18-06-2011 09:05 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
أعلن وزير الطاقة عن حملة ستبدأ قريباً بهدف الترويج للمفاعل النووي بعد أن قال أن موقع المفرق ليس نهائياً وأن موقع العقبة (السابق) قد يكون مناسباً لمفاعلات أخرى في المستقبل.
مشروع المفاعل النووي يواجه رفضاً بوتائر متزايدة, ويوماً بعد يوم يتسلح الناس بالمعلومات والمعارف المطلوبة لهذه المواجهة, وبالأمس تحرك أهالي مناطق في المفرق ضد المشروع.
موقف الناس هذا, يعكس حالة غير مسبوقة من انعدام الثقة بالمشاريع الكبيرة ذات الأسماء البراقة. إن الناس خلال السنوات العشر الماضية عاشوا تجربة مريرة مع مثل هذه المشاريع التي كانت تقدم على أنها خطوات تنموية جريئة وواعدة. وحتى المشروع الذي لا خلاف حوله والذي اختيرت له تسمية رقيقة, أقصد مشروع 'سكن كريم لعيش كريم', فقد استبيحت هذه الكلمات ذات المضمون الإنساني إلى الحد الذي أصبحت فيه اليوم مثار تهكم مؤلم عند الناس.
ولنا أن نتخيل الترحيب الذي كان سيحظى به المفاعل النووي لو تم عرضه قبل انكشاف زيف هذه المشاريع عموماً, إن كلمة 'نووي' كان لها وقع السحر على مستمعيها, وحينها ما كان الأمر بحاجة للترويج.
اليوم يجد الناس أنفسهم مضطرين لطرح كثير من الأسئلة استناداً إلى خبرتهم العملية مع أنصار المشاريع طويلة الأمد ومنهم الوزير نفسه, وإذا كان مسموحاً تقديم النصائح لترويج ناجح, فسوف أنصح الوزير بأن يقدم للأردنيين تفسيراً للخراب الذي حل بالتعليم في القطاع العام وهو المشروع الذي قاده الوزير ذاته تحت عنوان لطيف هو 'تطوير التعليم' بعد أن أمضى فيه سنوات وهو يعبر من حكومة إلى أخرى بهدف إتمامه, وكانت النتيجة أن وجه التعليم فتحت فيه 'طاقة' بينما انتقل الوزير إلى وزارة الطاقة.
العرب اليوم