لا يزال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، يسعى لأن يكون متصدّر الداعين إلى تحسين العلاقات التركية ـــــ الإسرائيلية، علّه يكون رجل المصالحة بين البلدين، بعدما كان أبرز الأسماء التي طفت على سطح الطلاق بينهما. آخر تصريحات أيالون جاءت أمس، عندما رأى صاحبها أنّ أمام بلاده وتركيا «فرصة» لوضع حد للأزمة العميقة بينهما «بفضل مبادرات حسن نوايا متبادلة» حصلت في الفترة الأخيرة. وأحال أيالون، في مقابلة نشرتها صحيفة «حرييت»، إلى رسالة وجهها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان لتهنئته بانتخابه في 12 حزيران، والتطرق إلى قرار تراجع جمعية انسانية تركية عن المشاركة في «أسطول الحرية 2». ورأى أيالون أن «النزاع الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني وإرهاب حركة حماس عقّدا علاقاتنا»، متسائلاً عن الداعي إلى «ترك علاقاتنا تحت رحمة طرف ثالث؟». وعن العلاقة التركية الوثيقة مع حركة «حماس»، قال أيالون إن إسرائيل «ستقبّل يد كل مواطن تركي إذا تمكنت أنقرة من إقناع حركة حماس بتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل.
في موازاة ذلك، عيّن الجيش الإسرائيلي ملحقاً عسكرياً جديداً في أنقرة، في إطار المحاولات نفسها لتحسين العلاقات مع أنقرة. وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن جيش الاحتلال يبحث منذ مدة عن ضابط يوافق على تولي منصب الملحق العسكري في تركيا خلفاً للعقيد شيلي أوخوفسكي الذي سينهي مهماته في أنقرة في الأسابيع القريبة المقبلة، وخصوصاً أن المنصب هناك «لم يعد وظيفة مرغوبة بالنسبة إلى الضباط الإسرائيليين». وجددت الصحيفة الإعراب عن أمل الجيش بأن «تؤدّي المصالحة بين إسرائيل وتركيا إلى استئناف التعاون الاستراتيجي بين الدولتين».
أنباء تلت تأكيد صحيفة «هآرتس»، أول من أمس، أنّ نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو، موشيه يعلون، الذي لفتت «هآرتس» إلى أن «بيبي» عيّنه في الفترة الأخيرة مبعوثاً خاصاً له إلى محادثات المصالحة بين إسرائيل وتركيا، قد التقى سراً في العاصمة النمسوية فيينا، الأسبوع الماضي، المدير العام لوزارة الخارجية التركية فريدون سينيراوغلو، والمندوب التركي في لجنة تقصّي الحقائق التابعة للأمم المتحدة حول جريمة «أسطول الحرية»، أوزدام سانبرك.
وأشارت الصحيفة، في الخبر نفسه، إلى أن تل أبيب عرضت على أنقرة أن تدفع تعويضات مالية للضحايا الأتراك التسعة الذين استشهدوا في «أسطول الحرية»، بالاضافة إلى إعراب الدولة العبرية عن أسفها لـ«الحادثة» بدل أن تقدم اعتذاراً رسمياً وفق مطالب حكومة أردوغان. كل ذلك على وقع نفي وزارة الخارجية التركية أن يكون وزير الخارجية أحمد داود أوغلو قد التقى بوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في باريس في الأيام الماضية.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)