أفاد معارض سوري، لوكالة «يونايتد برس انترناشونال» أن آلاف المسلحين المجهزين بأعتدة عسكرية حديثة ينتشرون حالياً في جبل الزاوية ومعرة النعمان وأريحا بمحافظة إدلب وفي قرى على الحدود السورية ـــــ التركية»، مشيراً إلى أنهم «مجهزون بصواريخ مضادة للدبابات وأسلحة فردية قادرة على اختراق السترات الواقية من الرصاص، ولا يمثلون أياً من الأحزاب المعارضة وينتمون إلى تيار أصولي». وقال المصدر المعارض إن الجيش السوري الذي يستعد لتنفيذ عملية عسكرية في المنطقة «سيواجه مقاومة عنيفة من الجماعات المسلحة بسبب وعورة الأماكن التي تنتشر فيها».
ميدانياً، ذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أن الجيش السوري بدأ نشر قواته على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب (شمال غرب) مع استمرار الحملة العسكرية والأمنية التي بدأها في ريف مدينة إدلب، لافتاً إلى أن «القوات السورية قطعت الطريق الدولي المؤدي من حلب (شمال) إلى دمشق، وذلك بدءاً من مدينة سراقب (ريف إدلب)». كذلك أشار عبد الرحمن إلى أن «عدة مدن سورية شهدت أول من أمس تظاهرات ليلية، أبرزها في حماة، حيث تظاهر عشرات الآلاف»، فيما تحدث الناشط مصطفى أوسو إلى وكالة «أسوشييتد برس» عن حملة اعتقالات واسعة تنفذها السلطات في منطقة جسر الشغور، معرة النعمان، والمناطق المحيطة بها لكل من يتجاوز 16 عاماً، مشيراً إلى أن معدل الاعتقالات اليومية يبلغ 300 شخص.
وبينما يستعد معارضو النظام السوري للمشاركة في جمعة «صالح العلي» تأكيداً لنبذ الطائفية، في إشارة إلى المكانة التاريخية التي يحتلها الشيخ العلوي، بصفته أحد قادة الثورة السورية ضد الفرنسيين، واصل النظام حملته العسكرية في محيط منطقة جسر الشغور، فيما سجل تطور لافت بتأكيد دبلوماسي غربي مقيم في دمشق، من خلال وكالة «رويترز»، تشجيع العديد من الدول الغربية لانقلاب عسكري في سوريا.
وأكد الدبلوماسي الغربي الذي رفض الكشف عن اسمه لـ«رويترز» أن المجتمع الدولي يرى أن «مرحلة ما بعد (الرئيس بشار) الأسد ميسّرة على نحو مثالي من خلال انقلاب عسكري»، مؤكداً أن «عدة حكومات تشجّع الجنرالات السوريين على التمرد». وأضاف «نحن نعزل الأسد وأسرته، ونحن نخاطب القادة العسكريين وأعضاء مجلس الوزراء للانتفاض. نحن نشجّع الجنرالات على الانتفاض».
في موازاة ذلك، دانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نالاند، اليوم، «اللجوء الفاضح الى العنف» من جانب السلطات السورية في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية، مطالبة بوضع حدّ فوري له.
في المقابل، تستمر موسكو وبكين بإصدار المواقف المؤكدة لرفض تشديد الضغوط على سوريا، بعدما أعلن الرئيسان الروسي ديمتري مدفيديف والصيني هو جينتاو في بيان مشترك، أن «في وسع الأسرة الدولية تقديم مساعدة بنّاءة لمنع تدهور الوضع، غير أنه ينبغي ألا تتدخل أي قوة خارجية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة» العربية.
أما على الجانب التركي، حيث واصل مبعوث الرئيس السوري الخاص اللواء حسن توركماني لقاءاته في العاصمة التركية أنقرة، فقد أفادت وكالة أنباء الأناضول بأن داوود أوغلو وتوركماني اجتمعا لمدة أربع ساعات، لكن لم تصدر أي تصريحات بعد اللقاء، فيما التقى داوود أوغلو سفراء أنقرة في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي لمناقشة الوضع في سوريا والسياسة في المنطقة.
وعلى صعيد متّصل، قال النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، نابي أوجي، وهو مستشار سابق لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا مستاءة من ردّ سوريا على طلبها التوقف عن استخدام العنف ضد المدنيين والبدء بتنفيذ إصلاحات، مشيراً إلى أن «ردّ النظام السوري حتى الآن مؤسف وغير مفيد ومحبط».
ورداً على سؤال عن إمكان فرض الجيش التركي منطقة عازلة في الأراضي السورية لحماية المدنيين، قال إن تركيا لا تعتزم التدخل العسكري في سوريا، لكنه قال إن تركيا ذكّرت الحكومة السورية دوماً بأن التدخل قد يصبح جزءاً من أجندة للمجتمع الدولي، وحثّت دمشق على اتخاذ خيارات عقلانية.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)