أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


تخوفات نسائية من غياب تمثيلهن بقوائم الأحزاب للانتخابات

18-07-2016 11:53 PM
كل الاردن -
تتخوف قطاعات نسائية وحزبية، من إيلاء الأحزاب السياسية مرشحي القوائم من الرجال، أولوية على الترشيحات النسائية، رغم حظوة السيدات بالحصول على مقاعد إضافية على الكوتا المخصصة بموجب قانون الانتخاب، في ظل تسجيل ما نسبته 52 % من قواعد الناخبين من النساء ممن يحق لهن الاقتراع، بحسب أرقام رسمية.

وتتأتى تلك التخوفات، استنادا إلى نتائج الانتخابات النيابية العام 2013 على الأقل، التي أفرزت 3 سيدات حزبيات فقط من أصل 18 فزن بمقاعد في البرلمان السابع عشر، حيث فازت د. رلى الحروب عن حزب أردن أقوى في القائمة الوطنية، ووفاء بني مصطفى عن حزب الوسط الإسلامي التي استقالت لاحقا من الحزب، إضافة إلى النائب السابق ردينة العطي عن حزب البعث العربي التقدمي التي استقالت منذ أشهر من صفوف الحزب.

ورغم التصريحات المطمئنة الصادرة عن قيادات حزبية، وتأكيدها حرصها على رفع نسبة التمثيل للمرأة بالقوائم الانتخابية، إلا أن التسريبات الراشحة للآن من الأحزاب انزاحت لصالح مرشحين رجال يمثلون مواقع قيادية بالأحزاب، بما في ذلك ترشيحات الأمناء العامين.
بل وذهبت الترشيحات لتسمية سيدات في القوائم ذوات رصيد شعبي، من غير الحزبيات، بحسب الأمين العام لحزب أردن أقوى الحروب.

وتبرز في قائمة الترشيحات المفترضة بين السيدات الحزبيات، النائب السابق الأمين العام لحزب الشعب الديمقراطي 'حشد'، المنضوي في ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية، عبلة أبو علبة، والحروب، وديمة طهبوب كاسم مطروح في قوائم حزب جبهة العمل الإسلامي الائتلافية المفترضة.

وفي السياق، تشير الحروب، إلى أن هناك 'صعوبات جمة تواجه السيدات للترشح للانتخابات، في مقدمتها غياب الدعم المالي الرسمي الإضافي للأحزاب، التي تعاني أصلا من صعوبات في تمويل حملاتها الانتخابية للمرشحين ككل'.
وبينت لـ'الغد'، أن المشاورات التي يجريها 'تيار التجديد' ويضم 6 أحزاب وسطية، من بينها أردن أقوى، أن 'المفاضلة للآن هي لصالح ترشيح سيدات غير حزبيات، بل سيدات ذوات ثقل شعبي وعشائري، خاصة وأن السيدات داخل الأحزاب لا يشغلن مواقع قيادية متقدمة فيها'.

وترى أن السيدات 'يواجهن تحديات أكبر في ظل القانون الحالي، الذي يتعذر فيه فوز أكثر من مرشح عن القائمة الواحدة، ما يدفع القوى والأحزاب لتفضيل المرشحين على المرشحات اللواتي قد يوظفن في القوائم كحشوات انتخابية'.
ولا تخفي الحروب الصعوبات التي تواجهها المرشحات السيدات في دوائر العاصمة الخمس، المخصص لها مقعد واحد للكوتا النسائية، حيث يبلغ عدد الناخبين فيها 2.5 مليون ناخب، وتضم أصغر دائرة انتخابية نحو 250 ألف ناخب، مقابل نحو 400 ألف ناخب في أكبر دائرة'.
وتقول: 'المرشحة عن عمّان ستنافس أولا في جميع القوائم ضمن الدائرة الواحدة، وكذلك القوائم ضمن الدوائر الأخرى، وهذا ليس عادلا'.

لكن رغم ذلك، تؤكد الحروب سعي 'تيار التجديد' الذي شكل للآن 7 قوائم بحسبها، لضم نحو 4 سيدات على الأقل للآن، أغلبهن غير حزبيات للترشح عن قوائم التجديد، مشيرة إلى أنه 'من المبكر حسم الأعداد النهائية للترشيحات'.
وقالت: 'ستكون هناك مرشحة واحدة على الأقل عن كل قائمة تمثل تيار التجديد، لكن أغلبهن لسن حزبيات، والقوائم بسبب القانون الجديد تبحث عن المرأة الضعيفة للأسف، حتى لا تتنافس مع الرجل في القائمة، لكننا سندعم مرشحاتنا'.

وانتقدت الحروب غياب دعم اللجنة الوطنية لشؤون المرأة للمرشحات، على مستوى الترويح والحملات، مشيرة إلى 'تجاهل اقتراح سابق لها بتخصيص صندوق في اللجنة لدعم المرشحات السيدات ولو على مستوى التعريف بهن'.

