أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 25 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 25 كانون الأول/ديسمبر 2024


حكومة البخيت.. فرصة جديدة لـ (100) يوم اخرى

29-05-2011 06:54 AM
كل الاردن -




سلامه الدرعاوي
ما ان اكملت حكومة البخيت الـ 100 يوم من عمرها حتى بدأت تداعيات فضيحة شاهين تمس اركانها اطاحت بوزيري العدل والصحة كخطوة تصحيحية اولى امام الشارع الذي رأى خطورة هذه القضية الكبيرة لانها تمس مصداقية النظام باكمله.

البخيت في مؤتمره الصحافي فتح الباب امام مفاجآت بعد استكمال التحقيق في فضيحة شاهين, وعلى ما يبدو ان المساءلة هذه المرة ستطال عناصر ذات وزن ثقيل في الدولة, الا ان الظرف الراهن قد اجل من اتخاذ قرار الاطاحة بهم لحين هدوء الشارع.

قضية شاهين لن تُطوَى صفحتها بسقوط وزيرين, في الحقيقة بدأت تداعياتها تاخذ منحى جديدا والايام المقبلة ستثبت مدى انعكاساتها على المشهد العام للحكومة, لكن لا بد من الاعتراف ان خطوة البخيت وان كانت متأخرة الا انها تركت اثارا ايجابية على الشارع الاردني الذي ثارت ثائرته بعد ان كشفت "العرب اليوم" فضيحة شاهين في شهر اذار الماضي.

على اية حال, من المفترض ان لا تلتفت حكومة البخيت كثيرا لتداعيات فضيحة شاهين وان تمارس عملها بشكل طبيعي خاصة مع ظهور مؤشرات ايجابية في العديد من القطاعات التي لا بد من التركيز عليها في المرحلة الراهنة حتى يتلمس المواطنون نتائجها المتعلقة بامنهم المعيشي واستقرارهم العام.

صحيح ان الحكومة واجهت مشاكل عدة في ال¯ 100 يوم الماضية, الا انها كانت صبورة واحرزت تقدما في الكثير من المجالات لعل ابرزها اولوياتها في مكافحة الفساد حيث لم تهدأ الحكومة في هذا المجال ولم تهادن وباتت عنوانا مهما في برنامجها.

لعل الابرز هو موقفها الحضاري بالتعامل مع مظاهر الاحتجاج والاعتصام رغم بعض الشوائب التي ليس لها صلة مباشرة بها, اضافة الى تناغمها مع نفسها في التعامل مع الاعلام وايمانها بالدور الحيوي الذي تمارسه وسائل الاعلام, لذلك لم يسجل عليها وضع عراقيل امام الصحافيين او غيرهم وشاركتهم جميع الاحداث بفاعلية.

هناك تطور مهم على صعيد الادارة الرسمية وهو اقرار مشروع اعادة هيكلة الرواتب ودمج المؤسسات والذي يأتي ضمن مشروع متكامل لتنمية وتطوير الموارد البشرية في الدولة باكملها, وفي حال تطبيقه فانه سينتقل بالادارة الاردنية خطوات مهمة للامام ويقلص الفجوة بين العاملين في القطاع العام الذي سيكون تطورهم واداؤهم مرتبطا بخطة حوافز وعلاوات مبنية على التنافس والاداء والتميز.

الحكومة خطت خطوات كبيرة في مجال الاصلاح السياسي, وها هي لجنة الحوار الوطني تنجز ما هو مخطط لها واقتربت من اشهار تصوراتها حول الانتخابات, بعدها تكون لجنة تعديل الدستور هي الاخرى في طريقها لانهاء ما طلب منها, وبهذا يكون الجزء الاكبر من مطالب الاصلاح التي طالبت بها كافة القوى في المجتمع والتي دعمها الملك جاهزة, وهذا كله سيشكل مشهدا ايجابيا عصريا للدولة الحديثة في منطقة يشوبها الاضطراب.

كل حكومة تخطئ وتصيب, لكن السعيد من اتعظ بغيره وتعلم من اخطائه واخطاء غيره. الكل يتطلع لحكومة البخيت لتعمل بروح جديدة وتمضي قدما بالاصلاح وتحمي المنجزات وتعظم الفوائد, وقد تكون الحكومة محظوظة بحصولها على فرصة ل¯ "100" يوم اخرى.0

salamah.darawi@gmail.com
العرب اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012