21-05-2011 08:02 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
تكاد تهمة "الكيل بمكيالين" تصبح التهمة الأكثر تبادلاً هذه الأيام على المستوى العربي والدولي, فهناك اختلاف وتناقض في أسس التقييم والتحليل لظواهر تبدو متشابهة أو متماثلة, فكل شعب من الشعوب التي قامت وتقوم بثورات أو تحركات واحتجاجات وجد من الناس مَنْ يناصره بقوة لكنه لا يناصر الشعب في دولة أو دول أخرى تشهد الأحداث ذاتها, وفي الأثناء يتهم كل فريق الآخرين بأنهم يكيلون بمكيالين, فيما يرد المتهمون مستخدمين ذات التهمة.
أقترح أن نتصالح مع فكرة "الكيل بمكيالين" ككل باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الطبيعة البشرية, إذ يصعب لمن يملك أكثر من مكيال وبأحجام مختلفة أن يستخدم واحداً منها للجميع خصوماً أو أصدقاء.
الاقتراح قد يقلل الناتج الكلي من التهم المتبادلة وهو ما قد يثير احتجاج أنصار نمو الأرقام الكلية, ولهذا أقدم اقتراحاً بديلاً يقوم على الاستعاضة عن فكرة الكيل "بمكيالين" بفكرة الكيل "بمقدارين", لأن ما يحصل أحياناً هو أن الشخص الواحد قد يستخدم المكيال ذاته ولكنه يملأ لجهة أكثر مما يملأ للأخرى. ولكن حتى بالنسبة لمن لا يرضيهم هذا الاقتراح يمكنهم الاستعاضة بفكرة "الكيل من إناءين", لأن ما يحصل أحياناً أخرى هو أن الشخص الواحد يستخدم المكيال ذاته ولكنه يغرف لجهة من إناء يختلف محتواه عن الإناء الذي يغرف منه للجهة الأخرى.0
ahmadabukhalil@hotmail.com