من جهته، يسعى حزب جبهة العمل الإسلامي الذي يخوض الانتخابات بعد مقاطعة الموسمين السابقين، إلى إبراز حضور المرأة في ترشيحات قوائمه التي ستحمل مسمى تحالفات سياسية بالدرجة الأولى، منافسة أو من خلال الكوتا، مع ترجيح تسمية مرشحة سيدة في كل قائمة انتخابية، بحسب القيادية في الحزب ديمة طهبوب.

وتؤكد طهبوب، العضو في مجلس شورى الحزب، أن للحزب 'توجها رئيسيا لدعم المرأة في الانتخابات بحسب القوة التصويتية بمختلف الدوائر، من خلال التنافس على الكوتا أو خارجها'.
وتقول إن 'التوجه الجديد للحزب، قياسا على مواسم انتخابية سابقة، يعكس حجم المراجعة التي طرأت على أبجدياته بهذا الملف'.

وأضافت 'داخل الحزب لدينا توجه واضح بأن ترشح سيدة في كل قائمة، وهناك نقلة نوعية في التفكير، ومحاولة لاستثمار فرصة الكوتا من جهة، والتنافس خارج الكوتا من جهة أخرى، وهناك بحث حقيقي عن مرشحات في مختلف المناطق، بما في ذلك البادية، وهذا توجه مبشر جدا ويعبّر عن مراجعة داخلية لأدبيات الحزب'.

وتستدرك: 'لكن الإشكالية عامة بسبب القانون الذي أوجد صعوبة في تشكيل القوائم، خصوصا التوجه بترشيح سيدة لكل قائمة ما لم تكن هناك معيقات كأن تعتذر المرشحات عن الترشح'. وعن الآلية التي اعتمدت لتسمية مرشحات سيدات داخل الحزب، قالت إن ذلك تم 'من خلال اللجنة الانتخابية لفروع الحزب واللجنة العليا للانتخابات، التي أولت لنشاط المرشحة وفاعليتها في محيط مجتمعها أولوية، إلى جانب الثقل العشائري أيضا، ومنهن مثلا هدى العتوم والشاعرة إيمان العمري، وفي المحافظات تتم العملية بطريقة أسهل من العاصمة'.
وتعتبر انتخابات 2016، فرصة غير مسبوقة لـ'العمل الإسلامي' لإبراز الترشيحات النسائية، فيما اقتصرت ترشيحاته في مواسم سابقة، على تسمية مرشحتين، هما حياة المسيمي وميسون الدراوشة، حيث حظيت المسيمي في انتخابات 2003 بمقعد عن الكوتا النسائية (من بين 6 مقاعد للكوتا آنذاك)، وكانت الممثلة الوحيدة للحزب في البرلمان.

وتتفق طهبوب مع الحروب، في اعتبار أن 'المنافسة على مقعد عمّان للسيدات هو الأصعب، في المعركة الانتخابية'.
وفيما تشغل 3 سيدات أيضا فقط موقع الأمين العام في 3 أحزاب سياسية من أصل 49 حزبا أردنيا مرخصا، ترى الأمين العام للحزب الوطني الأردني منى أبو بكر، أن هناك 'تجاهلا في المجمل داخل الأحزاب لدعم حصة المرأة في التمثيل النيابي، لأسباب عديدة، من بينها تفضيل المرشح الرجل عن المرأة لتمثيل الحزب'.

وبينت أبو بكر، أن حزبها هو 'الوحيد حتى الآن، الذي اتخذ قرارا بالإجماع، بتسمية أمل أبو بكر مرشحة مفترضة وحيدة، عن الحزب ومن المفترض أن تترشح في إحدى دوائر عمان، بالتحالف مع أحزاب أخرى بقائمة مشتركة'.
وعن الآلية التي تم فيها اختيار المرشحة المفترضة، تؤكد أبو بكر 'التزام الحزب بتسميتها تنظيميا بالإجماع من قبل جميع الهيئات الحزبية واللجنة المركزية'.

ولم تخف انتقادها لقانون الانتخاب، الذي 'أوقع الأحزاب والقوى بحالة إرباك لتشكيل القوائم، وأجبرها على السعي لبناء تحالفات مختلفة'، مؤكدة أن حزبها الذي تأسس عام 2007، 'بصدد الإعلان عن تحالفاته مع قوى أخرى خلال أسابيع'.
وعلى صعيد القوائم الانتخابية الوطنية العام 2013، بحسب تقرير رصد صادر عن معهد تضامن حينها، فقد تمثل توزيع النساء في القوائم بوجود امرأة واحدة في 20 قائمة لكل منها، في حين خلت 14 قائمة من النساء، و20 قائمة أخرى كان التمثيل النسائي فيها امرأتان لكل منها، و3 تضمنت كل منها 3 نساء، و3 أخرى كان التمثيل النسائي فيها 4 نساء، وقائمة واحدة تضمنت 6 نساء.

كما ظهرت قائمتان تترأسهما نساء، هما 'النهوض الديمقراطي' برئاسة الحزبية والنائب السابق عبلة أبو علبة، و'أردن أقوى' برئاسة رلى الحروب، بينما كانت المرشحة الوحيدة في القوائم العامة من أصل شيشاني هي فاطمة شاكر أرسلان الشيشاني من قائمة 'العدالة'.

(الغد)
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012