26-05-2011 03:45 PM
كل الاردن -
دعا منظمو الاحتجاجات في سوريا الجيش السوري الى الانضمام الى ثورة الشعب 'السلمية' فيما وزع في مجلس الامن الدولي مشروع قرار يدين 'القمع الدموي' في سوريا.
ياتي ذلك فيما يجتمع قادة مجموعة الثمانية في قمة يومي الخميس والجمعة في فرنسا سيدعون خلالها النظام السوري الى الكف عن استخدام العنف وتلبية تطلعات شعبيه في حد ادنى من صيغة توافقية نظرا للخلافات بين البلدان الثمانية.
وتهز سوريا موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس اسفرت عن مقتل نحو 1062 شخصا واعتقال اكثر من عشرة الاف شخص بحسب منظمات حقوقية، ما دفع باوروبا وكندا والولايات المتحدة الى فرض عقوبات على الرئيس بشار الاسد.
وتتهم سوريا 'مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية' بقتل عناصر الجيش والشرطة والمدنيين.
واعلن مصدر عسكري الخميس ان 'حصيلة الضحايا لدى القوى الامنية والعسكريين بلغت 112 شهيدا و1238 جريحا'، بينما قالت وزارة الداخلية ان الاحداث اسفرت عن '31 شهيدا وجرح 619 من عناصر قوى الامن الداخلي (الشرطة)'.
وحث منظمو الاحتجاجات في سوريا الجيش السوري الى الانضمام لثورة الشعب 'السلمية' الجمعة التي اطلقوا عليها اسم 'جمعة حماة الديار'.
وطلب المعارضون على صفحة 'الثورة السورية' في موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' من المتظاهرين بث رسالة يدعون فيها الى انضمام الجيش 'يدا بيد لنضم حماة الديار لثورتنا السلمية المباركة'.
ونشر المنظمون على صفحتهم صورة البطل القومي يوسف العظمة كتب عليها 'جمعة حماة الديار 27 ايار/مايو يوسف العظمة يناديكم'.
وحماة الديار هما اول كلمتين في النشيد الوطني السوري.
اما يوسف العظمة فهو وزير الحربية السوري الذي استشهد في معركة ميسلون عام 1920 اثناء مواجهته الجيش الفرنسي بقيادة غوابيه غورو الذي جاء لاحتلال سوريا.
كما نشرت الصفحة صورة لقبضة تربط كلمتي الجيش والشعب كتب تحتها 'الجيش والشعب يد واحدة.. يدا بيد نصنع الغد.. كرامة وانتصار'.
ويأتي ذلك غداة توزيع الدول الاوروبية الاربع في مجلس الامن الدولي، فرنسا والمانيا وبريطانيا والبرتغال، على الدول الاعضاء مشروع قرار يدين 'القمع الدموي' في سوريا، حسب ما اعلن دبلوماسي اوروبي.
وقال هذا الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان 'مشروع قرار وزع وسيكون موضع محادثات خلال الايام المقبلة على امل تبنيه'.
ولم يتمكن مجلس الامن الدولي حتى الان من تبني قرار يدين سوريا بسبب معارضة الصين وعلى الاخص روسيا الحليف الرئيسي لسوريا.
وفي 27 نيسان/ابريل، فشل اعضاء مجلس الامن الدولي الـ15 في التوصل الى بيان يدينون فيه القمع في سوريا لان سوريا حذرت من اي 'تدخل خارجي' قد يكون سببا 'لحرب اهلية'.
واعتبر بعض الدبلوماسيين ان الضغوط التي تتزايد على مجلس الامن قد تحث الصين وروسيا على الموافقة على قرار.
كما بعثت اكثر من 220 منظمة غير حكومية في 18 دولة عربية برسالة الخميس الى اعضاء مجلس الامن الدولي، مطالبين اياهم 'بادانة اللجوء المفرط الى القوة' ضد المتظاهرين في سوريا و'بوصول المساعدة الانسانية على الفور'.
وسيدعو قادة مجموعة الثمانية الذين بدأوا اجتماعهم بغداء الخميس، نظام الرئيس بشار الاسد الى 'الكف عن استخدام العنف والترهيب ضد الشعب السوري وبدء حوار واصلاحات اساسية'، حسب مسودة البيان.
وتشهد مجموعة الثماني تناقضا في المواقف بين الغربيين الذين فرضوا عقوبات على النظام السوري والروس الذين يعارضون تبني اي نص في الامم المتحدة يدين قمع التظاهرات في سوريا.
وفي ظل الضغوط التي يتعرض لها النظام السوري من المجتمع الدولي، لام وزير الخارجية وليد المعلم الدول العربية لعدم اظهار تضامنها مع سوريا فيما اظهرته دول اجنبية اخرى.
ونقلت صحيفة الوطن السورية عن المعلم الذي تحدث في دار السفير القطري 'بكل صراحة اقول اننا عاتبون على اشقائنا العرب من باب المحبة والاخوة على الاقل، ان يظهروا تضامنهم مع سوريا في مواجهة هذه العقوبات بشكل يظهر اننا اصدقاء خصوصا في اوقات الضيق'.
واضاف المعلم 'كلنا معرضون' مشيرا الى ان سوريا 'لم تتأخر اطلاقا في مساندة اي قطر عربي في قضاياه'.
من جهتها، رأت صحيفة الثورة الحكومية ان 'الدول الاوروبية استمرأت سياسة التبعية المطلقة للادارة الاميركية بعد ان تخلت عن قرارها السيادي وارتضت لنفسها ان تكون كالببغاء تردد ما يملى عليها'.
واشارت الصحيفة الى ان الدول الاوروبية 'ستخسر الكثير في منطقتنا طالما بقيت منضوية تحت العباءة الصهيو-اميركية ولا ترى مصالحها إلا من خلال العمل على تنفيذ اجندات تصب في خدمة المشروع الاميركي الذي واجه الفشل تلو الآخر علها ترد إليه بعض الاعتبار'.