أكد زعيم المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، اليوم، أن المجلس يرحب بتقاعد الزعيم الليبي معمر القذافي في بلاده ما دام سيستقيل رسمياً ويقبل باشراف دولي على تحركاته، فيما تكثفت الجهود الدبلوماسة أملاً في اعادة احياء الحل التفاوضي من خلال عقد رئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما لقاءً أمس في روسيا، مع ممثلي اعضاء لجنة المتابعة حول ليبيا التي تضم كل الدول التي تشارك في الحملة على ليبيا.
وقال عبد الجليل من مقره في بنغازي، إنه تقدم بهذا الاقتراح قبل نحو شهر عبر الأمم المتحدة إلا أنه لم يتلق أي رد بعد من طرابلس، فيما كشف الناطق باسم قوات المعارضة، أحمد عمر الباني عن أن الأخيرة بدأت الاعداد لهجوم كبير على الجبهة الغربية بهدف الاستيلاء على بئر الغنم، المحور الاستراتيجي الذي يبعد خمسين كلم جنوبي طرابلس كي يصبح مقاتلوها على مرمى مدفعية من العاصمة الليبية.
وتأتي هذه التطورات غداة انقسام المعارضة حول الاقتراحات التي خرجت بها قمة الاتحاد الأفريقي يوم الجمعة الماضي، والتي توافقت على اقصاء القذافي من أي مفاوضات للتباحث حول سبل حل الأزمة الليبية، مقابل رفضها مذكرة المحكمة الجنائية الدولية لتوقيفه بتهم جرائم ضد الانسانية.
ولم يحمل اتفاق الاتحاد الافريقي انتقاداً مباشراً للقذافي، بل دعا إلى اصدار عفو عن مرتكبي الجرائم خلال الصراع وإلى العدول عن تجميد الارصدة الليبية في الخارج، إلا أن من بين العناصر الجديدة التي تشملها خطة الاتحاد الافريقي، نشر قوات حفظ سلام متعددة الجنسيات تشرف عليها الامم المتحدة.
ورأى نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، عبد الحفيظ غوقة، أن قرارات القمة الأفريقية لا تتضمن شيئاً يتعلق بمطالب المعارضة، مؤكداً أنهم يطالبون فقط بشيء واحد هو استقالة القذافي، فيما رأى ممثل المعارضة في فرنسا، منصور سيف النصر، أن المعارضة تتفهم أن روح الاتفاق يعني أن القذافي لن يلعب أي دور في مستقبل ليبيا.
من جهته، أكد المتحدث باسم الحكومة الليبية، موسى ابراهيم، أن حكومته مستعدة لمناقشة حل سلمي مع جميع الاطراف في ليبيا ولكن بعد توقف العمليات العسكرية.
كذلك أكد ابراهيم أن أوروبا ستواجه عواقب عدوانها على ليبيا، بعدما دعا القذافي في كلمة له عبر الهاتف بثها التلفزيون الليبي يوم الجمعة الماضي حلف شمالي الأطلسي إلى وقف حملته الجوية والا فسيجازف بتدفق المقاتلين الليبيين على اوروبا «مثل الجراد والنحل».
في غضون ذلك، تبنّت تركيا موقفاً أكثر تشدداً من نظام معمر القذافي تزامناً مع قيام وزير الخارجية أحمد داود أوغلو اليوم بزيارة إلى بنغازي للقاء قادة المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار الليبيين.
وأعلنت الجريدة الرسمية التركية أول من أمس تعيين السفير التركي في ليبيا سليم ليفنت ساهينكايا في منصب جديد في انقرة، بعدما غادر ساهينكايا طرابلس في آذار ولم يخلفه احد، في موازاة نشرها مرسوماً جمهورياً وقعه الرئيس عبد الله غول يضمن بموجبه القانون التركي العقوبات التي قررتها الأمم المتحدة في شباط بحق النظام الليبي والقذافي وعائلته والقريبين منه.
بدورها، صعدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون نداءات الغرب التي تطالب القذافي بالتنحي رافضة تهديداته بمهاجمة الأوروبيين في منازلهم ومكاتبهم، فيما أعلن مستشار الامن القومي الأميركي توم دونيلون أن الجهود الرامية إلى الضغط على الزعيم الليبي للتخلي عن السلطة تنجح، وأنه لن يكون هناك استقرار في ليبيا لحين تنحّيه.
في المقابل، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، أن أفعال حلف شمالي الأطلسي في ليبيا خرجت عن إطار قراري مجلس الأمن الدولي 1970 و1973 بشأن ليبيا، موضحاً أن الأمر يخالف عقيدته الاستراتيجية التي أقرها في قمة لشبونة العام الماضي. ولفت إلى أن القضية الليبية ستكون على جدول أعمال اجتماع «مجلس روسيا ـــــ الأطلسي» المقرر عقده في مدينة سوتشي اليوم.
إلى ذلك، كشفت صحيفة «ديلي ستار صندي»، أن عشرات القطع النقدية الذهبية والساعات المرصعة بالألماس ضبطت لدى دائرة الجمارك البريطانية في مطار غاتويك القريب من العاصمة لندن، كان القذافي يسعى إلى تهريبها لبيعها واستخدام عوائدها لتمويل تكاليف الحرب التي تخوضها كتائب القذافي ضد مقاتلي المعارضة.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)