31-05-2011 05:24 PM
كل الاردن -
دخلت الأزمة التي تشهدها اليمن منذ ثلاثة اشهر منحنى خطير بعد رفض الرئيس اليمني التوقيع على المبادرة الخليجية ، حيث أفادت تقارير إخبارية بأن اشتباكات تجددت في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء بين انصار الشيخ صادق الأحمر والقوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح في العاصمة صنعاء، لتنتهي بذلك هدنة بين الجانبين لم تدم طويلة، فيما ترددت انباء عن سقوط قتلى اثر اطلاق الأمن النار على المحتجين في تعز في الجنوب.
وتفيد الانباء بأن ثلاثة من رجال القبائل المناوئين للرئيس اليمني سقطوا اليوم خلال الاشتباكات بين انصار الأحمر والقوات الحكومية ، فضلا عن سقوط عشرات الجرحى .
وذكر موقع 'مأرب برس' الإخباري على شبكة الانترنت أن منطقة الحصبة بصنعاء والمناطق المحيطة بها تحولت إلى ساحة لمعارك عنيفة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وأوضح الموقع أن عشرات الانفجارات العنيفة هزت العاصمة صنعاء منتصف الليل. ونقل الموقع عن مكتب الشيخ الأحمر قوله إن قوات صالح أنهت الهدنة وباشرت الهجوم على منزل الشيخ الأحمر بمختلف أنواع الأسلحة، حيث يتعرض منزل الشيخ الأحمر لقصف مدفعي مكثف فيما تجري الاشتباكات بين مقاتلي حاشد وقوات صالح في محيط المنزل من جميع الجهات.
وأعلن أتباع الشيخ الأحمر عن استعادتهم لبعض المقرات المحلية ومصادرة بعض الأسلحة والذخائر واستسلام بعض مقاتلي صالح خلال هذه الاشتباكات.
ولم يتضح على الفور سبب تجدد الاشتباكات بين قوات صالح وقبائل حاشد الموالية للشيخ الأحمر.
واتهمت السلطات اليمنية الأحمر بإنهاء الهدنة، فيما أكدت وزارة الدفاع اليمنية على موقعها الالكتروني أن أنصار زعيم قبائل حاشد سيطروا على مقر الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام).
ساحة الحرية
وفي تعز جنوب اليمن ، قتل ما لا يقل عن اثني عشر متظاهرا وأصيب العشرات من المحتجين برصاص قوات الحرس الجمهوري التي اطلقت النار عليهم اثناء خروجهم في تظاهرة حاشده في منطقة شارع وادي القاضي بمحافظة تعز صباح الثلاثاء ، فيما شيعت المدينة نحو 57 من ضحايا الهجوم على ساحة الحرية.
وكان الحرس الجمهوري قد جدد إطلاق النار على محتجين عند محاولتهم دخول ساحة الحرية في مدينة تعز بجنوب البلاد، ليبلغ عدد القتلى خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 57 شخصا، إضافة إلى جرح نحو ألف آخرين.
من جهته قال النائب في البرلمان اليمني عن مدينة تعز شوقي القاضي، إن الكثير من جثث المعوقين وكبار السن أحرقت داخل خيم الاعتصام التي أضرمت القوات اليمنية النار فيها، مشيرا إلى أن القوات الحكومية حاصرت المستشفى الميداني الذي أقامه المتظاهرون في وسط الميدان واقتحمته، ثم اعتقلت عشرات الجرحى الذين كانوا داخله.
وقال طبيب في تعز إن أكثر من 100 طبيب كانوا في المستشفى الميداني أثناء محاصرته، وإنهم طلبوا على وجه السرعة لمساعدة عشرات المصابين.
وكانت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي اعلنت اليوم أن أكثر من 50 شخصا قتلوا برصاص قوات الرئيس اليمني منذ يوم الأحد في مدينة تعز بجنوب غرب البلاد.
