أفادت صحيفة «الغارديان» في عددها الصادر اليوم بأن بريطانيا والولايات المتحدة تمارسان ضغوطاً على السعودية لإقناع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بتقديم استقالته رسمياً، بعد نقله إلى الرياض للعلاج من الجروح التي أُصيب بها قبل ثلاثة أيام.
وقالت الصحيفة إن دبلوماسيين غربيين أكدوا أن لندن وواشنطن تصران على حث صالح على تنفيذ اتفاق يتخلّى بموجبه عن السلطة مقابل الحصول على حصانة من الملاحقة القضائية وضمانات مالية حول مستقبله.
وأضافت أن متظاهري الثورة في اليمن احتفلوا برحيل صالح بعد 33 عاماً قضاها في السلطة، لكن أفقر بلد في العالم العربي لا يزال يواجه الاضطراب فضلاً عن القلق بشأن استمرار الهدنة إذا حاول العودة إلى صنعاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحزب الحاكم في اليمن، المؤتمر الشعبي العام، أكّد أن صالح سيعود إلى صنعاء، لكن دبلوماسيين ومحللين شككوا في ذلك واقترحوا بأن صبر السعودية مع جارها اليمني المنقسم والمرهق بدأ ينفد.
ونسبت إلى عبد الغني الارياني المعلق السياسي اليمني قوله «سيكون من المستحيل على صالح العودة بعدما خرج من اليمن، وهذا هو السبيل الوحيد العقلاني، لأن في ذلك نزع فتيل بعض التوترات والحروب وجعلها أقل احتمالاً اليوم مما كانت عليه بالأمس».
وأشارت الصحيفة إلى أن اليمن، البلد الفقير والذي يعيش فيه 23 مليون نسمة، يواجه سلسلة من المشاكل المعقدة بما في ذلك الحركات الانفصالية في الشمال والجنوب، والتنافس الداخلي بين القبائل وتهديد وجود تنظيم «القاعدة»، الذي أثار قلق الغرب والولايات المتحدة ودفعها إلى تقديم مساعدات سخية لليمن في السنوات الأخيرة.
من جهة ثانية، طالب شباب الثورة الشعبية بتأليف مجلس رئاسي انتقالي يضم كافة القوى الوطنية لإدارة شؤون البلاد وتأليف حكومة بعد مغادرة صالح.
ودعت اللجنة التنظيمية للشباب «كافة القوى الوطنية والأطياف السياسية إلى البدء بتأليف مجلس رئاسي مؤقت يمثل كافة القوى الوطنية يتولّى تكليف حكومة كفاءات لإدارة المرحلة الانتقالية». كذلك دعوا الى «تأليف مجلس وطني انتقالي يمثل الشباب وكافة القوى الوطنية، والعمل على صوغ دستور جديد يلبي تطلعات الشعب اليمني للحرية والكرامة والعيش الكريم».
وأكد الشباب أنهم يحتفلون «بإنجاز أول اهداف ثورتهم وهو اقصاء صالح عن الحكم». الا أنهم شددوا على بدء «مرحلة جديدة من النضال السلمي»، لذا تعهدوا بمواصلة اعتصاماتهم «حتى تتحقق كل أهداف الثورة ومطالبها».
في هذه الأثناء، قُتل ثلاثة أشخاص من أنصار الشيخ القبلي النافذ صادق الاحمر برصاص قناصة بالقرب من منزل الأحمر في صنعاء.
وقال مصدر قبلي يمني إن «ثلاثة من انصار الشيخ صادق قتلوا في عملية قنص قرب منزل الشيخ» في حي الحصبة شمال العاصمة اليمنية.
ولفت إلى أن «عناصر موالين للنظام» مسؤولون عن هذه العملية.
ويأتي هذا الخرق وسط هدوء حذر في حي الحصبة غداة موافقة الشيخ صادق الأحمر على وقف مشروط لاطلاق النار وإخلاء المباني العامة التي سيطر عليها أنصاره بناءً على طلب نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وفق ما أعلن مكتب الأحمر.
وقال مصدر في مكتب الشيخ صادق الأحمر إن «نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجّه بإنهاء ورفع كل الاستحداثات العسكرية والأمنية في منطقتي الحصبة شمال العاصمة صنعاء وفي منطقة حدة جنوب المدينة».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)