أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 25 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 25 كانون الأول/ديسمبر 2024


الشعب يريد الإصلاح .. ويستحقه أيضا

22-05-2011 08:57 AM
كل الاردن -


 حسين الرواشدة

نكتشف الآن أن كل ما كتبناه حول «الإصلاح» كان مجرد صراخ أو صياح، ونكتشف –أيضا- أن الآخرين الذين حذرونا من «مغبة» الاحتفاء بموجة التحولات التي اصابت عالمنا العربي قد انتصروا علينا حقا، فنحن تصورنا للوهلة الاولى ان الحكومة فهمت رسائل الناس، وانصتت لمطالبهم، وتنازلت بما يكفي لإقناعهم بأن «المركب» يسير في الاتجاه الصحيح، لكننا فوجئنا -هل فوجئنا حقا؟- بأن المركب ما زال في مكانه !

لا ادري لماذا حصل ذلك؟ ولماذا لا نزال ندور في «الحلقة» ذاتها؟ ولماذا لم نتعلم من دروس اللحظة التي داهمتنا؟ فقد مضى –مثلا- خمسة شهور على «مشروع» الاصلاح الذي اطلقناه، ووعدنا الناس به، لكن – للآن- لم نلمس اي جديد.

فاللجان لم تفرغ بعد من مهماتها، ومكافحة الفساد لم تسعدنا بخبر عن «فاسد» كبير احيل الى القضاء، وفزاعات مواجهة الإصلاح تتمدد وتبتدع كل يوم «لونا» جديدا، والأوضاع الاقتصادية «ترعب» الاردنيين على المستقبل القادم..

و»أمل» التغيير ما زال حلما محفوفا بالشكوك والمخاطر.

لا أريد أن أبدو متشائما، لكنني أخشى ما أخشاه أن نصطدم «بالحقائق» وان نعاند حركة التاريخ، وان نعتقد للحظة بأننا انجزنا المطلوب، فيما «اصوات» الناس التي استقالت من «هدوئها» تقول شيئا آخر، هل سمعناه حقا وهل فهمناه؟ وهل يمكن ان نستدرك ما نحن فيه للاجابة عليه بصراحة، والرد عليه بما يلزم من خطوات ومقررات وتحولات؟

آخر ما يخطر على البال، ان نكتب دفاعا عن مصالح ذاتية، او لمناكفة مسؤول هنا او هناك، او لتيئييس الناس من «الاصلاح»، معاذ الله، كيف نفعل ذلك؟ لكننا نشعر بأن بلدنا يستحق «الاصلاح» فعلا، وبأن من واجبنا ان «ندبّ» الصوت لتنبيه اخواننا – حيثما كانوا- بأن مصلحة بلدنا اليوم تقتضي الانتباه والحذر، كما تقتضي الخروج نهائيا من دوائر «الخطأ» ومقولات التجريب ودعاوى المماطلة والانتظار والرهان على الوقت.

يخطئ من يعتقد ان قطار «التغيير» انطلق وفات، او ان الناس اطمأنوا الى الكلام عن الاصلاح واكتفوا به، او ان «هدوء» الشارع يمكن مقايضته بإجراءات ومقررات عاجلة واستثنائية، ويخطىء من يظن بأن «اشواق» الناس الى التغيير والحرية والحقوق وتطلعاتهم لدولة مدنية ديمقراطية لا فساد فيها ولا انسداد قد»تبخرت» وانتهت.

ما زلنا بانتظار «حركة» فعلية لقطار الحكومة الذي تأخر، ولمنتجات الاصلاح الحقيقي التي لم تخرج من «مصانعها» بعد، ولمناخات الحرية الفاعلة التي تجعل المواطن مواطنا وانسانا جديدا، مثله مثل غيره من البشر، ما زلنا نراهن على ان ثمة ارادة سياسية لإطلاق مرحلة جديدة من «التحولات» السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومرحلة جديدة من الاحساس «بقيمة» الزمن وتقدير «خياراته» واضطرارية ومرحلة جديدة تخرجنا من دائرة الحديث الطويل حول «الملفات» العاجلة الى دائرة «الفعل» والبرهان والسلوك والانجاز.

ندرك –تماما- ان ثمة من يخاف من «الاصلاح» وثمة من يسنّ اسنانه لمواجهة كل «حركة» نحو «التغيير» وثمة من يتصور ان مجتمعنا ما زال غير ناضج وغير مستعد لهذه المرحلة الجديدة واستحقاقاتها، لكننا ندرك ايضا ان الاردنيين –معظمهم- يقفون وراء هذا المشروع، ويريدون ان يكون «نموذجا» وملهما لغيرهم، وهم يستحقونه فعلا، وقادرون على انجازه، ومحاسبة الذين يحاولون اجهاضه ايضا.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-05-2011 09:30 AM

الاستاذ الكبير قلناها سابقاً ونقولها وسنبقى نقولها لا اصلاح إلا من خلال الشارع من خلال المسيرات والاعتصامات والمظاهرات.. لا يأتي الاصلاح من خلال لجانهم التي يشكلون.. الذين نطالبهم بالاصلاح والمتهمون بالفساد والتغول والاستبداد هم نفسهم اللجان فكيف يمنحونا الاصلاح الذي نريد.. الاصلاح الذي نريد لا يأتي إلا من خلال المسيرات والاعتصامات والمظاهرات.. وتحياتي لك أستاذنا الفاضل

2) تعليق بواسطة :
22-05-2011 05:30 PM

نحن بحاجة الى عقد اجتماعي جديد يكون بمثابة ميثاق وطني جديد يلازم الدستور ويدعمه من ناحية ويدشن مرحلة جديدة للحوار الوطني، تتناول العديد من قضايا العمل الوطني وفي مقدمتها المصالحة الوطنية وأطرافها وشروطها، والمناخ الملائم لإنجاحها، كماتتناول سبل تحقيق العدالة الاجتماعية وسياسات مكافحة الفقر وتحسين الأجور والتوزيع العادل للثروة. الخ، وتشكل مثل تلك القضايا الأبجديات الأولي لصياغة مشروع العقد الاجتماعي الجديد --ان أردناالاصلاح -فتوقعي ان لا اصلاح الا باخذ الحقوق المشروعة بالقوة كما الحرية نفسها.....وشكرا لاخينا المميز حسين الرواشدة

3) تعليق بواسطة :
23-05-2011 10:51 AM

آخر ما يخطر على البال، ان نكتب دفاعا عن مصالح ذاتية، او لمناكفة مسؤول هنا او هناك لكننا نشعر بأن بلدنا يستحق «الاصلاح» فعلا، وبأن من واجبنا ان «ندبّ» الصوت لتنبيه اخواننا – حيثما كانوا- بأن مصلحة بلدنا اليوم تقتضي الانتباه والحذر، كما تقتضي الخروج نهائيا من دوائر «الخطأ» ومقولات التجريب ودعاوى المماطلة والانتظار والرهان على الوقت.

4) تعليق بواسطة :
23-05-2011 07:10 PM

أسستاذي الفاضل
نحن نستحق الاصلاح ونحن من اكثر شعوب العالم وعي وثقافة رغما عت انوف الجميع
المسالة مسالة وقت .
لكن الحقيقة التي لا بد تن يقتنع بها الشعب الاردني انة (اما ارادة اللة تصلحنا أويبداء الشعب بالاصلاح الثورة واجب وطني في مثل هذة الضروف وشكرا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012