أضف إلى المفضلة
الخميس , 26 كانون الأول/ديسمبر 2024
الخميس , 26 كانون الأول/ديسمبر 2024


حول استقالة العدوان

23-06-2011 07:22 AM
كل الاردن -

 

  
 
عريب الرنتاوي
 
 
 
من زوايا عديدة، تبدو واقعة استقالة وزير الإعلام والاتصال الأستاذ طاهر العدوان، أقرب لـ «الاستثناء» منها إلى «مألوف الاستقالات»...ليس لأن الوزراء في بلادنا لا يستقيلون، إلا من رحم ربي، بل لأن من حيث توقيتها ودلالاتاها و»الأسباب الموجبة» لها، تشفّ عن «النوايا» الحقيقية للحكومة فيما خص حرية الصحافة واستقلالية وسائل الإعلام، إلى آخر عناوين وفصول «كتاب الإصلاح السياسي والتحوّل الديمقراطي».
 
من زاوية الصدقية والجدية...لم يجف بعد، حبر «الاستراتيجية الجديدة للإعلام»، التي من المفروض أنها نهضت بالصحافة والإعلام، ورفعت سقوف الحرية والاستقلالية...لم يتبدد بعد، أثير التصريحات والوعود و»ضجيج» لجنة الحوار والأحاديث المتكررة عن هذه الحكومة بوصفها حكومة إصلاح قولاً وفعلاً، حتى رأينا كيف أن الحكومة تأخذ بيد، ما قدمته باليد الأخرى...تمشي خطوة للأمام، وتتراجع خطوة – حتى لا نقول خطوتين للوراء – تتحدث عن الإصلاح وتعمل بالضد منه...هذا هو جوهر ما قاله الوزير المستقيل، وهو لا يختلف بشيء عمّا تقوله الأحزاب وقوى الإصلاح ومؤسسات المجتمع المدني وغالبية الأردنيين على أية حال.
 
ثلاثة قوانين، حمل كل واحدٍ منها قيداُ إضافياً على حرية الصحافة والرأي والتعبير..لم أطلع على «مسوّداتها» بعد، بيد أنني لا أجد سبباً يمنعني من تصديق الوزير المستقيل وعدم الأخذ بتقديراته في هذا المجال...وإن كنت اطلعت على التعديل الخاص بقانون محاربة الفساد، والذي يضع سيفاً مسلطاً على أعناق الصحف ووسائل الإعلام بحجة التصدي لظاهرة «اغتيال الشخصية»، فإن المرء يخلص إلى استنتاجين اثنين: الأول، أن قانون محاربة الفساد قد جرى تطويره لمحاربة من يحاربون الفساد عموماً...والثاني، أن هذا التعديل يعطي «فكرة» عن طبيعة التعديلات المراد إقحامها على قانوني المطبوعات والنشر والعقوبات.
 
وإن نظرنا إلى استقالة العدوان، من زاوية «آلية اتخاذ القرار في مجلس الوزراء»، فإن الأمر ينطوي بدوره على «خلل» من العيار...فعندما تكون الأغلبية ضد هذه التعديلات، وليست موافقة على تحويل مشاريع القوانين هذه إلى مجلس النواب بصيغتها القائمة...ومع ذلك، يفاجأ الجميع بأنها مدرجة على جدول أعمال الدورة الاستثنائية، فهذا يعطينا فكرة جيدة، عن الكيفية التي تنظر بها الحكومة لثنائية الأغلبية والأقلية..فإذا كان التوافق داخل مجلس الوزراء، لا يُحترم...إذا كانت الأغلبية لا يؤخذ برأيها...فأية ضمانات بأن مخرجات التوافق الوطني سوف تحترم، وأن رأي الأكثرية الأردنية سوف يؤخذ به...وأن الديمقراطية ستمتد وتنتشر من داخل مجلس الوزراء إلى مخلتف مؤسسات الدولة، وصولاً لبناء نظام تشاركي تشاوري، يقوم على قاعدة احترام الرأي والرأي الآخر، خصوصا حين يكون هذا «الرأي الآخر»، هو ذاته رأي الأكثرية.
 
