أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 25 كانون الأول/ديسمبر 2024
شريط الاخبار
36 مديرا بلا مديريات في وزارة الاشغال 20 ألف طالب وطالبة يتقدمون لـتكميلية التوجيهي الخميس توقف تلفريك عجلون عن استقبال الزوار بسبب الظروف الجوية 17 ألفا و146 مخالفة على المركبات الحكومية موظف مدان بجرم استثمار الوظيفة ما زال على رأس عمله لقاءات الملك 2024: ترسيخ لنهج هاشمي أصيل في بناء الوطن التلفزيون الأردني يدفع 10 آلاف دينار شهريا فواتير كهرباء لمحطة متوقفة منذ 15 عاما صرف نحو 54 ألف دينار بدلات مخالفة لموظفي عقود في المعونة الوطنية سلطة العقبة تصرف 472 ألف دينار زيادة عن مخصصات مشروع ديوان المحاسبة يكشف عن أموال منح غير مصروفة وانتهاء حق سحبها 33 ألف متقاعد ضمان يتقاضون رواتب دون الـ 200 دينار نحو 3.5 مليار دولار قروض ومنح خارجية وقعتها الحكومة في 2024 "الخارجية" تعزي بضحايا تحطم طائرة تابعة للخطوط الأذربيجانية مندوبا عن الملك السفير البدور يحضر قداس منتصف الليل بكنيسة المهد في بيت لحم مسيحيو الأردن يحيون قداس عيد الميلاد المجيد
بحث
الأربعاء , 25 كانون الأول/ديسمبر 2024


مثقفون سقطوا في امتحان الحرية!

07-06-2011 07:33 AM
كل الاردن -


 حسين الرواشدة

إما أن تؤمن بالحرية، وتدعو الى التغيير، وترفض القمع والاستبداد، وإما أن تنحاز - بدون مواربة - لمنطق الفساد والاستعباد وتلعن "الشعوب" التي خرجت للمطالبة بحقوقها وتعلن ان "الانظمة" كلها على حق، وان الناس الذين انتفضوا عليها "رعاع" يستحقون القتل والعقاب.

لا احد يجبرك ان تكون "مثقفا" بوجهين: وجه "للنضال" وآخر لمساومة المصالح، وجه تحكمه "الجغرافيا" الثورية المغشوشة لأنظمة لم تعرف من "الثورة" سوى قتل شعوبها ووجه آخر تحكمه "الثقافة" السائدة التي تسللت منها الى خنادق "النضال.

لا يجوز ايضا ان تقاتل على جبهة "التغيير" هنا وان "تولي" ظهرك حين تشتعل النيران في جبهة "التغيير" هناك، المسألة ليست انتقائية حتى "تختار" بين استبداد واستبداد، فترفض الاول وتقتل الثاني او بين شعب يطالب بالحرية "فيضرب" وآخر يطالب بالكرامة فيقتل، فتنتصر للاول وتلعن الآخر.

اسوأ ما يمكن ان تفعله -ايها المثقف المناضل- ان تكون انتهازيا، او ان تُجيّر وعيك "لحسابات سياسية" تكيل بمكيالين، او ان تتجرد من "قيمك" ومبادئك لمصلحة "تجارب" فاسدة انتصب فيها القاتل وعلى وجهه "قناع" التصدي، لكن ضد من؟ المحتل ام اشعب؟ كرامة الارض التي استباحها "الغزاة" ام كرامة "الناس" التي داستها "ميليشيات" السلطة؟

في عصر التحولات تسقط الاقنعة، وتتكشف الحقائق وتستوي "المرايا" وتتوحد مساطرها، من كان يدعونا بالامس للاحتشاد في "معركة" التحرير: تحرير الارض والانسان، يدعونا اليوم الى "مباركة" القمع والصمت على "دم" الشعوب التي تطالب بالحرية، فكيف يمكن ان نصدقه؟ وهل يستطيع ان "يخدعنا" مرتين؟ ومن ان يتوعد "الانظمة" القمعية بوابل "البيانات" الثورية يتحول "اليوم" ليقنعنا بان "الانظمة ليست سواء" وان موازين القمع ليست "واحدة" وان لا صوت يعلو على صوت "الممانعة" حتى لو "قُتل" الناس كلهم تحت عباءتها.. فكيف نصدقه؟ وكيف نثق "بوعيه"؟ هذا الذي "تقاعد" او أُحيل مؤقتا على الاستيداع.

شكرا لهذه الثورات العربية التي ازاحت الاقنعة عن وجه "السياسي" وحليفه "الثقافي" وكشفت –بما يكفي- "زيف" المناضل المغشوش.. شكرا لها اذ تعيد "فرز" الضمائر: فهذه بوصلتها موزعة الاتجاهات، غريبة الاطوار، مرهقة جراء البحث عن "الاضواء" والشهرة وبيع المواقف، وتلك هويتها واضحة، وانحيازاتها معلنة، واتجاهاتها نحو حرية الناس وكرامتهم لا تساوم عليها مهما كان الثمن.

لم تُسقط الثورات التي اجتاحت عالمنا "وهم" الزعامة السياسية فقط ولا شرعية الحكومات التي استهترت بالناس، ولا "الضمائر" التي ماتت على كراسي السلطة، وانما اسقطت قبل ذلك "اوهام" الثقافة الفاسدة و"منابر" الوعي المغشوش، "وضمائر" المثقفين الذي خدعوا جماهيرهم وأضلوهم، اسقطت "انتهازية" اصحاب الصوت العالي ومدبجي البيانات الرنانة، و"كذبة" النخب التي تقود الجماهير الى الحرية.

ارجوك، لا تسأل عن اسماء هؤلاء المثقفين والمناضلين الذين سقطوا في امتحان "الحرية" يكفي ان تلتفت حولك لتعرف من بقي منهم ثابتا على موقفه ومن "ادار" ظهره للشعوب حين قايض مصالحه بدمائها.. وحدهُ مَن يدلك على الطريق لمعرفة من هو.. دون ان يهتز له طرف او "تصدمه" وخزة من ضمير!

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012