16-06-2011 08:18 AM
كل الاردن -
حسين الرواشدة
ازداد كل يوم «قناعة» بان لدى شبابنا الاردني طاقة هائلة من الوعي يمكن ان نستثمرها –اذا اردنا- في انتاج « معجزة» تجعل بلدنا في مصاف الدول المتقدمة.
من يستمع الى الشباب – خاصة خارج العاصمة- يدرك ان ثمة تحولات عميقة وجذرية طرأت على شخصياتهم وإعادتهم الى التمسك مجددا بالقيم الايجابية التي كدنا – في السنوات الماضية- نفتقدها فيهم، وسنكون مخطئين حقا اذا لم نقرأ بوضوح هذه التحولات وندرجها في سياقاتها الطبيعية ونسمح لها بالتعبير عن نفسها بكل حرية.
السؤال: كيف نتعامل اليوم مع هؤلاء الشباب؟ وكيف نتفهم مطالبهم واحلامهم ونستجيب لها؟ وحده، مشروع الاصلاح الحقيقي هو من يضمن الاجابة على ذلك، فالطاقة الهائلة التي تفجرت فجأة لدى الشباب تحتاج الى «مشروع» يصرفها عبر قنوات مشروعة الى ميادين الامل والعمل معا، واذا لم ننجح في تطمين هؤلاء على «جدية» المشروع فان ثمة قنوات اخرى ستستوعب هذه الطاقة وتسمح لها بالمرور ولنا – حينئذ- ان نتوقع ما سوف يحدث اذا اغلقنا ابواب «الحلال السياسي» والاجتماعي وكررنا تجارب سابقة وبائسة لم تر في هؤلاء الشباب سوى «ظاهرة» عددية تتسلى بالرياضة والطرب وتُستدعى وقت الحاجة، وتقبل ما نقدمه لها دون تردد.
بصراحة انا معجب بقدرة «شبابنا» على استعادة شخصياتهم الانسانية والوطنية واتفهم –ايضا- «انتفاضة» الوعي الجديد التي فاجأونا بها، ولكنني اخشى ان «نخطىء» في التعامل معهم فندفعهم بالتالي الى «تصريف» حماستهم المشروعة عبر قنوات غير مشروعة، او الى «تيئيسهم» من الاصلاح والتغيير فيخرجون عندئذ «اسوأ» ما فيهم من عنف وانفعال بدل ان يقدموا لنا افضل ما لديهم من عطاء وعمل.
ثمة من يحاول استيعاب الشباب واستثمار طاقاتهم في «مجالات» وميادين تصبّ في خدمة «اعداء الاصلاح» وثمة من يريد تشكيل « وعي مضاد» لقولبة هؤلاء الشباب في أطر وهياكل تجاوزها الزمن لتحقيق اهداف لا علاقة لها بمصالح البلد، ناهيك عن قيمه ومبادئه وثمة من يشعر «بالفزع» من صدى اصوات الشباب على الانترنت وفي الشارع فيتصدى لها «بالعصا» الخشنة، او بغيرها من وسائل «التخويف» المعروفة، هؤلاء كلهم لم تصلهم «رسائل» المرحلة الجديدة ولم يلتقطوا ذبذبات «الكرامة» والحرية التي يبحث عنها الشباب ويصرون على تحقيقها.
لدينا اليوم «جيل جديد» تحرر من «عقدنا» ومن مفاهيم «الطاعة» والوصاية والانصياع التي «ابتلعها» فيما مضى بالاكراه، جيل استلهم من العالم كل ما فيه من قيم العدالة والحرية والديمقراطية وقرر ان يستعيد حضوره الانساني والوطني مهما كان الثمن ومن واجبنا ان ننتبه لذلك وان نتعامل معه بمنطق الفهم والاستجابة لا بمنطق الاستهتار والاهمال كما كنا نفعل باستمرار.
الدستور