وثمة زاوية أخرى، «استثنائية» بدورها، يمكن أن ننظر من خلالها إلى مغزى الاستقالة ودلالاتها...الا وهي صمت الحكومة حيال تفاقم ظاهرة «البلطجة» ضد المتظاهرين ووسائل الإعلام وأصحاب الرأي الآخر في البلاد...وقد لفت الوزير إلى المخاطر الكامنة وراء تفشي هذه الظاهرة والتردد في استئصالها، مذكّراً بما آلت إليه دول ومجتمعات شقيقة قريبة وبعيدة منّا...وحديث الوزير هنا، يتقاطع إلى حد كبير، مع أحاديث الجسم الصحفي، فضلا عن تقارير بعض المنظمات الدولية، التي تذهب جميعها إلى اتهام الحكومة بالمسؤولية عن تفاقم هذه الظاهرة، سواء بالمساعدة في إطلاقها ودعمها وتوفير الرعاية، أو بالتهاون في التصدي لها واستئصالها...في جميع الحالات، الحكومة مذنبة، وذنبها يصبح فاقعاً حين نكون على يقين من أنها تعرف من هم هؤلاء الجناة والبلطجية، الذين يسعون في إرهاب الإعلام وترويع الصحافة والصحفيين، وتمتنع عن محاسبتهم وملاحقتهم وجلبهم للعدالة...فهل يليق بنا، في بلد القانون والأمن والأمان، أن تصبح ظاهرة «البلطجية» قريناً لنا، وسمة مميزة لحياتنا السياسية والإعلامية، إلى جانب «جرائم الشرف» على سبيل المثال؟...ألم يحن الوقت لوقفة جادة وجدية، لا مكان فيها لـ»الأسباب المخففة» و»العذر المحلل»، إلى غير ما هنالك...نريد أن نرى هؤلاء خلف القضبان، وحتى يحصل ذلك، ستظل «كل فئران الأرض تلعب في أعبابنا».
 
هذا هو الوزير الثالث، الذي يُقال أو يستقيل، على خلفية الفشل والتراخي في محاربة الفساد أو الدفاع عن الحريات...كم وزير يتعين أن يستقيل قبل أن تشعر الحكومة بأن أوراقها قد تساقطت... ثم ماذا يعني أن تأتي «الاستقالة المُسَبّبة» بعيد أيام من فروغ لجنة الحوار الوطني من مهمتها، وقبيل أيام على انتهاء أعمال لجنة التعديلات الدستورية...أية ثقة بمستقبل مشروعنا الإصلاحي ستظل لدينا بعد كل ما كشف عنه الوزير المستقيل...وهل يمكن لحكومة تتصرف من وراء ظهور وزرائها، أن تكون حكومة قادرة على إجراء انتخابات حرة وشفافة ونزيهة...هل يمكن لهذه الحكومة أن تكون حكومة إصلاحات وحريات...أسئلة وتساؤلات وكثير غيرها، تكتسب أهمية إضافية في ضوء تلاحق مسلسل الأزمات التي تطارد الحكومة، من الكازينو إلى «خالد شاهين»، وانتهاء بالاستقالة، والحبل على الجرار.
عن الدستور
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-06-2011 08:36 AM

أويد الكاتب تماماَ فيما ذهب اليه .فالملفات الأصلاحيه الرئيسيه لم تتعرض لها الحكومه :
1. ملفات الفساد والخصخصه .
2. ملف دسترة فك الأرتباط والتجنيس وبيع الأرقام الوطنيه "والتي وردت على لسان شخصيات وطنيه فوق الشبهات".

2) تعليق بواسطة :
23-06-2011 09:19 AM

التناقض بدا واضحا بما جاء (من فوق) فيوم نريد الاصلاح ونملا الدنيا تغنيا بالاصلاح ثم نأتي بمنطق اغتيال الشخصيه اي شخصيه التي تخافون على اغتيالها هل هي شخصية الخطوط الحمراء فلماذا لايسمح بقبول النقد البناء الذي يقوم الاعوجاج ويصلح الفساد فلماذا حين تتعرض الصحف الايطاليه لمغامرات برلسكوني لانجد من يطرح منطق اغتيال الشخصيه او فضيحة بيل كلينتون لم يقال ان هناك اغتيال للشخصيه
فهذا منطق غير مقبول واذا كانت الشخصيه بريئه فدعها تدافع عن نفسها

3) تعليق بواسطة :
23-06-2011 12:09 PM

بدل من قانون حمايه الصحافه والاعلام وحمايه الصحفيين والاعلاميين ------------ الشعب يريد قانونا لحمايه الفاسدين المفسدين قانونا لحمايه الضالين المضلين -------------- الشعب يريد قانونا لحمايه السراق وقطاع الطرق الذين سرقو ونهبو مقدرات الوطن والشعب ----------------------- بلدي بلد العجايب

4) تعليق بواسطة :
23-06-2011 08:13 PM

مقال اكثر من رائع .

5) تعليق بواسطة :
24-06-2011 07:43 AM

وين عنك الاسد الغضنفر الدكتور احمد عويدي العبادي اقسم انك ترتعب من ذكر اسمه بس انته بتكابر يا ابو اربع عبي ( اي اربع وجوه

















9

6) تعليق بواسطة :
24-06-2011 12:55 PM

بعد كل هذا يمكن القول سقطت ورقة التوت الاخيرة عن جسد الحكومه العاري من اي حقيقه واذا بقي كلام لديها عن الاصلاح فبعد استقالة العدوان لم يبقى اي كلام لتبرير لا نسال عما فرض مشاريع القوانين فهذا سؤال غبي لكن الظاهره هنا تدل على ان من يحابوا الاصلاح لن يتمكن منهم احد الا جلالة الملك فهم في عمق مؤسسات الدوله ويخونون من يشاؤا ويجعلوا من اللص وطني بامتياز

7) تعليق بواسطة :
24-06-2011 11:50 PM

يعني الأمور واضحة نبدا.............................

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012