18-06-2011 04:20 PM
كل الاردن -
قال ناشطون سوريون إن الجيش السوري اقتحم السبت بلدة بداما التابعة لمحافظة ادلب الواقعة على الحدود مع تركيا فيما دعت بريطانيا رعاياها إلى مغادرة سورية 'فورا'.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن قوله إن 'الجيش السوري اقتحم صباح السبت بلدة بداما المجاورة لمدينة جسر الشغور حيث سمعت اصوات اطلاق أعيرة نارية'.
وأضاف عبد الرحمن 'انتشرت نحو 5 دبابات وآليات عسكرية بالإضافة إلى 15 ناقلة جند وحافلات وسيارات جيب على مداخل البلدة'.
ومن جانبها دعت بريطانيا السبت رعاياها إلى مغادرة سورية فورا على متن الرحلات التجارية محذرة من أن سفارتها في دمشق قد لا تتمكن لاحقا من تنظيم عملية اجلائهم في حال تدهور الوضع أكثر.
وذكرت وزارة الخارجية البريطانية في بيان 'أن على الرعايا البريطانيين الرحيل على الفور في رحلات تجارية طالما انها ما زالت تعمل كالمعتاد'.
وحذر البيان 'أولئك الذين يختارون البقاء في سورية أو التوجه إليها بالرغم من تحذيرنا، عليهم ان يعلموا انه من المرجح جدا ان لا تكون السفارة البريطانية قادرة على تقديم اي خدمة قنصلية عادية في حال حدوث تدهور جديد للأمن العام'.
وتأتي التطورات بعد يوم من مقتل 19 شخصا قتلوا برصاص قوات الأمن في مظاهرات تطالب بانهاء حكم الرئيس بشار الاسد في أكبر احتجاجات منذ تفجر الاضطرابات في مارس/ اذار الماضي وذلك وفقا لناشطين سوريين.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن عشرات الآلاف خرجوا في مظاهرات في انحاء البلاد في تحد للحملة العسكرية وتجاهلوا تعهدا بتخلي رامي مخلوف ابن خال الأسد الذي يعتبره المعارضون رمزا للفساد عن امبراطوريته التجارية وتحويلها إلى العمل الخيري.
وقال شهود وناشطون ان عشرات الالاف احتشدوا في درعا مهد الانتفاضة المستمرة منذ ثلاثة اشهر ضد حكم الأسد وفي الشمال المناطق ذات الغالبية الكردية من شرق البلاد وإقليم دير الزور ومدينة حماة شمالي دمشق وفي ضواحي العاصمة نفسها.
حمص
وتمنع الحكومة السورية معظم الصحفيين الدوليين من العمل في سورية مما يجعل من الصعب التحقق من روايات الناشطين.
ووفقا للجان التنسيق المحلية وهي جماعة رئيسية لها صلة بالمحتجين، شهدت مدينة حمص وسط البلاد مقتل عشرة محتجين فيما قتل شخص واحد في مدينة حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إنه لا يستطيع تأكيد سوى مقتل عشرة مدنيين بشكل عام في سوريا.
وتنحي السلطات السورية باللائمة في اعمال العنف على 'جماعات ارهابية مسلحة' واسلاميين تدعمهم قوى اجنبية.
وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن عددا من رجال الشرطة تعرضوا لاطلاق نار واصيبوا بجروح فى احدى ضواحى دمشق ومدينة حمص وسط سورية.
وقال ناشطون إن مظاهرة خرجت في حي الميدان بدمشق قرب جامع الحسن، وذكرت مصادر موثوقة لـ بي بي سي، إن عدداً من الجرحى سقطوا في مظاهرة في ركن الدين بدمشق.
وأفادت الأنباء أيضا بخروج مظاهرة حاشدة من جامع النور في حمص إضافة إلى مظاهرات في احياء الخالدية وبابا عمرو والتجمع قرب جامع خالد بن الوليد بينما راقب رجال الأمن الموقف.
تدفق اللاجئين
ونشر الجيش السوري دباباته في مدن جديدة شمال غرب البلاد لمواجهة ما يصفه الإعلام الرسمي بعصابات مسلحة، فيما وصل المئات من السوريين إلى الحدود التركية لينضموا إلى آلاف آخرين فروا من الحملة العسكرية.
ووصل عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى 9700 شخص بحسب تقديرات المصادر التركية.
وكانت دمشق قد سعت إلى إصلاح علاقاتها المتوترة مع جارتها تركيا بشأن الحملة ضد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.
ضغوط غربية
على الصعيد الدبلوماسي، أجرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون محادثات مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف في محاولة للخروج من مأزق بشأن مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدين حملة القمع السورية.
وقالت متحدثة باسم الخارجية الامريكية 'إن محادثاتهما تركزت على كيفية عمل الولايات المتحدة وروسيا معا للتأكد من استطاعتنا إصدار قرار لمجلس الامن الدولي'.
ورفضت روسيا والصين فكرة إصدار قرار من مجلس الأمن ضد سورية.
في الوقت ذاته أعلن مسؤول أمريكي رفع أن بلاده تدرس إمكانية ملاحقة سورية بتهمة ارتكاب 'جرائم حرب' للضغط على النظام من أجل وقف قمع المحتجين.
وقال هذا المسؤول إن اجراءات جديدة من بينها عقوبات تستهدف قطاع النفط والغاز في سورية تدرس في اطار حملة اوسع لتعزيز الضغط على الرئيس بشار الأسد.
وأضاف المسؤول أن 'بشار الأسد لم يظهر حتى الآن خطوات ملموسة تؤكد جديته في إجراء حوار وطني شامل و انما يكتفي بالخطابات و اطلاق الوعود'.
ومضى قائلا إن 'النظام السوري لايمكن ان يدعو الى الحوار الوطني من جهة فيما يواصل عمليات القتل في الجهة المقابلة'.