وقالت بيلاي في بيان إن الاعتصام في ساحة الحرية تم قمعه 'باستخدام خراطيم المياه والجرافات والرصاص الحي'، لافتة أيضا إلى سقوط 'مئات الجرحى'.
ونددت بيلاي بالهجوم الذي شنته القوات اليمنية وحضت كل الأطراف على وقف استخدام العنف.
في غضون ذلك، ندد عشرات الآلاف من المحتجين بساحة التغيير بصنعاء في مظاهرة حاشدة جابت شوارع العاصمة مساء الاثنين بالجريمة التي ارتكبت بحق محتجين بمدينة تعز.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب بمحاكمة الرئيس صالح عبر محكمة الجنايات الدولية ونددوا بالأعمال الإجرامية التي ارتكبها نظام صالح في حق المدنيين العزل من أبناء تعز. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها 'يا تعز يا حرة أنت مصدر الثورة، يا تعز الأبية من صنعاء ألف تحية'.
وفي محافظة البيضاء، خرج الأهالي في مظاهرة تندد بما حصل في مدينة تعز، وقتلاً للمحتجين السلميين والاعتداء عليهم.
وخرجت حشود في محافظة صعدة في مسيرة جابت شوارع المدينة للمطالبة بإسقاط الرئيس صالح ونظامه ومحاكمته. وأكد المتظاهرون وقوفهم إلى جانب المعتصمين في محافظة تعز.
تنظيم القاعدة
الى ذلك ، ذكر مصدر امني ان مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة شنوا اليوم هجوما على نقطة عسكرية على مشارف مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين جنوب اليمن ، مما اسفر عن مقتل اربعة جنود وإصابة 10 آخرين ، فضلا عن احراق 10 آليات عسكرية .
وذكرت تقارير اخبارية أن العشرات من عناصر تنظيم القاعدة اللذين يطلقون على أنفسهم (أنصار الشريعة) في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين قتلوا جراء قصف الطيران الحربي وسلاح البحرية الذي استخدمته القوات اليمنية في قصف المدنية لإخلائها من مسلحي القاعدة اللذين سيطروا عليها السبت الماضي.
وقال مصدر أمني 'ليونايتد برس انترناشونال' الثلاثاء 'إن العشرات من مسلحي القاعدة لقوا مصرعهم في المقار الحكومية، والأمنية التي سيطروا عليها وأبرزها مكتب الأمن العام والبريد فيما تضررت بعض منازل المواطنين جراء القصف الذي طال العناصر المسلحة.
وأضاف إن 6 ضباط و15 جنديا 'استشهدوا' خلال المواجهات امس وأصيب 34 في المواجهات مع تنظيم القاعدة بمدينة زنجبار عاصمة أبين.
وأكد المصدر مقتل 8 مواطنيين، وإصابة العشرات جراء القصف الجوي تم إسعافهم الى مستشفى الرازي وثلاثة منهم تم إسعافهم إلى أحد مستشفيات عدن لإصاباتهم الخطيرة التي تعرضوا لها إثر القصف المدفعي الذي طال منازلهم بزنجبار.
ووصف المصدر العملية العسكرية بـ'المُحكمة' وجعلت العناصر المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة تتراجع إلى الجبال التي نزلوا منها واستولوا على مدينة زنجبار
في نفس السياق, قالت مصادرالسلطة المحلية بالمحافظة 'إن عناصر من تنظيم القاعدة شوهدت وهي تفر نحو السلسلة الجبلية جبال المراقشة المعروفة بوعورتها واستخدامها كملجأ للاحتماء بها ومعاودة عملياتهم الإرهابية على مدينة زنجبار.
وكانت عناصر مسلحة يعتقد أنه تنتمي لتنظيم القاعدة القاعدة قد هاجمت قبل يومين عددا من المباني والمنشآت الحكومية والأمنية والبنوك في مدينة زنجبار وأحرقت بعضها بعد نهب محتوياتها، حسب ما أعلنته المصادر الرسمية.