كشفت مصادر سياسية إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عبّر خلال لقائه مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين عن موافقته على الانسحاب إلى حدود عام 1967، شرط أن يوافق الفلسطينيون على عدم عودة اللاجئين إلى إسرائيل، بل إلى الدولة الفلسطينية، فيما نفت الدائرة الإعلامية في مكتب نتنياهو صحة هذه الأنباء.
ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصدرين سياسيين قولهما إن نتنياهو عبّر عن موافقته على العودة إلى حدود 1967 مع تبادل أراض مقابل عودة اللاجئين إلى الدولة الفلسطينية لا إلى إسرائيل خلال لقاءاته في الأيام الأخيرة مع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دنيس روس، والمبعوث الأميركي ديفيد هيل ومبعوث الرباعية الدولية طوني بلير ومفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.
وقال المصدر إن نتنياهو يطالب مقابل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وفقاً لهذه المعادلة، الاعتراف بإسرائيل دولةً يهودية أيضاً، وإن موافقته على هذه المعادلة نابعة من تطلعه إلى الحفاظ على أغلبية يهودية في إسرائيل.
وأشارت «معاريف» إلى أن هذه المرة الأولى التي يعبّر فيها نتنياهو عن موافقته، على أن تستند حدود الدولة الفلسطينية إلى خطوط عام 1967، رغم أنه هاجم الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة بعد خطاب الأخير في 19 أيار الماضي بسبب دعوته إلى استئناف المفاوضات استناداً إلى خطوط 67 وقوله إنها حدود «غير قابلة للحماية».
وقالت الصحيفة إن روس وهيل وبلير وآشتون أوضحوا لنتنياهو خلال لقاءاتهم معه أنهم يخشون أن يمضي الفلسطينيون في مسعاهم ومطالبة الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول المقبل.
وحاول الأربعة وضع حل لمسعى أيلول الذي تعارضه إسرائيل والولايات المتحدة وقسم من الدول الأوروبية، ولذلك طلبوا من نتنياهو الموافقة على استئناف المفاوضات وفقاً لرؤية أوباما.
وقالت الصحيفة إن الدبلوماسيين الأربعة فوجئوا عندما وافق نتنياهو على اقتراحهم، لكنه طلب في المقابل الحصول على أمور تسهل عليه طرح هذه التفاهمات أمام الوزراء في حكومته اليمينية وأمام الجمهور الإسرائيلي، وطلب اعترافاً بيهودية إسرائيل وبعودة اللاجئين إلى الدولة الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم إن آشتون خرجت من لقائها مع نتنياهو متشجعة وألمحت الى انه أعطاها شيئا يمكن استخدامه في اتصالات مع الفلسطينيين «وهذه المرة الأولى التي خرجت فيها متشجعة بعد لقاء مع نتنياهو».
وقالت «معاريف» إن مبعوث نتنياهو في موضوع المفاوضات مع الفلسطينيين المحامي يتسحاق مولخو التقى خلال الأسبوع الحالي مع «مندوبين عرب» وطالبهم بالتأثير على المصالحة الفلسطينية بين حركتي «فتح» و«حماس» وإبطاء وتيرتها.
في المقابل، نفت مصادر في الدائرة الإعلامية في مكتب رئيس الوزراء صحة خبر «معاريف»، مشيرةً إلى أن «مواقف نتنياهو في هذا الموضوع لم تتغير وواضحة وهي أن إسرائيل لن تعود إلى حدود 67».
(يو بي آي)