استنكرت سوريا العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على الرئيس السوري بشار الأسد، وعدد من كبار المسؤولين، مشيرةً إلى أن هذه العقوبات لم ولن تؤثر في قرار سوريا المستقل، وفي صمودها أمام المحاولات الأميركية المتكررة للهيمنة على قرارها الوطني، وإنجاز الإصلاح الشامل.
ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصدر رسمي قوله «إن الجمهورية العربية السورية تستنكر الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة حيال السيد الرئيس بشار الأسد، وعدد من المسؤولين السوريين، بذريعة الأحداث الجارية في سوريا»، مؤكّداً أن «هذه الإجراءات هي واحدة من سلسلة عقوبات فرضتها الإدارات الأميركية المتعاقبة بحق الشعب السوري في إطار مخططاتها الإقليمية، وفي مقدمتها خدمة المصالح الإسرائيلية، وكان من ضمنها ما يسمى «قانون محاسبة سوريا»، وسبقه وضع سوريا على قائمة الدول الراعية للإرهاب بسبب دعمها للمقاومة».
وبعدما شدد على أن «هذه العقوبات لم ولن تؤثر في قرار سوريا المستقل وفي صمودها أمام المحاولات الأميركية المتكررة للهيمنة على قرارها الوطني وإنجاز الإصلاح الشامل»، أوضح المصدر أن «عديداً من الممارسات الأميركية يقدّم إلينا الدليل تلو الآخر على عدم صدقية الدفاع الأميركي عن حقوق الإنسان، وعلى النفاق وازدواج المعايير، إذ ليس من قبيل احترام حقوق الإنسان أن يقتلوا العشرات من المدنيين أطفالاً ونساءً في أفغانستان وباكستان والعراق وليبيا».
وأكد المصدر أن «أي عمل عدواني ضد سوريا هو مساهمة أميركية في العدوان الإسرائيلي عليها وعلى العرب، كما أن الإجراء الأميركي بحق سوريا له تفسير واحد هو التحريض الذي يؤدي إلى استمرار الأزمة فيها، الأمر الذي يخدم مصالح إسرائيل قبل كل شيء».
من جهتها، انتقدت صحيفة الوطن السورية العقوبات، مشيرةً إلى أن الهدف منها هو الضغط عليها لفك ارتباطها بحركات المقاومة كــ «حماس» و«حزب الله».
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يوفران «الوقت لممارسة الضغوط على سوريا بهدف تغيير سياساتها الإقليمية»، واصفةً ما يحدث بأنه «جزء من خطة أميركية تهدف إلى إضعاف سوريا وفك علاقتها بالمقاومة»، ومشيرةً الى «تصريحات المسؤولين الأميركيين، وخاصةً وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وكذلك المتحدثة باسم البنتاغون، حيث أكّدتا أن بإمكان سوريا استعادة استقرارها إذا فكت ارتباطها بحزب الله وحماس وإيران».
ولفتت الصحيفة الى أنّ «الطرفين الأميركي والأوروبي يمارسان ازدواجية وقلباً للمفاهيم عندما يتعلق الأمر بانتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان، متجاهلَين قيامها بإطلاق الرصاص الحي على مواطنين عزّل خلال إحيائهم ذكرى النكبة»، في إشارة إلى فتح القوات الإسرائيلية النار الأحد الماضي على متظاهرين فلسطينيين أتوا من غزة وسوريا ولبنان لإحياء ذكرى النكبة الثالثة والستين، ما أدّى إلى مقتل 14 متظاهراً.
ولفتت الصحيفة إلى أن واشنطن فرضت عقوبات جديدة على سوريا في محاولة منها «للظهور كأنها محرك الإصلاح في سوريا، لمعرفتها بجدية الإصلاحات التي تقوم بها القيادة السورية، ولممارسة دور أشبه بما فعلته مع الثورة المصرية، التي حاولت الركوب على إنجازاتها».
يذكر أن العقوبات استهدفت الرئيس السوري بشار الأسد وستة أشخاص آخرين هم نائب الرئيس فاروق الشرع، ورئيس الحكومة عادل سفر، ووزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار، ووزير الدفاع علي حبيب محمود، ومدير الاستخبارات عبد الفتاح قدسية و«مدير الأمن السياسي» محمد ديب زيتون.
(أ ف ب، سانا)