21-05-2011 04:41 PM
كل الاردن -
وصف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المبادرة الخليجية لانهاء الازمة في بلاده اليوم السبت بانها 'مؤامرة بحتة'، الا انه اكد في الوقت ذاته موافقته على 'التعامل معها'.
وقال خلال احتفال عسكري بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين للوحدة اليمنية ان 'المبادرة في حقيقة الامر عملية انقلابية بحتة لكننا سنتعامل معها بشكل ايجابي (...) فهي بدات بدفع خارجي'.
وتاتي تصريحاته عشية التوقيع المرتقب على خطة قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي لانهاء الازمة في اليمن، مع العلم ان مسؤولين في الحزب الحاكم والمعارضة اكدوا ان صالح سيوقع غدا الاحد.
ووضعت دول الخليج، القلقة من استمرار الازمة في اليمن منذ كانون الثاني/يناير، خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس علي عبدالله صالح عن الحكم لصالح نائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين.
وهاجم الرئيس اليمني الغرب منددا بـ'مؤامرة دولية كبيرة في تونس ومصر وسوريا والاردن والبحرين من قوى تصدر مشاكلها الى الاخرين وتدعي الوصاية على شعوب مغلوبة على امرها بسبب اوضاعها السياسية والاقتصادية وتخلفها الثقافي والاجتماعي'.
ويبدو ان صالح يرد بذلك على الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي اعلن الخميس الماضي ان ادارته تقف الى جانب الشعوب والمتظاهرين العرب وداعيا الرئيس اليمني الى احترام تعهداته حول تسليم السلطة.
وتوجه الى قادة دول الخليج قائلا 'طالبتكم بالامس يا اشقاءنا بوضع نظارات بيضاء لتروا الملايين المحتشدة لكنكم لبستم نظارتكم الخاصة لمشاهدة ميدان التغرير بالشعوب' في اشارة الى الساحة التي يطلق عليها انصار المعارضة ميدان التغيير.
واتهم صالح كذلك دول مجلس التعاون الخليجي بتمويل الاعتصامات المستمرة دون انقطاع منذ 21 شباط/فبراير الماضي في صنعاء مطالبة برحيله.
وقال في هذا السياق 'تتدفق الاموال من الخارج وبعضها عبر قنوات رسمية والباقي من جمعيات الاخوان المسلمين في دول الخليج ترسل الى جامعة الايمان' التي يراسها رجل الدين عبد المجيد الزنداني.
وشن هجوما حادا على جماعة الاخوان المسلمين 'الذين خرجت من عباءتهم القاعدة والارهاب'.
وحذر من 'رحيل النظام لان ذلك يعني رحيل الوحدة اليمنية والجمهورية وليسمع القاصي والداني ذلك (...) اذا رحل النظام ستنتعش القاعدة في حضرموت وشبوة وابين والاوضاع ستكون اسوأ يا اصدقاءنا في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي'.
ووصف صالح احزاب اللقاء المشترك المعارض بانها 'احزاب التآمر المشترك' واتهمها بانها 'تريد السلطة على بحر من الدماء'.
و يؤكد مراقبون مقتل 180 شخصا في اليمن منذ نهاية كانون الثاني/يناير في قمع المتظاهرين المطالبين برحيل النظام.
وكان مسؤول في مجلس التعاون الخليجي قال ان الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني سيتوجه مجددا الى صنعاء اليوم السبت عشية التوقيع المنتظر على الخطة الخليجية لانهاء الازمة السياسية في اليمن.
واضاف المصدر رافضا الكشف عن اسمه ان الزياني 'سيتوجه السبت الى صنعاء مجددا لان التوقيع على الخطة التي تلحظها المبادرة الخليجية سيتم غدا الاحد بحضوره'.
وقد اعلن المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام طارق الشامي في وقت سابق اليوم ان 'التوقيع على الخطة سيكون الاحد في صنعاء'، مشيرا الى ان الزياني سيتوجه الى اليمن لهذه الغاية.
وكان الزياني غادر مساء الاربعاء الماضي صنعاء بعد زيارة استمرت خمسة ايام لم تسفر عن اي نتيجة بعد رفض الرئيس علي عبد الله صالح التوقيع على الخطة، بحسب اوساط المعارضة اليمنية.
واكد الحزب الحاكم والمعارضة استعدادهما لتوقيع الخطة غدا الاحد في حين يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون اجتماعا مساء الاحد في الرياض لاجراء مزيد من التقييم حول الاوضاع.
ووضعت دول الخليج، القلقة من استمرار الازمة في اليمن منذ كانون الثاني/يناير، خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس علي عبدالله صالح عن الحكم لصالح نائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين.
لكن صالح رفض التوقيع على الخطة رغم موافقة النظام عليها رسميا والمعارضة ايضا الشهر الماضي.
الا ان الشامي اكد ان 'الرئيس صالح سيوقع على الخطة بصفته رئيسا للجمهورية وحزب المؤتمر الشعبي العام بعد ان يوقعها خمسة من قادة التحالف الحكومي وخمسة من قادة اللقاء المشترك'، المعارضة البرلمانية.
وتابع 'نأمل ان لا يعمد اللقاء المشترك الى اثارة ذرائع جديدة ليعرقل التوقيع على الخطة'.
ويعكس ذلك عدم الثقة بين الحكم والمعارضة التي تتهم صالح بالسعي الى افشال المبادرة الخليجية لكي يبقى في السلطة.
من جهته، طالب رجل الدين عبد المجيد الزنداني رئيس هيئة علماء اليمن ورئيس جامعة الايمان الرئيس بـ'الالتزام بما وعد من تسليم السلطة وان لا يفجع اليمنيين مرة ثانية برفضه التوقيع او وضع عراقيل اخرى'.
واشار خلال مؤتمر صحافي في منزله في صنعاء الى 'حق شباب التغيير في الاعتصام والتعبير عن رأيهم بكل حرية'، لكنه دعاهم الى 'عدم اتخاذ اي خطوات قد تعيق تنفيذ المبادرة' الخليجية.
وكان 'شباب التغيير' اعلنوا مرارا انهم غير معنيين بالمبادرة الخليجية.
واضاف الزنداني الذي تشتبه واشنطن بتورطه في الارهاب 'نطالب الشباب المعتصمين الذين يرفضون المبادرة بأن لا يحولوا دون نجاحها خصوصا وانها تحقق مطلبهم الاول' اي تنحي الرئيس.
واشاد بـ'دور دول مجلس التعاون الخليجي (...) ولا نقبل ان تفشل المبادرة'.
كما اشاد بدعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما الرئيس اليمني الى تسليم السلطة وب'الشفافية' التي ابداها اثناء حديثه عن علاقة بلاده بالدول الاسلامية.
وحض 'قبائل اليمن والوحدات العسكرية الداعمة لثورة الشباب على استمرار تأمين الحماية للمعتصمين في انحاء اليمن'.
(ميدل ايست)