02-07-2011 10:11 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
يروى أن قائم مقام قضاء عجلون في أواخر العهد العثماني الأمير أمين أرسلان كان مولعاً بتربية الدجاج, وكان يمارس ولعه ذاك في دار الحكومة ومقرها اربد, حيث اقتنى في أقبية الدار ما يقرب من ألف دجاجة (بلدية بالضرورة, فآنذاك كان كل الدجاج بلدياً).
كان الأمير أمين يقوم على رعاية الدجاج بنفسه, ففي كل صباح كان يباشر يومه بتقديم العلف للدجاج, وفي بعض الأحيان كان يتم جلب العلف خصيصاً من منطقة جبل الدروز, أي من المنطقة الأصلية للأمير.
كان رش العلف يتم في الساحة الخلفية لدار الحكومة, وكثيراً ما كان الدجاج يرد الجميل, فبينما يكون القائم مقام متوجهاً إلى مقر عمله في الطابق العلوي من الدار, يقوم الدجاج بمرافقته عبر الدرج المؤدي إلى مكتبه في موكب دجاجي مهيب, وكان ذلك يتم برضا واستمتاع من الجنود والموظفين الذين يُسمح لهم بجمع البيض الذي ينشره الدجاج في الأمكنة التي يستطيع الوصول إليها.
الطريف في الأمر أن الأمير كان يندمج في متعته تلك إلى درجة انه كثيراً ما كان ينسى ارتداء بنطلونه بعد أن يعلف الدجاج, وقد تكرر قدومه إلى مقر عمله وهو يلبس الطربوش والصدرية والجاكيت دون البنطلون, إلى أن يصارحه أحد الموظفين بحقيقة حالته فيهب مسرعاً الى البيت ليلبس البنطلون ويعود إلى عمله, دون ان ينسى هوايته في صباح اليوم التالي.
تمعنوا في الموقف جيداً قبل أن تتسرعوا في تشكيل موقف تقليدي, فنحن أمام مسؤول يصر على الإسهام في العملية الإنتاجية وعدم الاكتفاء بالحديث عنها.
ahmadabukhalil@hotmail.com