الرأي العام بعدم تكرارها.. هل سيفعلون ذلك؟ لا ادري.

لكنني اعتقد انه ليس مطلبا خياليا ولا مستحيلا ولا مستنكرا، بل ان الاعتراف بالخطأ والتكفير عنه فريضة وفضيلة ايضا وهو الآن اجدى وأفضل من ان يضطروا اليه فلا يسمعه او يقبله احد عندئذ، وهو –ان شئت- فرصة ثمينة لهم ولنا لأنهم يستطيعون ان يبرروا خطأهم امام الناس ويقدموا انفسهم للمساءلة الطوعية وبذلك يسهلوا الطريق نحو الإصلاح الحقيقي لنا ايضا لأنهم سيتركون لنا –بالفعل- فرصة كي نتجاوز عن اخطائهم ونصفح عنهم.. هذا بالطبع اذا توافقنا على ذلك وكانوا يستحقونه فعلا.

يبقى ان اسأل القارئ العزيز: هل توافق على «اعتذار» هؤلاء ان فعلوا ذلك؟ وهل يمكن ان تصفح عنهم اذا ما قرروا «التكفير» عن اخطائهم؟ أم ترى ان «الكلمة» الأخيرة يجب ان تترك «للعدالة» كي تحاسبهم على اعمالهم وتقرر مصيرهم وتجعل منهم «عبرة» لمن سيخلفهم؟

لدي اجابة على «حالات معينة» ومحددة افضل ان نتعامل معها بمنطق «العفو» والصفح بخاصة تلك التي لم تتورط بـ»دم» الناس واعراضهم ولم ترتكب جرائم كبرى تستحق القصاص العادل، لكن اجابة القارئ حول ما يتعلق «بملف» الفساد والمتورطين فيه ببلدنا اذا ما قرروا الاعتراف والاعتذار والتكفير تبقى الأهم لأنه في النهاية هو من يقرر مصير هؤلاء ومن يحكم عليهم ايضا.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-05-2011 10:02 AM

الفاضل والمحترم الاستاذ حسين.
بداية نؤكد على ضرورة تبديل كلمة "تنازل" بكلمة "اعادة" ذلك ان مبارك لا يتنازل عن ورثة ابيه للمصريين، بل هو يعيد بعض ما اغتصبه منهم.
اولا: ان القصاص هو قاعدة اساسية في الشريعة الاسلامية، ليس من حق احد ان يتلاعب بها والايات والاحاديث الشريفة في هذا المجال اكثر من ان تحصى وانا على يقين بأنك اكثر معرفة مني بها، ورغم ان القانون المدني هو الذي يحكم مصر وليس الشريعه الا ان نصوص عقوبات الجرائم مستقاه في اغلبها من لا تختلف عما جائت به الشريعه من حيث عقوبة المذنب.
ثانيا: هل من الطيبة والسماحة ان تصفح عن مبارك لأنه رئيس سابق وتبقي بالسجن من سرق ليأكل ( ولن نذكر مساجين وشهداء الرأي الاخر) فقط نذكر من سجن ليأكل بعهد هذا الطاغوت.

2) تعليق بواسطة :
18-05-2011 10:03 AM

ثالثا: هل العفو عند المقدرة ينطبق على حالة الطاغوت مبارك ؟؟ اليس هو من هدد الشعب المصري (بعد خلعه) و من خلال شريط صوتي تم بثه عن طريق محطة العربية الفضائية، هدد الشعب بأنه سيحاسب و يقاضي كل من يتهمه بالسرقة مؤكدا بأن لا حسابات بنكية له في الخارج، ليأتي في اليوم التالي سفير سويسرا في مصر و من خلال مؤتمر صحفي ليكشف عن حساباته وا سرته والتي قدرت بحوالي 410 مليون (لا اذكر نوع العملة). هذا غير تلك الحسابات الاخرى التي تقدرها مصادر متعدده بما بين 9 الى 11 مليار دولار.
رابعا: اليس مبارك من امر الجيش المصري بإرتكاب مجزرة بشرية بحق المعتصمين بميدان التحرير، ولتمتع هذا الجيش وقيادته بوطنية عالية ورفض الانصياع لاوامر الطاغية، لشهدنا اكبر مجزرة في العصر الحديث.
خامسا: لقد سمعت بعض النخب المصرية التي تطالب بمحاكمته عن تدمير مصر واعادتها الى العصور الوسطى اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا، بل جعل مصر دوله كدول جموريات الموز، فهم يتسألون كيف سيكون وضع مصر الحالي فيما لو حكُمت من قبل روؤساء وطنييون منذ 30 عام خلت.

3) تعليق بواسطة :
18-05-2011 10:04 AM

سادسا: الثورة المصرية النظيفة التي اشرت اليها في مقالتك يجب ان تبدأ بتنظيف جميع اوساخ العهد السابق من خلال تطبيق القانون والعدالة و ان تؤسس لدولة الجميع تحت القانون كان من كان مخالفه.
سابعا: بكل تأكيد شاهدت و قرأت عن دومينيك شتراوس رئيس صندوق النقد الدولي الذي يحاكم وتم ايقافة على خلفية تحرش جنسي، فما بالك بمن اغتصب 300 مليون عربي، فالجميع العرب دين برقبة مبارك لا يبدأ بأطفال العراق وجنوب لبنان ولا ينتهي بأطفال غزة.
ثامنا: ارجو ان لا تكون مقالتك تمهيدا للشعب الاردني للصفح عن من سرقه، ان تمت اصلا ادانتهم.

4) تعليق بواسطة :
18-05-2011 11:02 AM

كل التقدير لشيخنا حسين الرواشدة وبعد--الذاكرة لعنة الإنسان المشتهاة ولعبته الخطرة، إذ بمقدار ما تتيح له سفرا نحو الحرية فإنها تصبح سجنه، وفي هذا السفر الدائم يعيد تشكيل العالم والرغبات والأوهام.

5) تعليق بواسطة :
18-05-2011 01:13 PM

لا اعتقد أن الشعب المصري سيعفو عن مبارك . ليس بسسب ما ارتكب من اخطاء فقط . ولكن لحكمه عظيمه فالشعب المصري يريد ان ينهي تماماَ من مستقبله مرحله الحكام الدكتاتوريين الذين استأثروا بالسلطه ,ويريد ان يؤسس لتداول السلطه من خلال اعطاء درس لكل من زور ارادة الشعب , فهم يعلمون ام حوكم مبارك فلن يقوم اي رئيس آخر بتجاوز مدته الرئاسيه .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012